امن الوطن واستقراره اهم من العواطف


من الحكمه واليقضه ان نتنبه لتدفق اللاجئين الى وطننا العزيز وان ندقق في هوياتهم والاسباب الحقيقيه وراء دخولهم لوطننا وهل هي من اجل الامن والامان ام لاهداف اخرى , ونحن لست طرفا في هذه المشكله ولا ندعم لا هذا ولا ذاك ومن هنا تاتي اهمية التدقيق في هوياتهم وعدم ترك الباب مشرعا لدخول الجميع .

الغريب في في هذا الموضوع ان لدينا فئه تقتنص الفرص وتصطاد في الماء العكر , حيث انهم ما ان سمعوا بهذا التوجه ومنع البعض من الدخول الى بلدنا كونهم غير لاجئين ولا نعرف ما سر رغبتهم في القدوم الى بلدنا وما هي اهدافهم الحقيقيه , ما ان سمعوا بذلك حتى خرج عددا من المنتقدين او المنظرين او منتقصي جهود وطننا العزيز وبداوا ببث ردة افعالهم والتي بنيت على العواطف فقط دون التفكر بما وراء هذا القرار والاسباب والدوافع التي قد تكون خلفه , وبداوا بالتشكيك في جهود الاردن الكبيره والواضحه للعالم كله في هذا المجال .

ان الاردن وعلى مدى السنيين كان وما زال البلد المضياف الكريم الذي استقبل الاعداد الكبيره جدا وتحمل اعباءا لا يمكن لاية دوله بمصادر قليله او شحيحه مثل الاردن ان يتحملها , والامثله كثيره جدا وقريبه جدا ايضا لمن يريد ان يعرفها ولا اعتقد ان اردنيا او عربيا يجهل جهود الاردن في هذا المجال , بالامس امتلىء الاردن بالاخوه العراقيين ابان الحرب وكم من المخيمات اقيمت وكم من الجهود والخدمات الكثيره قدمت لهم وقبلها وبعدها ازمات كثيره تحمل اعباءها الاردن ولن اتحدث بها كثيرا فهي اعرف من ان يتم التعريف بها , وهي بالمناسبه لست مقتصره على ازمات دول الجوار , لقد تحملنا ازمات دول القوقاز وتحملنا نتائج الازمه الليبيه واليوم نتحمل نتائج الازمه السوريه ومن يجهل حجم وعدد اللاجئين بامكانه زيارة المناطق المجاوره ورؤية اعداد من نزحوا الى بلدنا الكريم ورؤية اوضاعهم وكرم الاردن والمواطن الاردني تجاه اشقاءه واخوانه النازحين وهنا نحن لا نمن على احد في هذا بل لتذكير من نسي او جهل هذه الجهود اتي قدمناها ولا زلنا نقدمها .

العالم كله اعترف بان حجم المشكله كبيرا جدا ويتحمل الاردن ما فوق طاقته وقد جاء ذلك على لسان الامين العام للامم المتحده , وان الاردن يحتاج الى مساعدات دوليه حتى يتمكن من استيعاب هذه الاعداد الكبيره وتقديم الخدمات لهم والتي اعتقد انها تجاوزت المايه والاربعين الف نازحا من سوريا الشقيقه , داعيين الله ان تحل وتنتهي محنتهم باسرع وقت .

نعم لقد تحملنا الكثير واستقبلنا الكثيرين من الاخوه والاشقاء العرب والمسلمين ممن اختاروا اللجوء الى بلدنا الكريم ونحن نفتخر في هذا ونعتز .

ولكن عندما يصل الموضوع الى امن الاردن واستقراه فلا مكان للعواطف والمشاعر , ان امن الاردن هو الاهم وهو الاولى بان يؤخذ بعين الاعتبار , نعم - الاردن اولا - مصلحة اردننا وامنه واستقراره هي اولا , ان جئت ضيفا وتحترم البلد المضيف الذي استقبلك ورعاك وقدم لك كل الخدمات التي تحتاجها يجب عليك ان تحترم قوانينه وسياسته وان لا تمارس نشاطات غير قانونيه على اراضيه , ومن يريد الانتقام ممن دفعه للنزوح كان عليه البقاء في بلده وممارسة هذه النشاطات في بلده وليس في بلد من استضافه وقبل دخوله من اجل الحمايه حماية نفسه وعائلته وليس لاسباب سياسيه وثوريه , ومن يريد ان يثور كان عليه البقاء في وطنه , ومن يريد الانتقام من شخصيه معارضه لن نسمح له ايضا بتنفيذ ذلك على ارضنا , الاردن بلد امن ومستقر ولن يسمح لايا كان يستغل ارضه في نشاطات غير قانونيه او غير سلميه ومن اي طرف كان .


ثم الا يتفق معي هؤلاء الذين انكروا او انتقصوا من جهود الوطن في هذا الامر الا يتفقون معي بانه يجب التدقيق والتحري حول كل شخص يدخل الاراضي الاردنيه والتاكد بانه لاجىء او نازح بهدف حماية نفسه وعائلته وليس لاهداف اخرى , الا يتفقوا معي بان مصلحة الاردن وامنه تستدعي التدقيق في هويات هؤلاء النازحين وان لا تكون الامور عشوائيه غير منظمه ونجد انفسنا في وضع لا يقبل احدا منا ان نكون فيه وان نصبح جزاءا وطرفا في النزاع من خلال استغلال اراضينا وتنفيذ ما قد يخطط له البعض بغض النظر عن الجهه او الطرف الذي ينتمي اليه .


الاردن بلدا عربيا كريما استقبل الاشقاء العرب والمسلمين وفتح ذراعيه وبكل حب لمن اختاره ان يكون مكانا امنا له ولعائلته ولكنه بالتاكيد قلعه محصنه لا يدخلها كل من يحمل في فكره ومخططاته غير هذا الهدف فلا مرحبا ولا سهلا به .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات