عندما يسيطر وحش الظلام على ندرالا


في ليلة من ليالي شهر آب كنت أشعر بضيق وملل وضجر فقررت الخروج والذهاب الى الحديقة المجاورة لمنزلي وعندما كنت أتجول في تلك الحديقة تعثرت قدمي بجسم صلب فانحنيت اليه ،واذ هو صندوق خشبي قديم يغطيه التراب ،صغير الحجم، فاشتعل الفضول بداخلي لفتح ذلك الصندوق واكتشاف مافي داخله، وكانت المفاجأه بأن أجد في داخله كتاب مهترء الاوراق يروي تاريخ بلدة اختفت منذ ملايين سنوات تدعى "ندرالا" حيث يبلغ عدد سكانها ستة ملايين وثماني مئة نسمه، وكانت في بدايتها بلدة مزدهرة يعم بها الخير والسلام والأمن والأمان ويغمر شعبها المحبة والالفة والتواضع والايثار ،وكان نواب تلك البلدة يعملون ليل نهار لمساعدة ابناء الشعب وتلبية حاجاتهم وايصال رغباتهم وارائهم ،اما الوزراء ورئيسهم كانت ابواب مكاتبهم دائما مفتوحة لاستقبال وخدمة افراد الشعب وكانوا يسعون الى انشاء المشاريع لزياده ازدهار بلدهم ورفع مستواه الاقتصادي.
والذي أثار ذهولي في تلك البلده وجود مخلوق غريب ينمو وتزداد قوته كلما زاد الفساد والظلم يدعى "بوحش الظلام" ولم يكن اهل تلك البلده يبدون اهتمامهم بأمر ذلك الوحش لانه كان ضعيف الحيلة ولا يستطيع ان يلحق الاذى بأحدهم.
ومرت الايام واهل البلده يعيشون حياة مستقرة وهادئة حتى جاء ذلك اليوم الذي قرر فيه أحد وزراء الحكومه ان يجمع المال ليعظم أرصدته البنكية وليزيد ممتلكاته من اراضي ومباني ،ويصبح من أثرى أثرياء البلده، ففكر كثيرا ليجد الطريقة المناسبة والتي تخدم أهدافه وتحققها بأقل وقت وجهد ،فوجد أن الطريقة المثلى بحسب أعتقاده بأن يقوم بأنشاء مشاريع بتكلفة وهمية ،وفعلاً طبق تلك الفكرة واستغل منصبه وسلطاته وأصبح من أثرى أثرياء البلده ،وبدأ الفساد ينتشر في البلده رويداً رويدا، حتى انتشر بشكل كلي في تلك البلده "الا من رحم ربي" وأصبح ابناء البلده يرشون ويرتشون ،ينهبون ويسرقون ،وحتى النواب الذي بلغ عددهم مئة وأحدى عشر نسوا رسالتهم التي وجدوا من أجلها ،وركضوا خلف مصالحهم فطلبوا رواتب تقاعدية لمدى الحياة وجوازات سفر وحتى مجالسهم أصبحت كأفلام " الأكشن" يهاجمون بعضهم بعضاً بلأحذية والمسدسات وأما رئيس الوزراء أتخذ من سياسة رفع الأسعار منهجا له ،فأصدر العديد من القرارات التي تقر على رفع اسعار السلع والمنتجات .
فاشتعل غضب الشعب ذو الطبقة المتوسطة والفقيرة فكما يقولون "انما للصبر حدود" وخرجوا في مظاهرات واعتصامات للمطالبة في الأصلاح ومحاكمة الفاسدين وخفض الأسعار ولكن جميع محاولاتهم بائت بالفشل وبقوا يحاولون حتى طفح الكيل واندلعت حرب اهلية بين مؤيد للنظام ومعارض له فالفاسدون فروا الى خارج البلده لاستثمار ما نهبوه من اموال وبقية الشعب كثرت بينهم الجرائم وازداد قتل الارواح البريئة وسفك الدماء، وفي هذه الأثناء كان وحش الظلام قد كبر وزادت قوته وسيطر على البلده ،فأصبحت البلده وشعبها تحت حكمه وأمره ،ثم سمعت صوت أمي وهي تقول "هديل استيقظي لقد تأخرتي على موعد محاضرتك" فاستيقظت وتعوذت بالله من ذلك الكابوس اللعين وذهبت الى الجامعه وبدأت أفكر بكتابة مقال جديد احذر به من انتشار الفساد في بلدي الغالي الأردن الحبيب.

Hadeel.qutaish@yahoo.com



تعليقات القراء

عزاز
يسلموووووووووو مقال رائع وممتاز لكن لاتنسي ان تلك البلدة الصغيرة الجميلة بكل ما تحتويه يحكمها ملك رائع ذو نسب شريف وكلي يقين بان هذا الملك سينتصر على هذا المخلوق الغريب الذي سميتيه (وحش الظلام)
تقبلي مروري مع باقة ورد وبانتظار المزيد من مقالاتك الرائعة

تحياتي
09-07-2012 10:13 PM
محمد الزيود
هدلت وكعادة الانوثة برقة الفجر ولكن تزينت برصانة البوح
09-07-2012 10:19 PM
صدام اقطيش
كعادتك يا ابنة العم تأسرينا بروعة كتاباتك الهادفه ... فاليحفظ الله امثالك ممن يكتبوا للوطن بصدق وشجاعه وشفافيه .. ولا بد من نور يطغى على الظلام .. ولا بد للحق ان ينتصر باذن الله ...
09-07-2012 11:46 PM
حمزة ابوسليـــم
مقالـــة صاروخيــة
وأسلوب الكتابة شـدني لتكملة القراءة الى النهاية
بالتوفيق
10-07-2012 12:25 AM
نادر زمانو (ت.أ.س.ع.غ.)
شكرا يا هديل على هذه المساهمة الرائعة.

والآن أقول للمعلقين الكرام وللوزراء أيضا: شايفين كيف التاريخ يعيد نفسه. خافو الله وخليكو أحسن من زملائكو اللي حكمو (ندرالا) قبل ملايين السنين.

وأحذركي يا هديل من بقايا (ندرالا) الذين يظهرون الاهتمام الزائف ويعرضون (المروري مع باقة ورد وبانتظار المزيد). وعليكي بالمزيد من المثابرة والكتابة، والتحصيل العلمي، وضعي في اعتباركي قصصا وروايات تغزو العالم. فشارلوت برونتي، وهيمينغوي، ودكنز، وبرخت، وغيرهم من أعلام الأدب والمسرح كانت لهم بدايات كبدايتك.

مع المحبة والتقدير والتشجيع وانتظار المزيد من العطاء في وطن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.
10-07-2012 03:24 AM
بهجت صالح خشارمه
اخت هديل والله كلام حلو وجميل وفي الصميم ..كل الفاسدين والمفسدين الى الزوال انشاء الله تعالى ...حفظك الله يا اخت هديل من كل مكروه.
10-07-2012 06:42 AM
غايب فيلة
ما شاء الله،اللهم صل عليك يا نبينا
10-07-2012 06:55 AM
واحد2
ندرالا عكس الأردن لا لا الأردن عكس ندرالا،بس ما بقول غير الله يحفظك لشبابك
10-07-2012 06:57 AM
حمدي بريزات
ماهي محتاجه تلميح ولا تصريح ( وسومها عخشومها) مثل عربي
10-07-2012 08:36 AM
أردوغااااان
أحسنتِ أختي الكاتبة.. مقالتك هي بمثابة تصوير لما ستؤول إليه الأمور.. أو كما يقولون في الأدب (على اعتبار ما سيكون).. و أعجبتني تسمية (ندرالا).. فكل الأمور قد انعكست.. فحامل الأمانةأصبح خائناً.. و القاضي بالعدل أصبح ظالماً.. و عفيف اليد أصبح فاسداً... رحماك يا الله.. ألطف بنا و بهذا الوطن وأهله... أشكرك أخت هديل.. تحياتي لكِ و للجميع.
10-07-2012 10:10 AM
Chris
المغزى وراء المقال جيد وسامي , لكن اسلوب الكتابة سيء,, خلط بين خيال القصة القصيرة في البداية ثم انتقل الى اسلوب المقال الصحفي ؟؟ يحب الفصل في طرح الموضوع او الفكرة ام عن طريق قصة خيالية ,او عن طريق مقال صريح .
10-07-2012 11:08 AM
بدون مجاملة
عيناك.......... رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً ولم أر بدراً قط يمشي علـى الأرض
10-07-2012 01:28 PM
د.احمد الخطيب
تعليق رقم 11 نقدك غير صحيح التنوع بالقصة بين الخيال والصراحه هوه سبب نجاح هذه القصة فالسرد كان شيق جدا ولا يتسطيع ان ينكر احد ذلك سلمت يداكي يا اخت هديل
10-07-2012 03:10 PM
أسماء الخزاعلة
عموما محاولة لا بأس بها.. لكن الموضوع من حيث العنوان والمضمون والفكرة وإن يخلو الأمر من وجهة النظر مختلف تماما كل ناحية عن الأخرى. فهذه الكتابة لا تبين مفهوم العنوان أولا ما معنى "ندرالا" وليست قصة قصيرة، وليس مقال نقدي ولا خيال أدبي، بل خليط من الكلام كون لنا كلام مكتوب معمول له collection. شكرا
10-07-2012 07:15 PM
مجرد رأي
¡¡¡¡ هتحت يلا نأبيب و جلثلا بوذب هركب لآح لك ىلع ( عقوتأ ) ديكأ وم كتباتك وم نكل و كملقب ( هلاقم رابتعأ ىلع ) هلاقملا ¡¡¡¡ بيرغ ءيش هيف ( نيدسافلا نم ررظ بعشلا رثكأ ) ةريقفلاو ىطسولا هقبطلاآتصاخ و هروثلل عيجشت هلا نوكب ظعبلا و هنتف هرظنب ظعبلا و همداقلا ثادحألل عقوت ضعبلا رظنب يه هسايس نع ربعت ال و حيحص ءيش أهيف ام ثادحالا قبس درجم يله هليمج هلاقم

هيك الغبي ما بفهم كلامي ما رح يتعب نفسى بقلب الحروف
11-07-2012 02:23 AM
Chris
د.احمد ,ليس هناك اي تشويق ؟ شو بتحكي يارجل..بمجرد قراءة سطور قليلة تدرك انها مجرد طلاسيم زي ما حكت اسماء رقم 14 ,,كلمات هنا وهناك جمعتهم سوى ..ذكرتني بايام المراهقة بنكتب بنحس انا كتاب عصرنا ..ثم ندرك انها مجرد خرابيش مراهقة
12-07-2012 12:26 PM
د. احمد الخطيب
هذا كلام لا يرتبط بشخص مثقف احكموا على القصة بضميركم انا اقرأ لهذه الكاتبه منذ عدة اشهر وكل مقالاتها رائعة وتنبع من صدق كلمات وحب وطن انصحكم بقراءة المقال الذي كتبه خالد المطاوع عن هذه الكاتبه هديل قطيش الفاعوري
12-07-2012 04:48 PM
انس العبادي
الحقيقه وبكل صراحه انه مقال رائع جدا وفيه اسلوب جميل يشد القارء على متابعه القرائه حتى النهايه
وبالنسبه ل chris و اسماء اذا كان هذا رائيكم فانتم لا تعلمون حقيقه الوضع السياسي بالاردن وبان الكاتبه صورت هذا الوضع تصوير دقيق جدا باسلوب رائع جدا وبالنسبه لكلمه ندرالا فهي عكس كلمه الاردن يا اسماء
13-07-2012 01:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات