عن الحلاق


قبل أيام ذهبت الى الحلاق لقص شعري ، أجلسني على الكرسي ، وبدا كالعادة ، يمسك بشعري وينكشه ، ويزيح رأسي يمنة ويسرة ، والى اعلى والى أسفل ، ثم يعود فينكش الشعر بأصابعه من جديد .

في لحظة استسلام صرخ الرجل ، واخبرني نفس الجملة التي أسمعها منذ سنين ، "شعرك مشيب يا استاز" ، لم يكتفي بها وحسب ، بل زاد عليها ان اعلمني بان الشيب زايد عن المرة الماضية .

كل مرة يسمعني نفس العبارة ، وكل مرة يحبطني اكثر ، ويغلق علي دربا كنت انوي أن أقصده معذبا لقلوب العذارى في شبوبيتي وحيويتي ، كل مرة يجعلني أشعر بأني في الستين مع اني لم اتجاوز بعد الثلاثين بالكثير .

المشكلة اني في كل مرة اسمع فيها هذه العبارة اعزم النية على تغيير الحلاق في المرة القادمة واقول في نفسي " هذا وجهي اذا بحلق عندك مرة ثانية" لكني اعود اليه بلا طوع فلديه ما يشفع له .

فطريقة حديثه ونظراته وتقاسيم الوجه واحساس الحروف والكلمات كلها تدل على خوف وحزن على شبابي الذي أرهقه الشيب.

يكفي أنه يحلق لي وهو خايف علي ومستاء على حيوية غزاها الشيب .

يبقى العتب على اللذين هم معتادين على الحلاقة لنا عالناشف ، مع انهم هم أساس الشيب لا في شعرنا وحسب بل حتى في قلوبنا .



Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات