الإنفجار


تتمدد وتنتشر بصرف النظر عن الحدود الإصطناعية وتعبر الحدود العنصرية الدولية بدون تأشيرة دخول أو جواز سفر، تنشأ بشكل تلقائي وبأمر رباني، تعصف بالأنظمة المستبدة وتخرج النخبة لقيادة الأمة .
وانسجاماً مع الديمغرافيا والإستراتيجا والجيوساسيا ، تنفجر الثورات العربية لعدة عوامل من ابرزها : فقدان الشرعية وعدم القدرة على الفاعلية السياسية، وعدم القدرة على مكافحة الفساد، بل الإنخراط في دوامته واعادة انتاجه بأشكال مختلفة وحديثة والبحث الدائم على بقاء المواطن مفلس وبحاجة إلى أسياده ليأتمر بأمرهم وينفذ أجنداتهم الشخصية والفرعية .
هذه الأسباب أو المكونات بطبيعة الحال، تنسحب بشكلً ميكانيكي على جميع الدول ، وقد أكدت البحوث والدراسات من بعض النشطاء في المجال السياسي بأن مجمل الأنظمة العربية مهددة بالزوال، اذا ما امتلكت عامل أو عاملين من هذه العوامل، وجميع الدول تملك العوامل الكثيرة، وفاقدة للفاعلية السياسية ، وينخرها الفساد فهذه الشعوب ستُطالب الأنظمة، بإصلاح سلوكياتها التي أعتقد جازماً بأنه من الصعب والعسير تغيرها او اصلحها بسبب إنغماسها في الفساد وعدم القدرة على الإعتراف بالمصائب التي ارتكبتها بحق شعوبها سراً.
فعلى سبيل المثال كان النظام المصري السابق فاقداً للشرعيات الثلاثة مما ساهم في تحقيق الثورة بزمن قياسي قصير.
ومما ساهم على إنتصار الثورات العربية المجيدة عنصر هام جداً، التلاحم نحو المصير المشترك لكافة فئات الشعب ، ولولا هذا العامل المهم لأحبطت الثورات في مهدها وهنالك عامل أخر ليس اقل اهمية اخطاء اجهزة الدولة في سفك الدماء التي ولدت حالة من الأنفلات العصبي نحو الجماهير الغاضبة والتي بطبيعة الحال ساعدت على اللحمة والتكاتف، بفضل نزيف الدماء وتقديم الأضحيات والمطالبة بالثائر .
ثم من يتسائل هل أثرت الثورات العربية على الدول الأخرى التي ما زالت ترقب الأحداث الجارية ؛
إن خاصية الأردن بموقعها الإستراتيجي الذي يتوسط الثورات فقد بدا للمتابع الجيد للشؤون الداخلية حدة تصعيد الشارع الأردني مع بدأ الحكومة في دوامة الإنخراط في عملية الفساد واعادة انتاجه والتي تتمثل بعدة أمور ظاهرة للعيان ولا أجد في نفسي داعي لذكرها كونها واضحة للعيان ؛
إن وسائل الإعلام الرسمية التابعة للدولة تحاول جاهدة تغطية الشمس بالغربال ، فعلى مسار الثورات العربية لاحظ المشاهد بقاء هذه الوسائل الرسمية مع الأنظمة إلى حين سقوطها واثناء الثورات كانت تظلل المشاهد وتستخف بالأمور الجارية وتختلق اكاذيب وفبركات إعلامية تتركز بلإبتعاد عن حقيقة ما يجري، لم تنطلي على الشعوب هذه الفبركات بسبب التكنقراط لم تعد هذه الوسائل تحظى المتابعة ، وكان المشاهد يتنقل عبر الفضائيات الشاسعة الغربية والعربية ، وعمدت الأنظمة الساقطة على حجب هذه الخدمات حيال اندلاع الثورات ولكن كما يقول المثل العامي (ما بنفع العليق وقت الغارة) تجاوزت هذه الثورات الحدود المفتعلة دون تأشيرة دخول أو جواز سفر وعقدت العزم في المضي حتى النهاية .
ولقد انتصرت الشعوب الحرة في تجسيد الإرادة الشعبية بتقهقرها على الأنظمة العميلة واقتلعها من جذورها لنيل المستحقات الوطنية المشروعة في تقرير المصير الواحد نحو الحياة الفضلى .
إذاً نستوعب جيداً من خلال المعطيات سالفة الذكر بأنها هذه ارادة الله في الأرض وكلمة هو قائلها إذا قال كن فيكون ، فلا تستطيع تنكقراط العالم بأسره التغير أو التبديل ومهما اجتهد الجهابذة من الحكام في عملية التسويف او المماطلة فلن يفيدهم ذلك بشيء، إلا إذا اعتصموا بحبل الله جميعاً وعملوا على تحقيق كلمة الله في الأرض في تحقيق العدالة الإجتماعية بين فئات الشعب الواحد .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات