وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
والله ما إهتز قلبي ، ولا إرتعشت أعضائي ، ولا إرتجف فؤادي ، ولا هطلت دمعتي ،
ولا إقشعر بدني ...! إلا حين أود الكتابة في هذا الموضوع ، في هذا الجانب من
الحياة الأسرية .... " عقوق الوالدين " ....... تلكم كبيرة عظيمة ، إستهان فيها
الكثير منَّا ،وربما ندموا على إقترافها .... حين لا ينفع الندم .!
ها هو العذاب ينتظرك أيها العاق ، ينتظرك في الدارين .أما سمعت سيد الخلق
والثقلين حين قال :" إن كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة
إلا عقوق الوالدين ، فإنه يعجَّل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات "
ألا يكفيك أيها العاق ... عِبرٌ ، وآيات ، وعِظات ...!
ألا يكفيك أيها العاق .. أن الله لن يكلمَّك يوم القيامة ، ولن ينظر إليك ....!
أمٌ .. حملت ، وأرضعت ، وتألمت .! وتأملت فيك ... وتكافئها بأغلظ الكلمات ..
أبٌ ..شقي ، وكدَّ ، وكافح ، حتى يراك تكبر ، ويشتَّد ساعدك ، وتستوي
على سوقك .! وإذا بكل تعبه .. وكدَّه ... وكفاحه .. يذهب أدراج الرياح ..!
أيها العاق ..! هل ذِقت ذرعاً بوالديك ؟ وأنت صاحب المال والجاه والمنصب ،
وكل ما أنت فيه آل اليك بدعواتهما ودموعهما ... لك بالتوفيق ..!
أيها العاق .! أبلغت قساوة قلبك ، قساوة الحجارة ..؟ وربما أشَّد .
وها أنت تعديَّت كلمة " أف " وربما وصل الأمر بك أشَّد .
أيها العاق .! ما أبشعك وأنت تقدَّم زوجتك على أبيك ، أمك . ما أبشعك وقد
نسيت يوم كنت ترفس ( بلا رحمة ) أمك في بطنها ، أنسيت حين ضمتَّك لصدرها
ورضعت من ثديها ..! لأجلك لم تذق طعام ، ولم تهنأ بمنام ..وبكت لألمك ..!
أيها العاق ..! أما علمت بأن رفع الصوت عندهما عقوق ، ألم تقرأ كتابك ربك
وما لهما من حقوق ..! أغابت الرحمة من قلبك ؟ وها أنت ترفع صوتك وربما يدك ؟
بوجه من صالت وجالت تضاريس الحياة في وجهها .... لأجلك .....!!!!
أيها العاق ..! والله لو لم ترتكب في حياتك إلا ذنباً واحداً " هذا الذنب "
عقوق أمٍ وأب ..! لكنت مستحقاً غضباً وبراءةً من العباد ... وسخطاً من الرب ...!!
أياك ... ثم إياك أيها العاق ، أن تموت .. أو يموت والديك ، أحدهما أو كلاهما
وأنت لهما عاق ...!حينها لا ينفع ندمك ، وأمرك موكول إلى ربك
...وربما لعنتَ يوم مولدك ... وسوء حظك ...!!!!!
نسأل الله أن يرزقنا وأياكم البر والتقوى ، وأن يجنبَّنا العقوق والآثام ...


ودمتم بحفظ الله ورعايته