ليست مباراة كرة قدم يتبارى فيها خصمان في ملعب كرة قدم ليحقق هذه النتيجة المشابهة وكما حصل مؤخرا مع منتخبنا الوطني أمام الألة اليابانية التي لا تعرف التوقف حتى جعلته منهكا ومستسلما ولا حول له ولا قوة بل وجدنا أنفسنا نقدم التبريرات للمداراة على اخفاقنا وهزيمتنا النكراء ,,, ونتمنى ان لا تتبقى وسائل الاعلام الرسمية التي تستهدف الراي العام لاقناعه بكل الوسائل المختلفة للهدف الذي تريد أن تحققه الحكومة ,,, فصياغة التقارير أو الأخبار تأتي ضمن سياقات معبنة وصولا الى الجمهور المستهدف لتغيير الصورة السلبية المرسومه في ذهنه وليس مشهد كرة قدم ينتزع حصريته للتلفزيون لجلب المزيد من المشاهدين بعد إنحصار موجته ,

ولهذا دأب الاعلام الرسمي ممثلا بالتلفزيون الرسمي على أخذ عينات من مختلف مناطق المملكة لآبدأ رايهم بخصوص قانون الانتخاب الذي اقره مجلس النواب مؤخرا ووافق عليه مجلس الأعيان على عجل وقبل انتهاء الدورة البرلمانية في وقتها المحدد حتى لا يؤجل الى دورات استثنائية قادمة من بقية عمر المجلس ويقع المجلس في حرج اذا لم يقم بتمرير القانون بنفس الصيغة رغم حالات الهرج والمرج التي جرت حول القانون ,
المخرجات كانت غير مقبوله وخاصة فيما أوصت به لجنة الحوار الوطني وجاء صاعقا على مختلف شرائح الشعب الأردني الذي كان يرفض قانون الصوت الواحد جملة وتفصيلا حيث اختلفت قناعات الأفراد في القانون كما هو الحال ما بين رئيس وزراء راحل ورئيس وزراء حالي وكل كانت له وجة نظر مختلفة اقرت أخيرا بصيغة الصوت الواحد مع القائمة الوطنية المغلقة والذي جاء مخالفا لكل التوقعات التي كان يريد الشارع ان يشهد تغييرا حقيقيا للقانون لتكون النتائج مبشرة , لكن الحكومة الحالية اصرت على مبدأ مخالفة الزوجة الشرعية (( شاوروهن وخالفوهن ))!! حيث تم اقرار ذلك حسب ما حمله رئيس الوزراء الحالي حينما صرح (بأن قانون الصوت الواحد لم يدفن ) ..وهذا ما حصل فعلا فقد اخرجه من قبره قبل دفنه وأنعشه بعمليات تنفس صناعي ,

كلف الاعلام الرسمي بأخذ عينات من مختلف المحافظات وجاءت في مجملها تلك المقابلات التي يجريها التلفزيون الأردني أن معظم تلك الآراء موافقة للقانون مع صياغة الجمل بطرق مختلفه وأحيانا تكون معارضة فردية على نطاق ضيق جدا للقانون تظهر اختلافا وتباينا في الموقف ضمن نطاق محدود وهذا يعتمد على العينات التي يتم التحدث معها مع الأخذ بعين الاعتبار عمليات المونتاج التي تجري في الكثير من الأحيان لتغير الصورة وهي في المجمل لا تعبر عن رضى الشارع الذي اعلن موقفه من هذا القانون بالرفض ومعلنا المقاطعة للانتخابات القادمة بل ذهب البعض من شارك في لجنة الحوار الوطني بمناشدة جلالة الملك لعدم الموافقة على القانون بصيغته الحالية ,,
قناعات الشعب لن تتغير بهذه الصورة بعد الممارسات السلبية من مجلس النواب وعدم ثقة المواطن بهذا المجلس والصورة لن تختلف كثيرا في المجلس القادم بل ستبققى نفس الصورة السلبية عالقة في ذهن المواطن الأردني لأنه يشعر بأن القانون لم ينصفه او يعطيه خيارات متعددة بل أقفل الباب في وجهه ليقف موقف المتفرج من الأحداث ,, ويبقى الاعلام الرسمي يلعب دورا مهما لاقناع المواطن الأردني بالمشاركة وعدم اللجوء للمقاطعة وسنرى ذلك في عمليات الترويج للانتخابات المقبلة وكل يوم يبث التلفزيون تقريرا يعبر عن رأي الشارع ستة للحكومة مقابل واحد للشارع معارض للقانون خالي من السكر ولهذا كان لنا قانون مميز بطعم العلقم أما بنظر الجهات الرسمية فإنه بطعم القهوة مع المبيضات ,,,!!