الربيع الأردني المشؤوم


منذ أكثر من عام يجري الحديث عن نقل مكاتب حركة حماس من سوريا إلى الأردن، بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا ،وكانت على ما يبدو مجرد أحاديث الشارع الاردني ، لكن زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لعمان مرتين في أقل من عام! ونقل بعض عوائل قيادات الحركة لعمان أكد تلك الأحاديث ،في الزيارة الأولى رفض القصر الأردني إستقرار الحركة في عمان لأنه يعلم أن معالم الوضع الجديد للمنطقة لم ترسم بعد، إذا أخذنا بعين الأعتبار الربيع العربي، أما الزيارة الثانية كانت الفاصلة وتم إعطاء الضوء الأخضر لمشعل لبدء نقل مكاتب الحركة إلى عمان ، فما الذي طرأ على القصر ليغير رأيه ويوافق على إستقبال حماس ؟؟؟ وهو يعلم جيدا أن ذالك سيغير كثيرا من الأمور والعلاقات والتوازنات في المنطقة ,وما علاقة الأخوان المسلمون بذالك ؟؟؟وما مضمون الصفقة إذا صدقت المعلومات التي إستنتجها الجميع من تصريحات مشعل .
يبدوا أن القصر بدأ في الفترة الاخيرة فعلا الإنزعاج من الحراك المستمر منذ أكثر من عام ،جاء هذا التعبير على لسان الملك عندما صرح للإعلام الرسمي أن البعض ينظر الى النصف الفارغ من الكأس ولا ينظر إلى النصف الأخر ،أي أن الملك أبدى بصراحة إنزعاجه من بعض الحركات الإصلاحية التي يصفها بأنها لا تقدر الإصلاحات التي تم إنجازها، هذا من جهة النظام الأردني، أما على أرض الواقع فنرى أن الفترة الاخيرة شهدت تصعيد كبير حيث بدأت بعض الحركات في المملكة رفع شعارات سمعناها في تونس ومصر وأخيرا سوريا ، وكان أخرها المسيرة الغاضبة في مدينة إربد ،كل هذا جعل القصر الأردني يتدارك الموقف بقرار إذا ثبتت مصداقيته فإنه كارثة على الوطن وعلى أبناءه ،فالنظام يريد أن يخرج من الوضع الإقتصادي الصعب عبر الحصول على المساعدات التي عرضتها دولة قطر مقابل إستضافة حماس ،ويريد أيضا الخروج بأقل الخسائر من معركتة المستمرة مع الحركات الإصلاحية فهو لم ينجح للأن في محاكمة فاسد يعلم هو والشعب الأردني أنه سرق الثروات الوطنية عبر برنامج التحول الإقتصادي ، فلم يكن له خيار إلا التوجه لمن يحسبهم يسيطرون على حراك الأردني نعم إنها الحركة الإسلامية المتمثلة بحزب جبهة العمل الإسلامي ، فالنظام قد باغتهم حقا وأتى بمن يؤثر عليهم بشكل كبير، لدرجة أن هذة الجهة تستطيع جعل الأخوان المسلمون يتخلون عن الحراك ويشاركون في الإنتخابات النيابية المقبلة مقابل بعض الأمتيازات لهم،نعم إنها حركة حماس الفلسطينية ، هي من قلبت الأمور في الأردن، فما مضمون الإتفاق بين الحركة الإسلامية والقصر الأردني خلال زيارة مشعل الأخيرة ؟؟؟ موافقة الحركة الإسلامية على قانون الإنتخاب والمشاركة في إنتخابات البرلمانية القادمة ،مقابل ذالك يحصلون على عدد من المقاعد البرلمانية يستطيعون من خلالها وبمساعدة بعض "المتعاطفين" تمرير القرارات ،البند الثاني فهو وقف سحب الجنسيات من الأردنيين من أصل فلسطيني الذين تم تجنيسهم بطريقة غير شرعية وجميعنا سمع التصريحات المتكررة عن ذالك خاصة في الأونة الاخيرة ،ورفع عدد مقاعد الأردنيين من أصل فلسطيني في مجلس النواب ،وما سمعناه عن عزم الملك التخلي عن بعض صلاحياته ، وبالمقابل تنسحب الحركة من الحراك الأردني وتبيع عام ونصف من النزول الى الشارع، تظن الحركة الإسلامية أنها خرجت بربيع أردني حقق لها ما لم تكن تحلم به، وهم بذالك لم يخالفوا أمر مشعل عندما قال لهم أن ما تم تحقيقه في الجمهوريات لا يمكن تحقيقة في الملكيات.


لكن فليعلم القصر جيدا أن هذا الإتفاق إن حصل فإنه مصيبة بكل ما تعنية الكلمة ،وليس هكذا تولد الإبل ،وأن الحركة الأسلامية ليست الوحيدة في الشارع ،وإن ظن القصر أن هذا هو المخرج الوحيد للأزمة فهذا خاطئ ،فالربيع الأردني مستمر إلى حين تحقيق جميع المطالب الأصلاحية ،والشعب الأردني لايريدربيعا "إخوانيا"، بل ربيعا يعيد له حقوقة المنهوبة وثرواتة المسروقة ومجلس نواب أردني يدافع عن كرامتة ووطنة.



ويحق لي كمواطن أردني أن أطرح أسئلة ربما يجيب عنها المسؤولين:

أصبحت حماس والأخوان يتحكمون في قرارات الأردن المصيرية ؟؟. هل
أين شعارات الحركة الأسلامية عن محاكمة الفاسدين والأصلاح الشامل ؟؟.
على أي أساس ترفعون "القائمة الوطنية "؟؟.
أليست الكورة والمزار الشمالي والبادية أحق بهذة المقاعد؟؟.
وأخيرا ،هل هذه بداية المخطط لجعل الأردن وطننا بديلا عبر إعطاء أغلبية المقاعد في البرلمان للأردنيين من أصل فلسطيني، وما تحدثت عنه في السابق من تمرير بعض القرارات في البرلمان؟؟؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات