لا تتمسحوا في الاسلام


لفت انتباهي مقالة للشهيد سيد قطب والتي إن مر عليها الزمان فلا نكاد نرى ان من قصدهم الشهيد قطب لازالوا بيننا ، فبلاد الاسلام العظيم ، ما زال تجار الدين يقتاتون على بقايا حضارة عظيمة امتدت من الصين وحتى بلاد المغرب العربي ، فيقول سيد قطب في مقاله الذي نشر في جريدة مصر الفتاة أي إسلام هذا الذي يسمح بالترف والفجور والميسر والفاحشة والربا والاستغلال والفساد هنا يقصد قطب الباشوات الذين يستغلون الشعب المصري ، واليوم في بلادنا العربية من خليجها لمغربها تعاني الكثير من ويلات الفقر والمشاكل الاجتماعية بينما هناك طبقات تزيد ثروتها وتتضخم ارصدتها الفلكية وتسمع كل يوم عن رفاهية وكماليات تحاكي ألف ليلة وليلة فحفلات ويخوت وفنادق ورحلات صيد وقمار ، فيكرر الزمن نفسه في مقالة قطب وإن اقتصر على حالة جزئية من دولة إسلامية عربية ، ويقول أيضا إن الإسلام ليصرخ في وجه الإقطاع الفاجر ووجه الرأسمالية الظالمة وإن الإسلام ليلعن تلك الأوضاع التي تفرق الناس فأقلية مستغلة تملك كل شيء، وغالبية محرومة لا تملك شيئا ، وهذا ما يوجد اليوم ولكن بصورة أكبر و أشمل ، كما يقول قطب أن الإسلام يقر التفاوت بين الناس لكن أي تفاوت، إنه التفاوت القائم على الامتياز في الجهد والامتياز في العمل والامتياز في المشقة ولو حكم الإسلام في الأمر لوزع الأرزاق على هذا الأساس الذي لا يعترف الإسلام بأي قاعدة سواه وما لكم أنتم وما للإسلام ؟ وما الذي تعرفونه من الإسلام وما الذي تنفذونه؟ وأي شيء في هذا المجتمع الذي نعيش فيه يمت إلى الإسلام بصلة من قريب أو بعيد؟
إن مقولته هذه تدعونا للتدبر اليوم لكي يقف الأغنياء إلى جانب الفقراء في الدولة الواحدة ، وكذلك الدول الإسلامية الغنية يجب أن تأخذ بيد الدول الفقيرة ، فالإنطلاق نحو الدولة الإسلامية يتأتى من الجزء وينطلق إلى الكل ، بمعنى أن نبدأ بالوحدة الواحدة ومن ثم نحو الكينونة ، فالعلاج يكمن من خلال الفرد في الدولة ومن ثم الكل من حيث علاقات الدول والتكتلات والتحالفات ، فلا شيئ مستحيل مع إعمال العقل والتروي في العمل مع توافر الجهود وتنسيق العمل فالمرض لابد ان يزول وستنطلق شعوبنا بهمة نحو الإسلام الحقيقي وإقامة الخلافة الإسلامية ، فهذا وعد رباني مها طال الزمن أم قصر ، نحن لسنا ضد الاستمتاع بخيرات الله ونؤمن بالرزق ، ولكن نزداد خجلا حين نجد شعوبا اسلامية وعربية لا تكاد تجد قوتها بينما بلاد عربية واسلامية تفاخر بالرفاهية والدخول العالية ،ان ما عجبني في مقال قطب هو أنه يصف الحالة في البلاد الاسلامية والعربية اليوم ، وتنوعت الاحزاب والمنظمات فمنها من يدعو للجهاد بلا بناء لمعالم الدولة الاسلامية أو الخلفة ، وأخرى تنادي بالخلافة وتعطل الجهاد ، وجماعات تنادي ببناء المجتمع الاسلامي بالدعوة ، وأحزاب تحاول الدخول إلى معترك العملية السياسية في الدولة وهناك العديد من الجماعات التي عجت بها الدول الاسلامية والعربية ،والأغرب أن دولنا العربية أنشأت السوق العربية المشتركة قبل الإتحاد الاوربي في العام 1972، كما وأنشئ المؤتمر الإسلامي ليكون الحاضنة الأم للدول الإسلامية ، نحن بحاجة ماسة إلى توحيد الجهود الإسلامية والعربية والتكاثف وتحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية على المستوى العربي ، ومستقبلا على المستوى الإسلامي ، إن ما يحقق ذلك بترسيخ وتدعيم التكاثفات العربية والإسلامية والوقوف وقفة جادة لتغيير الواقع المرير وصنع المستقبل الزاهر لأبنائنا كعرب ومسلمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات