دقّت ساعة العمل


بعد مخاض عسير أعلنت نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية بفوز الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني وخامس رئيس لمصر ليفوز بنسبة تزيد قليلا عن 50% مختلفا عن سابقيه الذين كانوا يفوزون بنسبة تقل قليلا عن 100% . وبمجرد إعلان النتيجة فان الرئيس الجديد أصبح أمام تحد كبير ، فعيون العالم ترقبه ، كما أن جزءا هاما من الشعب المصري يراقبون هل ينجح في مهمته ، وكيف يتصرف في الوعود التي أطلقها ، وما مصير مشروع النهضة الذي ينتظره المصريون لتحسين أوضاعهم وحل مشاكلهم .
إن نجاح الرئيس القادم من المعارضة يعتمد عليه أولا وعلى من دعموه ثانيا وعلى جموع الشعب ثالثا . فصفاته الشخصية ومؤهلاته وكفاءته لها الأولوية ، ثم مدى دعم ناخبيه واستمرارهم في الوقوف خلفه ، وبعد ذلك المقدرة على أقناع أكبر نسبة من الشعب في التحول من العداء أو المراقب إلى الدعم والمشاركة . وكي يتحقق ذلك فالمطلوب من الرئيس :
أولا : أن يكون رئيسا للمصريين كافة ، من انتخبوه أو لم يفعلوا ، للمسلمين وسواهم . وفي سبيل ذلك فان المطلوب إعلان حملة مصالحة تاريخية بحيث يتناسى الجميع الخلافات السياسية ، والمناكفات الحزبية ، ليشارك الجميع في خدمة مصر ، فالوطن بحاجة إلى كافة الجهود . فالوطن أكبر من الجميع .
ثانيا : اختيار مجموعة من أبناء الوطن ومن مختلف التوجهات والشباب والمرأة والأقباط من المشهود لهم بالوطنية والنظافة والكفاءة ، ليكونوا في مؤسسة الرئاسة . وتقديم أهل الخبرة والكفاءة على أهل الثقة . فمصر مليئة بالمخلصين الشرفاء من كافة التخصصات .
ثالثا : العمل وبكل الوسائل على إعادة صلاحيات الرئيس والتي اغتصبها منه المجلس العسكري قبل أيام من انتخابه تحسبا لهذه النتيجة . فان بقي بلا صلاحيات فسيكون ألعوبة بيد العسكر ، يٌغدقون عليه الألقاب والصفات ولكن دون مضمون . وهذا أسرع وسيلة للفشل في حل مشاكل الناس وتطبيق برنامجه فتبدأ وسائل الأعلام الصفراء بالإيحاء بأن الرئيس لم يفعل شيئا للجماهير ، كما فعلوا مع مجلس الشعب أو رؤساء الحكومات ، لأن القرار ما زال يحتفظ به المجلس العسكري .
رابعا : استدراك الخطأ التاريخي والذي كاد أن يُفشل الثورة بإعادة النظام السابق بعد أقل من عام ونصف على بدايتها ، وذلك عندما اعتبروا أن الثورة نجحت بإزاحة الرئيس . إن استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها كاملة بحاجة إلى خطوات وقرارات سريعة قانونية تزيح قوى الثورة المضادة ومحاكمة من يثبت عليه الفساد .
خامسا : المحاكمة السريعة لرموز النظام السابق وقتلة الثوار . حتى يعلم الجميع أن لا أحد فوق القانون ومن يخطئ فانه يتعرض للمسائلة والمحاسبة . ولبث الطمأنينة لعائلات الشهداء والمصابين .
سادسا : البدء وبسرعة العمل على حل المشاكل الحياتية التي يعاني منها الشعب المصري وفق أولويات واضحة . حتى يشعر المواطن العادي بأن الثورة بدأت تؤتي أكلها . ومقاومة قوى الشد العكسي والتي ستعمل جاهدة على إشغاله بمشاكل مفتعلة وأزمات ممنهجة .
سابعا : التعامل مع كافة القرارات التي اُتخذت قبيل انتخابه بجرأة وحكمة لإعادة الأمور إلى نصابها . مثل القوانين المقيدة للحريات ، وقرار حل مجلس الشعب وبالاستعانة بآراء القانونيين سواء بتعديل هذه القرارات أو الغاءها .
إن أمام الرئيس الجديد ومؤيديه تحديات كبيرة يجب أن يخرج منها منتصرا بسرعة وبأقل الخسائر ، فقد مضى زمن النوم والراحة والخطابات وحان وقت العمل الجاد دون إضاعة مزيد من الوقت . فنجاح تجربته سيكون لها ما بعدها . فهل تكتمل حلقات الهلال الإسلامي . وهل يدرك الناس كيف يعمل قدر الله الذي أخرج مرسي من السجن ليحل مكان رئيس أودع السجن وحكم عليه بالمؤبد بتبادل مواقع من السجن إلى الحكم وبالعكس .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات