"إصلاح دائرة ضريبة الدخل والمبيعات يبدأ بإصلاح إدارة تقنية المعلومات فيها "


ملفات على مكتب عطوفة مدير عام دائرة ضريبة الدخل والضريبة العامة على المبيعات
( الحلقة الأولى )

تتعامل دائرة ضريبة الدخل والضريبة العامة على المبيعات مع مئات الآلاف من ملفات المكلفين دافعي الضريبة بشكل يومي متكرر , من إصدار إشعارات وتسجيل القرارات والإقرارات ورصدها, وإصدار بيانات الضرائب والتقسيط والتنفيذ الجبري , ناهيك عن التقارير الدورية, وقد دأبت الدولة إلى تطوير وتحديث النظام بدعم من وزارة المالية وجهات أخرى داعمة لتوفير أمن المعلومات وتطوير الحاسوب محاولة منها الوصول إلى أقصى كفاءة وفاعلية للنظام لتسهيل الإجراءات اليكترونيا بما يضمن تقديم أفضل خدمة لمتلقي الخدمة وبأسرع وقت ممكن , بالرغم من كل ذلك فان النظام الاليكتروني في الجهاز يشكل عقبة وتحديا في نفس ألان لإنجاح الدائرة للوصول إلى أهدافها الوطنية بمرونة وشفافية ,ومن أهم تلك التحديات العنصر البشري , والإدارة القائمة على تقنية المعلومات , وبطيء النظام , إضافة إلى افتقاره إلى الحداثة التقنية, فتخيلوا أن دائرة هامة مثل دائرة ضريبة الدخل والمبيعات لا يوجد فيها نظام مالي عصري للمكلفين بل تعتمد على قاعدة بيانات , وهذا الأسلوب يعتبر كلاسيكي قديم ويوفر بيئة خصبة للتلاعب ويخفض من مستويات الرقابة الاليكترونية , سيما وأنه قد تم كشف الكثير من المخالفات والفساد من شطب ضرائب وتقديرات يتم التحقيق بموضوعها حتى الساعة, وقد تم تحويل بعض منها إلى المحاكم , ومن هنا فإن المختصين وخبراء الأنظمة يحذرون من خطورة الوضع الحالي في الدائرة؟؟؟ فالأصل أن النظام الاليكتروني الفعال يكشف بالأدوات المتاحة فيه تلك الخروقات قبل وقوعها ؟؟؟( الرقابة السابقة,أو أثناء العمليات ) , أضف إلى ذلك أن الدائرة تمتلك ثلاثة سير فرات رئيسة تعمل ببطيء شديد بالرغم من أن اثنين منهما قد ادخلا إلى الخدمة حديثا ولم يؤثرا على كفاءة وفاعلية وسرعة النظام ؟؟؟ إذ أن هذه التقارير هي تقارير لحظية يتم إنشاؤها حسب الحاجة وبدون أسماء أحيانا , الأمر الذي يؤدي إلى إنشاؤها مرة أخرى وأخرى وأخرى وهذا قطعا يؤثر على كفاءة نظام التشغيل , نتيجة البناء الخاطئ له, بدليل الكم الهائل من الشاشات التي يتم استخدامها من قبل الموظف لنفس المكلف , كونه لم يبنى على أساس شجرة حسابات لها أصول وفروع ولها أنظمة تقارير , وأن النظام المستخدم حاليا ببساطة هو عبارة عن صندوق بدون قرار؟؟؟ ترمى فيه المعلومات بشكل عشوائي ويتطلب جهدا عاليا من النظام عند الحاجة إلى استرجاعها , مما يؤدي إلى بطئه بسبب التراكم ا لهائل لتلك المعلومات , وأن القائمين على تقنية المعلومات قد افرغوا نظام الربط الاليكتروني من محتواه ؟؟ فعلى سبيل المثال: بدلا من أن تنزل الدفعة على حساب العميل مباشرة لحظة الدفع وطباعة الإيصال المالي يتم استخراج عدة نسخ ورقية وتتم عملية احتساب الدفعة للمكلف لحين تدقيها , وقد يستغرق ذلك أكثر من ثلاثة أيام, وقد تتخذ الدائرة إجراءات ضارة بمصلحة المكلف ,علما بان عملية الرقابة والتدقيق على القبض من قبل المكلف هي أفضل أنواع الرقابة ؟ فلماذا عملية التأخير تلك من اجل تدقيقها ؟؟؟

ولو أن هذا النظام قد اعتمد على وجود شجرة حسابات مرقمة وبطريقة إدخال القيود والبيانات المحاسبية لكانت العمليات أشبه بالدخول إلى مكتبة منظمة يمكن من خلالها الذهاب إلى أي نقطة تريد بالنظام وبسرعة كبيرة , والمتتبع القريب للتطور التكنولوجي الحاصل في الدائرة يجد أنه نشأ كنتيجة لمواكبة تطور البرامج والأجهزة عالميا , وليس نتيجة لإبداع داخلي في استخدامها , والناظر إلى كيفية إجراء عملية الأتمتة بالدائرة يجد أنه يتم ممارسة نفس التعقيدات الإجرائية باستخدام النظام اليدوي وأنه لا يتم إتباع ميزات ومعايير الأتمتة والتشغيل الاليكتروني المنشودة التي تتطلب الاعتماد على الأجهزة أكثر من العنصر البشري بتقليل دورة إلى أدنى حد ممكن , وكأن تلك السيرفرات والأجهزة الحديثة والبرامج لا تجد في الدائرة من يحسن استغلالها بشكل أمثل , وأن المخصصات والأموال والجهد المبذول عليها قد ذهب هباء منثورا , ولا ننسى عنصر الإدارة القائمة على تقنية المعلومات التي تعمل بطريقة تفتقر إلى الشفافية وتعمل وفقا لإدارة رؤية الرجل الواحد (one man show) , وهي من النوع السلطوي غير المحبوب على مستوى الموظفين, مما يولد أشكالا مختلفة من الاحباطات ويوفر مناخا خصبا لرؤى قاتمة في التطور والنمو الوظيفي داخل جهاز تقنية المعلومات في الدائرة, سيما وأن العديد من كوادر إدارة تقنية المعلومات يحصلون على دورات وشهادات هامة جدا كلفت الدائرة والجهات الداعمة آلاف الدنانير , ولم تسمح الإدارة القائمة على تقنية المعلومات للاستفادة من المعار ف الجديدة للموظفين , مما ولد لدى الكثير من الموظفين فكرة الانتقال إلى دوائر أخرى أو إدارات أخرى داخل فلك الدائرة , في حين أن الإدارة القائمة على تقنية المعلومات تحتفظ بمعلومات تاريخية متقادمة عمرها يزيد عن 26 سنة ( نظام البيسيك والكوبول ) ومن هنا فإنني أدعوا عطوفة المدير العام الجديد المكلف بإنجاح الدائرة وتطويرها إلى الاستفادة من الخبرات والكفاءات المتاحة في السوق الخارجي (out sourcing ) لإضافة قيمة للدائرة من خلال تفعيل تقنية المعلومات وربط الشبكات وتنظيمها , بالخروج وتجاوز تلك العقبات والتحديات عن طريق تغيير نسق الإدارة والاستفادة من التقنيات العاطلة والمتاحة في الدائرة بما يحقق الرضاء الوظيفي للعاملين في إدارة تقنية المعلومات والعمل على التحديث وإيصال الدائرة إلى ركب المؤسسات الرائدة في مجال تقنية المعلومات, ويقلل من احتمالات الخروقات والتجاوزات والفساد المعروف لدى كل موظف في الدائرة , وعلى رأي المثل الشعبي القائل " الذي خلق عواد لم يخلق غيره " وأخيرا أدعو المولى أن يعين عطوفة المدير الجديد رياض الشريدة فأمامه الكثير من المشاكل العالقة على الصعيد القانوني والتقني والبشري , ولكن بقدراته الخلاقة وبروحة التشاركية الشفافة ستنهض دائرة ضريبة الدخل والمبيعات من جديد والله الموفق ,والى اللقاء في حلقة قادمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات