أيها الإسلاميون الوطن لا يخشاكم


يقال "آخر الدواء الكي" ويقال أيضاً فيما درج من أمثال شعبية "أقطع العرق وسيل دمه " وكثيرة هي الأمثال والأقوال التي تدعوا عند الضرورة إلى اللجوء إلى أصعب الحلول ...
تبدلت في مضى من الأيام الكثير من الوجوه الحكومية والنيابية من الشمال والجنوب متقاعدين وعاملين من أزقة المدن وبساتين القرى ومراعي البادية ، شخصيات تدعي أنها تحمل عصا سليمان وصولجان الجان وقد فتح الله عليها في حل المشاكل وما استعصي من الأمور ، وكلما جاء مسؤول اقسم انه لها وأنه رجل الساعة والدقيقة والثانية وأنه يملك خطط وبرامج ولديه مشاريع وأن القادم رائع والمستقبل مشرق ، ولكن ما أن يستوي جالساً حتى ترتفع الأصوات المطالبة بتعجيل رحيله وإذ به قد أوقع ظلمه على الفقراء والضعفاء الذين أقسم أنه لهم ومنهم وبهم سيكبر الوطن فمن كان جرحه ينزف في عهد من سبقه فقد أحد أطرافه في عهده ، ومن كان صامتاً دفعه للصراخ ،ومن كان يصرخ أصبح اليوم يكسر ويغلق ويحرق ....
وبين أدخنة الإطارات وارتفاع سقف الشعارات وكثرة الاعتداءات على المال العام والخاص يخرج إلينا الاتجاه الإسلامي بصورة البطل المنقذ رافعاً شعار أنه يملك علاج لكل الأمراض وحلول لجميع المشاكل يرددون ما يردده اللاعب على مقاعد الاحتياط (أدخلني يا مدرب وسوف ترى) وحالهم كحاله ينتقد لعب هذا ويسخر من ذاك ويبحث عن السلبيات ويتنبأ بمستقبل مظلم ويقول لو كنت أنا مكانه لما خسر الفريق وما ضاعت ضربة الجزاء ....
ومن هنا أتساءل لما لا يكون قانون الانتخاب تماما كما يريده الشارع ؟؟ يلبي طموح الجميع ويسمح بوصول الإسلاميين أو غيرهم إلى مجلس النواب وتشكيل حكومة برلمانية منتخبة ونسلمهم الملفات الصعبة (الفقر والبطالة والمديونية) ثم نرى حلولهم السحرية فإن نجحوا بتقليص المديونية والقضاء على الفساد فبها ونعمة وهو ما نبحث عنه (حزب رشيد) وهلاً بهم وسهلا أطلتم الغيبة ، وتكون الديمقراطية التي نبحث عنها حققت لنا ما نريد وجفت الدموع والتئمت الجراح ، وإن فشلوا في ذلك فعندها سيكون كذاب ربيعة خير من صادق مضر ونترك الشارع يحكم بإقامة الحد إما بالرجم أو الجلد أو قطع اليد من خلاف ...
وعندها إما سنرتاح نحن من كثرة المطبلين والمزمرين سحرة فرعون بأن تنكسر عيونهم ويفشلون في تحقيق رغبات الشعب وتسقط ورقة التوت أو يرتاح الوطن من رائحة الإطارات والاعتداء على الممتلكات فيحصل كل ذي حق على حقه دون أن يرفع صوته أو يسب أو يشتم احد ويعود رجال الدرك للحصول على إجازتهم العائلية وممارسة أعمالهم اليومية الاعتيادية ....
اعتقد أن الوطن لا يخشى من الإسلاميين أو من غيرهم إن كانوا يملكون المقدرة على تطبيب الجروح ووقف النزف ... هذا الوطن مؤمن إيمان مطلق بأنه هو الثابت الوحيد وكل من هم فوقه متغيرون ، فغداً سيبتلعهم في جوفه ثم يلفظهم ذرات تراب من ترابه يدوسهم اللاحقون كما داسهم السابقون ...
وطني أتعبني أنينك كطفل موجوع ...متى ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات