ناموا لا تيجيكو العافية


هذه العبارة هي كل ما يلزم الام لايقاف تيار النشاط المتدفق من الصبية الذين لا يكلون ولا يملون من النط والفطرزة والدحدلة على الفراشات(جمع فرشة وليس جمع فراشة) الممدودة على المصيف (أو التراس بلغة العصر). وهم يستمتعون ببرودة اللحفة ( جمع لحاف) على وجوههم الدافئة في ليالي الصيف المقمرة. فجأة ينقطع تيار النشاط البريء و يتكعبش أو يتكعمش أو ينكمش الاطفال تحت الفراش ويتحرسموا (اي يتجمدوا ) وتنقطع انفاسهم ولكنهم يشعرون بالامتنان للام لتحذيرها لهم من العافية في الوقت المناسب . وبعد قليل يدخل الاطفال في سبات عميق يسعدون به باحلام سعيدة تملأها العافية اللعينة اياها .في هذه الاثناء يقوم الاب و الام بالاستمتاع باوقاتهما دون رقيب ولا حسيب. لاشك ان الوالدين كانا قد اعطَوْ الابناء نصيبا وافرا من الرعاية والحب والتدليل بقدر ما تسمح به امكانيات البيت المحدودة فعلا. ولا اثم عليهما ان ارادا حظا من الراحة والرومنسية خاصة ان الاب ربما كان سيسافر غدا قبل (عين الشمس ما تحماشي كما تخشى نجاة الصغيرة) والا فسوف يمتحها مشي (اي يقطعها مشيا ) بالحر. صحيح انهما شوها وجه العافية واصبحت كريهة لدى الاطفال وربما يفسر هذا ضآلة اجسام الاطفال وهم في عمر (لا تيجيلك العافية). الا انهم فعلوا ذلك بحسن نية.
حكوماتنا الرشيدة ( ويقال ان الرشيدة هي من كلمات الاضداد حيث تعني الكلمة عكسها تماما وهذا معروف في العربية الفصحى والعامية كقولك في الفصحى رجل سليم أي ملدوغ و نقول بالعامية مجبور أي مكسور), اقول حكومتنا الرشيدة عبقرية في الاستفادة من قصص التراث بعد ان تمسخ معانيها . فقد استفادت من تعويذة( ناموا لا تيجيكوا العافية) وطبقتها على الشعب. فهي تقول له اسكت لا يصير فيك مثل اليمن أو سوريا أو الجزائر. كان الشعب يسكت ويتكعبش ويتحرسم ويدخل في احلام سعيدة ( على طريقة رشيدة) تجمد الكوابيس الدم في عروقة وهو يرى نفسه في المنام مشردا أو لاجئا أو مهدوم البيت على رأسه ورأس اولاده. فيصحو في الصباح ليحمد الله ان العافية لم تأتِ وان الحكومة الرشيدة ما زالت واقفة بالمرصاد لاي عافية تحدثها نفسها بالمجيء اليه. ويستحي ان يسأل الحكومة عن ما فعلته اثناء نومه من رومنسية وعربدة ومجون وتبذير وعهر وسرف وفصاخة وسفاهة.الفارق بين الحكومة والام في مثالنا السابق هو ان الام كانت قد قدمت كل شيء تقريبا للاولاد قبل ان يناموا بينما الحكومة كانت قد خبأت كل شيء حتى ينام الشعب, وكما تعلمون فالامكانيات قليلة والاردن فقير وخلوها على الله.كما ان الام لم تفعل هي والاب اي شيء غير مشروع اثناء نوم الاولاد على عكس الحكومة التي عملت كل شيء غبر مشروع اثناء نوم الشعب. الحكومة نسيت شيئا واحدا ان الاطفال بعد سن معينة اكتشفوا زيف موضوع العافية واصبحوا مستعدين الها وكيف ما يصير يصير حتى لو نصحو وزاد وزنهم كمان ولا حدا حوش, وصاروا يخلوا حالهم نايمين وصاروا يبصبصوا من تحت اللحاف. وممكن مرة يفزوا من تحت اللحاف ويقولوا للحكومة (بع عليكي.)

abdullahamer@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات