لصمتي حكاية


في ليلة مُظلمة ، والناس نيام ، رن هاتفي ، من المتصل ؟ وماذا يُريد ؟ ولماذا اتصل بي في ظُلمة الليل ؟ أمسكت هاتفي ، نظرتُ إلى شاشته ، أنها حبيبتي ذاتَ العيون السوداء ، والشعر الأشقر ، والنهدين المكورين ، فتحتُ الخط ، وبلهفةٍ قالت : مسا الخير حياتي ، كيفك عمري ، أنا بدونك لا شيء ولا أستطيع العيش ، أجبتها : هلا وغلا روحي ، قالت : اشتقت لك وللحديث معك ، أحببتك رُغم أن هناك الكثيرون ، اخترتك رُغم وجود الملايين ، أرى فيك ما ليس في الآخرين ، أرى أمك أنجبت رجُلا لم تُنجبه نساء العالمين ، ابتسمتُ وقلتُ لها : نفس الشعور ، نساء الكون كلهن ينظرن إلي وأنا لا أبالي
بهن ، حتى انه في إحدى الليالي طاردتني فتاة ، نادتني باسمي ، وبكت وطال بكاؤها ، وهي تقول لي : أرجوك أنا أحبك ، أحب أخمص قدميك ، أحب الحديث معك ، أحب أن تقودني إلى حيث تسير .
قلتُ لها : أنا سائر إلى طريق وعر؟
قالت : ماذا تقصد ؟
قلتُ : لا شي ؟ فقط الطريق وعر .
قالت : خذني معك إلى جهنم ؟
قلتُ : آسف لي حبيبه .
تبسمت حبيبتي وقالت : يا لك من رجل مُحتال .
قلتُ لها : عفواً ماذا تقصدين ؟
قالت : من حق نساء العالم يركضن خلفك ، ولكني واثق أنك لي وأنا لك .
ضحكتُ ضحك القهقهى حتى سألت الدموع من عيني ، قلتُ : في نفسي يا لكِ
من فتاة غبية ، فأنتِ الفتاة رقم ألفين التي دخلتِ في حياتي ، وسأحبُ غيرُكِ
الملايين من نساء هذا الكون .
قالت لي : حبيبي تلفوني مشغول ، وأبي يتصل بي ، وسأكمل حديثي معك غداً ،
تبسمتُ وقلتُ لها : مع السلامة حبيبتي رقم ألفين . يا لها من أُكذوبة في زمن
كُشفت فيه كل المثيرات ، لعلي أنا الخاروف رقم مليون في قاموسكِ ، وما زلتِ
تكذبين .
هي قصة المُحتالين لأوطانهم ، قصة من نهبوا أموال بلادهم ، قصة من يدعون
حب الوطن ، والوطن من حبهم براء ، قصة من سرق الوطن ، ونادى أمام
البشر أنا روحي ومالي فداءً للوطن ، هي قصة من باع الجولان ونادى بأعلى
صوته على يدي ستعود القدس ، هي حكاية من دمر أُمه ثم خرج ليقولَ أنا
سأحيي هذه ألامه ؟ هي حكاية رجُل نافق للسلطان بأنه يُحبه ، هي حكاية رجل
باع الوطن ، بأبخس ثمن ، ونادى أنا اعشق تُراب الوطن ، هي مهارة يُجيدها من
للحرام أكل ، هي لعبةٌ لا يعرفها إلا من للسباحة أتقن ، صاح الوطن أنا لستَ
محبتي ، شعارٌ يُكتب ، ولا كلمةٌ تُلفظ ، ولا جملة على اللوح تُكتب ، ولا قصيدةٌ
تُلحن ، أنا محبتي قولٌ وفعل ، أنا أخشى أن أكون كمثل الذي تدعون محبته ولا
تتبعون سنته .



تعليقات القراء

وفاء رامي
والله انك بتحكي الصحيح ...كلهم متسالقين باسم الوطنية والوطن وهما لا بحبو الوطن ولا غيروا .... لو بحبوا الوطن كان ما سرقوه
02-07-2012 02:48 PM
بسمة امل
بعين الله مقال رائع فكرته عن الحب طلع طلع عن حب الوطن وكيف الفاسدين بيدعوا حب الوطن يااااااااااااااريت مقالك يصل الى الاخرين مشكور ع المقال
02-07-2012 03:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات