الشباب هو الحياة


لم تنهض أمة بلا سواعد الشباب ، ولم ترتقي حضارة إلا وكان صناعها من الفتية والشباب ، فهم بآمالهم يصنعون المستقبل ، وبطموحاتهم قهروا المستحيل ، لا يمكن أن يبدع الشباب بلا أمل أو حافز ، ولذلك يجب على الحكومات أن تكون على قدر مسؤولياتها تجاه الشباب ، إن إعداد الشباب القوي فكرياُ وجسميا ً يتطلب مسؤولية كاملة من الجميع ، فالأسرة المستقرة مبعث للنواة الأولى للمجتمع ، والمدرسة التي تزرع الحلم والأمل ترسخ الحقائق لدى الأشبال والفتية ، والجامعة التي تناضح الآراء وتلاقح الفكر السليم وتعد القادة وترسم لهم الطريق ، فينطلق الشباب بعد مرحلته الجامعية أو المعهد الفني للحياة فإن أعد الشباب إعداداُ سليما ُ سيكون ترسا ُ حقيقيا في ماكنة الدولة القوية والعنصر الًبنـّاء في المجتمع ، اما في حالنا الفلسطيني يواجه الشباب مشاكل لا حصر لها من هذه المشاكل الإحتلال الإسرائيلي الذي يقتل ويبطش ويحاصر ،كما أن الأوضاع المادية الصعبة كالفقر والبطالة وارتفاع الأسعار فالشاب يواجه في بداية حياته أزمة في العمل والسكن والزواج والكثير من المشاكل والهموم ، أيضا يواجه الشباب الفلسطيني أزمة حقيقية في التعبير عن رأيه وفكره فلا مكان للفكر الحر ولا من مستمع لمشاكله وقضاياه ، فلا تسمع في بلادنا عن برلمانات الشباب أو مؤتمرات شبابية لأنه ببساطة هذه الفعاليات تتجاوز الخطوط الحمراء فبلادنا محتلة من إسرائيل وترثها حكومتين وعشرات الفصائل والاحزاب هي من تتحدث وهي من تقاوم وهي من تبني وهي المستقبل ، فمستقبلهم يبنى الشباب المطحون الخامدة أصواته وغير المبررة معاناته إلا اذا كانت مسبباته الإحتلال فقط ، مع أن كثير من قضايا الشباب مسؤول عنها قادتنا وصناع الفكر وسوء الإدارة الحكومية والخاصة ، فالأرقام المتعلقة بقضايا الشباب الفلسطيني مقلقة فبلغت نسبة بين الشباب الجامعيين الى 46.5% حيث يمثل الشباب حوالى 30 % من التعداد السكاني للاراضي الفلسطينية بمعنى ثلث فلسطين شباب ، وسدس الفلسطينيون يعانون من البطالة ، على الحكومتين البحث عن وسائل إبداعية تلبي إحتياجات الشباب في سوق العمل كإبتداع الإستثمار في المشاريع التقنية والاستثمار من خلال البرمجيات والانترنت والبحث عن أفكار خلاقة لإيجاد مصادر للعمل الذي لا يعرف الحدود ويتجاوز المحدادت وهذا ليس مستحيلا والعديد من المشاريع تلائم وضعنا الفلسطيني ، كم على الحكومتين إعطاء المساحة الفكرية للتعبير عما يجول في نفوس الشباب من قضايا ومشاكل ، فالمنطقة شهدت الربيع العربي الذي لم توقفه الدماء ولا كل الوعود ، فلتقفوا عند مسؤولياتكم يا مسؤولين ولتقدموا يد العون للشباب لينهضوا بأنفسهم ويساهم في بناء الوطن ، ومواجهة الإحتلال فلشبابنا قدرات وإمكانيات عجز المحتل عن كسرها فقدم الشباب الأرواح رخيصة في سبيل فلسطين ،
فلتساندوا الشباب بالكلمة والفكر والمال والعطاء ساندوهم يساندوكم ، فالشباب هم الحياة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات