الصيف والجيران


جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: \" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن ، قالوا : من يا رسول الله، قال : من لا يأمن جاره بوائقه\" .

وفي حديث شريف آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه\" .

ما ان يبدأ الصيف حتى تبدأ البيوت تضيق بأهلها ويصبح المنفذ الوحيد هو الجلوس مساء في حديقة المنزل وساحاته؛ للتخلص من حرارة هذا الصيف.

وكذلك تبدأ الزيارات العائلية بين الأقارب والأصدقاء وتكون معظم جلساتهم في تلك الساحات والحدائق بالرغم من شح المياه وضياع دورها ووصولها للمتنفذين عند مدراء المياه، إلا أن المقلق بالأمر هو الازعاج الناجم عن اجتماع الشباب في الشوارع والاماكن العامة أو امام منزل أي واحد منهم وتكلمهم مع بعضهم بصوت عالٍ ومنفر وتلفظهم بألفاظ بذيئة خلال ممازحتهم مع بعضهم وقهقهتهم بصورة مقززة تحمل الوقاحة وتدل على انحطاط أخلاقهم واستمرار تلك الحالة إلى ما بعد منتصف الليل وربما إلى آذان الفجر دون مراعاة لجيرانهم.

ويكونوا قد تسببوا في إزعاج جيرانهم وإقلاقهم للصغير قبل الكبير وللطالب قبل العامل ، فهل هذه هي الرحمة التي أمرنا بها ديننا ورسولنا الكريم .

يتدخل الكثيرون بالضغط على من يشتكي ويتذمر من تصرفات (أبناء جاره والذين معه) بقولهم : \"أنت معك حق لكن الجار للجار وإن جار ، وإنت ابن ناس وكبير وهم صغار وبعدين الله يعين آبائهم وأمهاتهم عليهم فوق مشاكل أولادهم هم مريضوا ضغط وسكر وما يمونوا على أبنائهم والاخر اللي معه كمان أبوه ميت وأمه مابتمون برضه عليه يا حرام بتأخذ حبة العلاج ولا تدري أين هي والبقيه اهاليهم كذلك\"، وتبدأ الواساطات لسحب الشكوى احتراماً للوجوه \"المصلحة\"، فيتنازل اخيرا تحت الضغط عن الشكوى متاملا أن يكون الطرف الاخر يحترم تدخل هولاء الرجال إلا أنه يبقى الحال على ما هو عليه من الإصرار ويبقى المشتكي يعتمد على قدرته على تحمل المزعج متأملا أن يتغير هذا الطرف للاحسن وهذا لن يحدث لإنعدام الحياء والادب.

وقد قيل سابقاً: \"تنتهي حريتك عندما تبدأ تؤثر على حرية الآخرين\".

وقيل ايضا: \"إن لم تستحِ فاصنع ما شئت\".

فهل من الحكمة ترك جيل الشباب يتصرف في طيش وعبث دون مسائلة ودون رقابة في ظل دولة المؤسسات والقانون وفي ظل حرية الرأي وفي ظل ضعف وغياب دور الوالدين في المجتمع المعاصر بسبب هذين المرضين \"الضغط والسكر\"وغيرهما ؟!
الأسئلة كثيرة والإجابة لا بد أن تكون منكم.

qasemqoudah@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات