جميع تصريحات قيادات الإخوان في الأردن فيما يتعلق بفوز إخوان مصر بالرئاسة تحوي لغة تهديد ووعيد للنظام والحكومة والإستقواء بما حدث في مصر ، وغاب عن إخوان الأردن أن هناك مجموعة كبيرة من المتغيرات تجعل ثورة وفوز إخوان مصر حالة لايمكن أن تتشابه مع الواقع الأردني ومن الصعب قياسها .
إخوان مصر هم أصل الإخوان في العالم العربي وبالتالي هم أصحاب الفكر الأساسي بالعلاقة ما بين الدين والدولة ، وفي نفس الوقت من عانى عقود من القمع تمثل بالإعدامات والإعتقالات والمنع من العمل والحجز على الأموال والحرمان من الوظائف العامة وخصوصا الجانب الأكاديمي كونهم يحملون مؤهلات علمية عالية .
وإخوان الأردن عاشوا في سبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات لعقود عدة من خلال علاقتهم مع الحكومة ، وهم الحزب الوحيد الذي سمح له بالبقاء والعمل على الساحة الأردنية طول فترة الاحكام العرفية ، ولم يمارس بحقهم أين قمع من أي نوع كان بل سمح لهم بتأسيس مؤسساتهم الخاصة ومراكز خدماتهم الاجتماعية تحت مسمسى الدين وتطور العلاقة بينهم وبين نظام الحكم وقاموا بإنشاء مؤسساتهم التعليمية والمالية والمستشفيات الخاصة بهم .
والان يريد إخوان الأردن من الحكومة أن تتعض وتتعلم مما حدث بمصر وسيطرة الإخوان على الحكم ، وكأن إخوان الأردن لهم الحق بأن يساوا أنفسهم بإخوان مصر وإن كانت لهم مرجعيه واحدة عالمية ولكن يبقى التاريخ يفرض نفسه على الحاضر وبالذات التاريخ النضالي ضد الأنظمة القمعية والعسكرية .
وعلى إخوان الأردن أن يذكروا لنا عدد الذين تم إعتقالهم من قبل السلطة الحاكمة في البلد ومدد الإعتقال ، وما هي الأساليب القمعية التي مارسسها النظام ضدهم طول هذه العقود ، وقد وصلت بهم العنجهية أو الأمركة بالمطالب بأنهم نسوا أن من قبع داخل السجون ومنعو من ممارسة حقهم في الوطن هم اليسار الأردني بكامل أطيافه وإذا أردنا أن نقارن التاريخ الأردني بالتاريخ المصري نجد أن اليسار هم أصحاب الحق بتولي السلطة من الإخوان ، ولكن يبدو أن أمركة حركة الإخوان في العالم قد أعمت بصر إخوان الأردن عن هذه الحقائق .