عنما يعتصم اليتامى


لليوم الرابع على التوالي يواصل اليتامى ومجهولي النسب اعتصامهم على الدوار الرابع في محاولة منهم اسماع صوتهم الى القابع في المكاتب الفارهة بالمقابل لعل وعسى ان تتحقق لهم ادنى الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية كلها وقوانين الارض ومواثيق الامم المتحدة حول حقوق الانسان المدنية والسياسية .وبالرغم من الحرمان الذي اصابهم وافتقادهم الى كلمة بابا او ماما التي ما سمعوها في حياتهم وبالرغم من جور الزمان وقسوة الحياة عليهم وعلى مستقبلهم وبالرغم من صعوبة الظروف التي يعيشها هؤلاء وهم للعلم شريحة من مجتمعنا الذي يتغنى المسؤلون فيه بحماية الانسان وانه اغلى ما نملك والمساواة والعدل في الحقوق والواجبات بالرغم من كل هذا الا ان هؤلاء الاخوة لنا في الدين نهضوا مطالبين ببعض حقوقهم التي من شأنها توفير الحياة الكريمة لهم تنسيهم الواقع المرير الذي فرض عليهم، وها هم يقفون منفذين اعتصامهم امام بوابات رئاسة الوزراء التي يرون فيه الامل والخلاص .الا ان احدا لا يستجيب ولا يسمع علما ان الداخل والخارج من الرئاسة يراهم ولكن يبدو انه لا يكلف نفسه عناء السؤال عن حاجتهم او سبب وجودهم وان عرف ربما ادار بظهره وتابع المسير الى حفل غداء او عشاء او سهرة او لقاء دونما التفات او اهتمام بهم.نعم يا دولة الرئيس لهؤلاء رب يحميهم ان كنت ادرت بوجهك عنهم وتناسيت انهم يطالبون بحق الا وهو الحياة التي وهبها الله لهم دون ان يستأذن احدا وهذا هو مصيرهم ان يكونوا بيننا بلا اب وام وراع الا الله فاين مسؤلياتكم وواجباتكم التي حلفتم اغلظ الايمان ان تؤدوها بامانة واخلاص؟ او ليس من حقهم ان يحملوا رقما ما دام اصبح الرقم هو الدالة على مواطنة المواطن وانتماءه ؟هذا هو مطلبهم وليس بالعسير ليمكنهم من العمل وتحصيل لقمة العيش بكرامة لا بالتسول والوقوف امام مكاتبكم طالبين لله يا محسنين .هل كلفتم احدا على الاقل للقائهم والاستماع اليهم باعتبارهم بشرا مثلكم ومثلنا جميعا ولا ذنب لهم الا انهم كانوا ضحايا اما الجهل او ربما الفقر والعوز الذي اجبر اهاليهم بالتخلي عنهم ؟نعم انهم مثلنا لهم اباء وامهات والا كيف جاءوا الى هذا العالم ؟هؤلاء جديرون بالعناية ليكونوا مواطنين ومنهم من سيرفد العلوم والثقافة والصناعة والتجارة ان وجدوا هذا الاهتمام من الدولة ومنحتهم الرخصة في الحياة برقم وطني على غرار الكثيرين ممن دخلوا هذا البلد وحصلوا عليه بطرق نعرفها وتعرفها دولتك وها هو البعض منهم يعيث فسادا،فهؤلاء والله احق بهذه الرخصة لانهم اردنيو المولد والاصل والاب والام. الى متى سيبقى هؤلاء اليتامى على ابوابكم يستجدون سبل الحياة ؟الا تخشون ثورة الحفاة واليتامى والعراة والجائعين الذين اصبحوا اليوم الكثرة في بلدنا وانتم تحاولون تغطية الشمس بالغربال ؟هل ننتظر ان يهب الملك كعادته لسماعهم كما يسمع الكثيرين ويلبي مطالبهم ؟هل سيبقى كل امر ينتظر تدخل ملكي لحله وتتكرر قصة حكومة الكباريتي واطفال التنمية الاجتماعية وزيارة المغفور له الملك الحسين وامره بنقلهم الى احد القصور الملكية من ملجأهم الهاوي للسقوط؟ما هو دور الحكومات اذا؟اتقوا الله بهذا البلد واهله الطيبين ولتكن مخافة الله قبل مخافة ثورة اليتامى والثكالى والجوع والقهر نصب اعينكم وكلفوا انفسكم بالتحديث لليتامى والاستماع والعمل على تحقيق مطالبه ،الا يكفيهم ظلم الحياة والطبيعة ليضاف لذلك ظلم بني جلدتهم واهلهم من حولهم؟.
واخيرا يا دولة الرئيس انكم ترون باعينكم ما يجري في طول الوطن وعرضه وما تواجه حكومتكم من انتقادات شعبية كبيرة وتشهدون الاعتصامات التي اصبحت في عهد حكومتكم تقريبا يومية في اشارة على خلل ما ونشهد معكم اعتمادكم على قوى الامن والدرك لفض اعتصام هنا او هناك ولكن الى متى هذا الحال وقد وصل الامر الى اليتامى يعتصمون ؟ فلنخاف الله في هذا الشعب الطيب ولا نحمله اكثر مما تحمل وعندما يعتصم اليتامى على الضمير ان يتحرك وعلى العقول ان تدرك حجم المخاطر وتفاقم الازمات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات