جراسا -

مر عامان على حادثة الطفلة براء محيي الدين عويضة التي قطّعت اصابعها الاربعة في 11 ايلول في العام 2010 في مدينة ارض الفرح للملاهي في الرصيفة نتيجة سوء صيانه واستهتار ادارة المدينة بارواح مرتاديها من الاطفال .

الا ان حادثة براء المأساوية لم تغلق بعد, فبراء التي سلب اصحاب المدينة الترفيهية براءتها, وتحايلوا بقلوب تفتقد للرحمة والرئفة على الطفلة وذويها .

براء زارت مكاتب "جراسا نيوز", برفقة عمها السيد حسام عويضة , لتعرض قضيتها امام الرأي العام, وتروي بصمت غلفه الحزن والحياء والخجل من اعاقتها التي باتت عائقا امام مستقبلها الذي سرقه اصحاب المدينة الترفيهية بتواطئ من بعض من يدعون الوقار والنزاهة من وجهاء وشخصيات عامة .

وفي التفاصيل, وبعد الحادثة الاليمة التي تعرضت لها براء اثناء تواجدها داخل عربة القطار في المدينة الترفيهية المشار اليها, سقطت من يديها التذكرة, فهمّت بتناولها واذا بارضية العربة مفتوحة فقطعت اصابعها .

وعلى الفور تم نقل براء الى مستشفى الامير فيصل, ومن ثم نقلت الى مستشفى الزيتونة الخاص لتلقي العلاج .

وفي 13 من ايلول, سجلت والدة الطفلة براء السيدة حنان ذياب شكوى لدى القاضي عامر النوايسة ضد مشغل القطار رامي محمود عبده واللافت انه حدث لا يزيد عمره عن 17 عاما وهو ما يعد مخالفة لقوانين العمل , كما اشتكت على شركة ملهم ابراهيم النجار وشركائه والمفوض بالتوقيع مدير المدينة السيد معتصم ابراهيم النجار .

الشاب رامي اكد انه غير مذنب , فيما اعترف معتصم النجار بمسؤوليته الاخلاقية وبذنب الشركة المالكة للمدينة .

وفي 9 من اذار في العام 2011 كانت صدمة والدة براء حين صدر حكم القاضي المفاجاء بتغريم براء مبلغ 1,10 قروش وتكفيل الجناة , معللا القرار بتنازل الام عن الشكوى وهو ما نفته الام.

السيد حسام عويضة اكد لـ"جراسا نيوز" ان والدة براء لم تتنازل عن حق ابنتها , متسائلا "اذا كانت قد تنازلت اذا لماذا تأخر حكم القاضي كل هذه الفترة ؟.".

عويضة كشف عن محضرين للمحاكمة يحمل رقمين مختلفين لذات القضية وبذات التاريخ , وتم الحكم باسقاط الحق العام بحجة ان الام اسقطت حقها الشخصي نيابة عن ابنتها , وهو ما نفته الام .

كما افاد عويضة ان لجنة مستقلة قامت بالكشف على المدينة الترفيهية وذكرت في تقريرها ان القطار تم تصليحه بعد الحادثة , الا ان التقرير "اختفى" من ملف القضية بصورة تثير الشكوك وفق تعبيره .

اذان , الطفلة التي تعرضت لبتر الاصابع الخنصر والبنصر والسبابه لليد اليمنى بشكل كامل وبتر اصبع الوسط بشكل شبه كامل وقطع الاوتار الوسطى للاصبع الاوسط واجري لها عملية ترميم وخياطة الجرح للاوتار ,وقدرت اللجنة الطبية نسبة العجز لهذه الاصابة بنسبة 35% وتشكل لها عاهة جزئية دائمة .

ورغم ذلك, أخلت المحكمة مسؤولية الجناة, وغرّمت المجني عليها دينار وعشرة قروش بدل اسقاط الدعوى التي لم تحدث اصلا وفق ذويها .

والدة براء رفعت كتاب استغاثة ومناشدة لوزير العدل تشرح فيه تفاصيل قضية ابنتها , واشتكت بالكتاب على القاضي النوايسة و على المشتكى عليهم في القضية , الا ان موظفا في وزارة العدل ابلغ ذوي الطفلة ان القضية تم حفظها بتاريخ 28 تشرين الثاني دون ذكر الاسباب .

يشار الى انه في 16 من ايلول العام 2010 اقيمت عطوة عشائرية ترأس جاهتها السيد موسى السعد ووقع محامي شركة ملهم النجار الاستاذ جريس سميرات كفيل الوفا , فيما كان النائب الاسبق محمد الحاج في استقبالهم وكفيلا للدفع , على ان يتكفلوا بعلاج الطفلة بالكامل حتى تشفى من اصابتها وهو مالم يحدث وعند مراجعة كفيل الوفا رئيس بلدية الزرقاء الاسبق محمد موسى تنكرا لصك العطوة وتبراء من مسؤوليتهم الاخلاقية .

موسى قال لعم الطفلة السيد حسام عويطات انه لا علاقة له بالعطوة وانه غير معني بدفع تكاليف علاج الطفلة , ناصحا اياه بعدم مراجعة القضية مع اصحاب الشركة مالكة المدينة الترفيهية قائلا له "انت مش قدهم " .

اذن , انت مش قدهم, هكذا يطبق العدل في بلدنا, وهكذا يحترم من يدعون انهم وجهاء وشيوخ وكبار قومهم تعهدهم وكلمتهم .

"جراسا نيوز" بدورها تدعو المدعي العام باعادة فتح القضية , واعادة محاكمة اصحاب المدينة الترفيهية , ومن خالف صك العطوة العشائرية ولم يلتزم بها, والتحقيق في ادعاء والدة براء بتحريف افادتها امام القاضي وانها وقعت فريسة سهلة للجناة وللمحامين الذين حرفوا افادتها امام القاضي الذي حكم ضمن القانون .

فالقضية لم تعد قضية طفلة تواجه مستقبلا مشوها بعاهة سترافقها مدى الحياة , بل اصبحت قضية عدالة مفقودة , وحقوق تسلب بسيف القانون .