لماذا تتراجع فتح !


طلب مني العديد من القراء من خلال التواصل عبر الشبكات الاجتماعية ، ان أثير قضية التراجع الواضح في السنوات الأخيرة لحركة فتح من الناحية التنظيمية ، مع اني حقيقة لا أرغب في الخوض في هذه الشئون الخاصة للتنظيمات الفلسطينية ، لكن أرى من باب التعبير الفكري ومحاولة اثارة القضية لمحاولة الاصلاح في حركة تجاوز عطائها أكثر سبعة وأربعون عاما ، وبإعتقادي ورأي الشخصي أن من أسباب تراجع الحركة ، ليس وليد اليوم بل منذ نشأة الحركة في العام 1964 كانت تطفو الخلافات الفكرية بين الحين والآخر وحتى على صعيد المنظمة كانت الخلافات واضحة بسبب إختلاف الرؤى والأيدولوجيات لكن مع مرور الزمن وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ، وتولي الشهيد ابو عمار رئاسة السلطة ورئاسة المنظمة ، كانت كافت الصلاحيات بكافة أشكالها في يد الرجل الواحد على اعتبارها ديكتاتورية محمودة وشرعية وهذا ما أثر بشكل سلبي على السلطة الوطنية وعلى حركة فتح بشكل خاص ، واليوم مع ما تعانيه حركة فتح من سوء ملحوظ في القيادة التنظيمية او الفعاليات الحركية يرجع إلى أسباب عدة منها أن حركة فتح قامت على نهج الثورة والفكر المسلح ومع زوال هذا الفكر من خلال عميلة السلام والتفاوض ، وحل الكتائب العسكرية لفتح في الضفة ومع وجود الانقسام اصبحت حركة فتح بلا ايديولوجية حقيقية قائمة على اساس الثوابت والتحرير
، كما أن الرئيس أبو مازن يعمل على تقوية السلطة الوطنية ولا يبدي إهتماما ملحوظا في تقوية حركة فتح ويلاحظ تطبيق هذه السياسة في الضفة والقطاع على حد سواء فسياسة تقوية السلطة واضعاف الحركة ساهمت بشكل واضح في الفصل التام بين حركة فتح والسلطة وهذا الدرس طبقته حماس في غزة مبكرا ، كما أن حركة فتح قامت على نهج الثورة والفكر المسلح ومع زوال هذا الفكر من خلال عميلة السلام والتفاوض ، وحل الكتائب العسكرية لفتح في الضفة ومع وجود الانقسام اصبحت حركة فتح بلا ايديولوجية حقيقية قائمة على اساس الثوابت والتحرير ، بالإضافة إلى التغيرات الاقليمية في المنطقة وسقوط حلفاء مساندين لحركة فتح في المنطقة وضعف التمويل والفساد الإداري في إدارة صندوق الإستثمار في المنظمة خاصة في الخارج ، كما أن الانقسام ساهم بترسيخ التفرقة على اساس الضفة الغربية وقطاع غزة والانتقام المبطن وان كانت هذه العبارة غير محببة للبعض او أعتبرها أنها عبارة سلبية نوعا ما ولكنها الحقيقة فكانت حركة فتح تولي اهتماما منقطع النظير للقطاع ويتضائل الاهتمام تجاه الضفة وبعد الانقسام اصبح العكس ، كما أن الخلافات على المستوى القيادي الظاهرة والخفية مثل قضية محمد رشيد ومحمد دحلان وغيرهم ساهمت في إضعاف الحركة مع وجود ظاهرة سابقة وهي صراع الحرس القديم وجيل الشباب في الحركة ، كما وجود بعض الفساد الاداري والمالي في الحركة سواء في الضفة أو القطاع والذي لا يتجادل فيه اثنان ، كما أن فقدان روح الابتكار والابداع والتطوير وتبادل الآراء وتقبل الاخريين واستيعاب الشباب ، وعدم إعطاء القيادة الفتحاوية أهمية في اعداد الاشبال أو الاعداد الفكري وتراجع النشاط الشبابي في الجامعات والكليات وتراجعهم على مستوى النقابات من ناحية النشاط والتغيير ، وإفتقار الحركة للوسائل الإعلامية كالفضائيات والإذاعات بإعتقادي الأسباب كثيرة ، ووسائل العلاج موجودة ، فكل ما سبق ساهم في إضعاف حركة فتح على المستوى التنظيمي والسياسي ، وإن لم تستنهض الحركة طاقاتها الكامنة فستزداد ضعفا وكهولة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات