جراسا -

نقلت "المنار المقدسية" ما جاء في اجتماع استخباراتي التأم في واشنطن منذ أيام وذلك بمشاركة مسؤولين أمنيين وعسكريين من الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية وقطر وتركيا ودول خليجية.. وتقول مصادر مطلعة في العاصمة الأمريكية لـ (المنـــار) أن أهمية اللقاء دفعت بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بمغادرة تل أبيب الى واشنطن للمشاركة في اللقاء المذكور الذي شكل فرصة لتوقيع اتفاقيات أمنية بين اسرائيل ودول خليجية ، من أهمها السماح لاسرائيل باستخدام أراضي هذه الدول لأغراض حربية وتجسسية، وكشفت المصادر أن لقاءات اسرائيلية مع أمراء السعودية سبقت عقد لقاء واشنطن الاستخباري، وأن هذه اللقاءات السرية الخليجية الاسرائيلية عقدت في لندن ونيويورك، بمشاركة وزير الخارجية السعودي الذي أمضى في لندن مؤخرا أكثر من اسبوع.

المصادر أكدت أن لقاء واشنطن الذي ما زال منعقدا، بحث المسألة الايرانية والاوضاع في سوريا، وامكانية اقناع الولايات المتحدة بشن هجوم على ايران بدعم مالي خليجي ومشاركة اسرائيلية.. واشارت المصادر الى أن المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة تجعل باراك اوباما حريصا على عدم اثارة عناصر مؤثرة داخل ادارته حتى لا يتعرض الى انسحابات من حوله في اللحظات الاخيرة مما يؤثر سلبا على فرص فوزه، وبالتالي، هو يحاول اقناع اسرائيل بأهمية تكثيف العقوبات على ايران وتاجيل الحل العسكري الى مرحلة لاحقة.

وبالنسبة لسوريا، فان المجتمعين في لقاء واشنطن تدارسوا وسائل تصعيد أعمال العنف والارهاب ضد أبناء سوريا، واعتماد ما أسمته المصادر بـ "عشوائية" القتل والتفجير لاحداث ارباك في الشارع السوري ومحاولة لكسر معنويات الجيش السوري.

المنار المقدسية


جاء في تقرير نشرته المنار المقدسية: إن ما يقوم به الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد سوريا وشعبها غير مبني على تقديرات استراتيجية امريكية، أو توقعات حول مستقبل الاوضاع في هذا البلد الذي يتمتع بميزات استراتيجية هامة.

واستنادا الى دوائر سياسية وبحثية في واشنطن فان هناك رغبة لدى الادارة الامريكية لتدمير سوريا واسقاط نظامها باتباع كل الوسائل ومهما كانت النتائج، رغم التحذيرات التي تتلقاها هذه الادارة بأن سوريا قد تتحول الى قاعدة لتنظيم القاعدة والمجموعات المتطرفة، وأن هذا البلد قد يتحول الى كارثة انسانية تندلع فيه الحرب الاهلية التي لن تهدأ.

هذه الدوائر ذكرت لـ (المنـــار) أن أية جهة بديلة عن الانظمة القائمة في المنطقة العربية، بما فيها النظام السوري الحالي سوف تمد يدها لامريكا، وستكون خاضعة لتعليماتها منفذة لبرامجها، ولن تكون معادية أو تشكل خطرا على المصالح الامريكية وفي مقدمتها "اسرائيل"، بل على العكس فان الانظمة التي تأتي بها واشنطن ستكون أكثر تعاونا و "وداعة" معنية بالمحافظة على علاقات متينة مع الولايات المتحدة، واضافت الدوائر المذكورة أن ما تشهده مصر حاليا تصر امريكا على تطبيقه في سوريا، واستنساخه في الاردن.

وتكشف الدوائر البحثية والسياسية الامريكية أنه رغم ادراك الكثير من الجهات في اسرائيل استخبارية وامنية وسياسية بأن هذه السياسة الامريكية غير مضمونة النتائج على المدى البعيد، الا أن هناك ضغوطا امريكية كبيرة مورست على اسرائيل دفعتها بعد سقوط نظام مبارك الى الاندماج في المنظومة التي تعمل حاليا في الشرق الاوسط وتضم فرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر والسعودية وقوى تعمل لحساب امريكا في بعض الدول.

وقالت الدوائر أن خطة استبدال الانظمة جميعها في المنطقة العربية خطط لها أن تستغرق سنتين، لكن، يبدو أن النظام السوري لم يسقط بعد ليتم الانتقال بعد دمشق الى عمان. وتؤكد الدوائر أن عدم سقوط النظام السوري حتى بداية العام 2013 يعني أن المخطط الامريكي قد فشل، وبالتالي، سوف تشهد الشهور القادمة نشاطا مكثفا متعدد الأوجه لاسقاط النظام السوري، واذا ما انجز ذلك ستقوم امريكا وحلفاؤها بتسليم الحكم في الاردن الى الاخوان المسلمين، وسنصبح أمام شرق أوسط جديد تحت احتلال أمريكي غير معلن، يقوده من كانوا في الماضي أعداء السياسة الامريكية، وتحولوا اليوم الى قادة دول جاءوا الى كراسي الرئاسة بفضل السياسة الامريكية الجديدة.