ربما تكون مداخلة الملك من خلال اللقاء الذي تم على شاشة التلفزيون الأردني مساء يوم الأحد حول أداء الإعلام الرسمي لم تثر إنتباه مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون رمضان الرواشده ، ولكنها أثارت إهتمام من قام بمونتاج اللقاء حيث أنه قام بنقل الكاميرا من الملك إلى رمضان الرواشده الذي أدار اللقاء عند حديث الملك عن الإعلام الرسمي ودوره في هذه المرحلة .
وهنا نجد أن المفارقة بما صرح به الملك وبكل وضوح حول أداء الإعلام الرسمي في هذه المرحلة الحرجة والمهمة في الوطن ، والملك قالها بكل وضوح أن الإعلام الرسمي لم يكن بقدر المسؤولية ولم يتعامل مع المرحلة بموضوعية وحرفية كافيه ، أي أن الإعلام الرسمي كما يراه الملك يسير بخطوات سريعة للوراء رغم كثرة الأحاديث من قبل إدارات مؤسسة التلفزيون الأردني المتعاقبة ووزراء الإعلام المتعاقبين بأنهم سوف يحدثون تغييرا جذريا في طريقة أداء هذا الجهاز الإعلامي الرسمي والممثل بمؤسسة الأذاعة والتلفزيون ، لكن الدليل على أن هذه المؤسسة الوطنية ما تزال مكانك سر هو تصريح الملك حول أدائها في لقائه الأخير على شاشة التلفزيون الأردني .
وقد كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن أن هذه المؤسسة تسير على قاعدة المافيات العشائرية والمناطقية في تولي المناصب وتقلبها كلما تقلب مدير عام جديد لها كمؤسسة ، وأن حجم الترهل الوظيفي بها ضخم جدا وهو الذي يعيق أدائها كما يريد الملك والشعب الأردني الذي ما زال إلى الأن لايعتبرها مصدرا للأخبار بالنسبة له وبما فيها الأخبار المحلية ، فهو يقوم بالبحث في قنوات إخبارية أخرى للحصول على الخبر المحلي ، بل نجد أن مؤسسات إعلامية بسيطة في ميزانيتها وعدد موظيفها تقوم بالعمل الإعلامي بشكل تعجز عنه مؤسسة حكومية ميزانيتها تتجاوز العشرة ملايين دينارويبلغ عدد موظيفيها1500 موظف .
وبعد هذا التصريح الواضح وضوح الشمس من قبل الملك عن أداء الإعلام الرسمي يجدر بوزيرالإعلام وهو رجل مارس العمل الإعلامي باللقطاع العام والقطاع الخاص وكذلك مدراء المؤسسات الإعلامية الرسيمة أن يعيدوا النظر بهذا الأداء كي لاتكون النتيجة الحتمية لهذه المؤسسات أن تصبح مجرد مؤسسات تساوي أداء مؤسسة المعونة الوطنية أو البلديات في صرفها الرواتب من باب أنها تكية ..؟