أسلمة الأنظمه خيار أم فقوس شعبي ..


نحن من المحيط الى الخليج شعوب اسلاميه نذهب الى المساجد في الجُمع لكن قلما نذهب في الجماعات, نصوم رمضان, ونؤدي الصدقات,,واذا ما داهمنا العمر نبذل الغالي والنفيس في سبيل الحصول على فيزا للحج, واذا لم يعد ذلك مستطاعاً نُمضي أرذل العمر في الذهاب والأياب لأداء العمره,,مسابحنا( وهي جمع مسبحه وليس مسبح) أطول من قامات البعض, فكيف يُستكثر على الشقيقه الكبرى مصر رئيس مسلم, لا ليبرالي ولا علماني , ولاءه للأمه لا لاسرائيل ولا لامريكا, جُل همّه رغيف الخبز المصري لأكثر من خمسه وثمانين مليون مواطن...
حاول العسكر هناك تزوير ارادة الشعب وتعيين ربيب مبارك رئيساً, وسمعنا وسنسمع عن تفاهمات بين الاخوان والعسكر بما يخدم استمرارية اتفاقية كامب ديفيد وأمن الجاره الشمطاء, والتحذير من وقف المساعدات الامريكيه وشحن القمح الامريكي لمصر, وعن وعن الكثير, لكن الاخوان في مصر أمام تحدٍ صعب في الموائمه ما بين السياسه والدين للخروج بتجربه فريده في الحكم لربما ستُحتذى في البلدان العربيه على أقل تقدير,وإذا ما فشلوا فستكون لطمه في وجه الاسلام السياسي لا العقائدي ستحتاج الأمه الى عقود قادمه للنهوض من كبوتها..
اما واستنساخ التجربه اردنياً فأنا بتقديري الشخصي أشكك في نجاح التجربه حالياً لجمله من الاسباب سآتي على ذكرها:
اولاً: هنالك استفراد لقرار الجماعه بأيدي قله من حكماء الأخوان حاولت منذ أكثر من عقدين الاستئثار بالقرار دون الرجوع الى قواعدهم الانتخابيه وهرم التكوين الجمعي في الجماعه سيجعل من مهمتهم أكثر صعوبه.
ثانياً: انقسام الاخوان بين صقور وحمائم جعل من السهل اختراق قرارهم والتأثير عليهم برغم استقطابهم مؤخراً لقيادات براغماتيه تسعى الى تسييس قرارهم والوصول الى الناس بطريقه ناعمه ..مع الأخذ بعين الاعتبار ان ذلك يمهد للمشاركه في الانتخابات برغم تحفظ البعض, وهذا فكك من وحدة الاهداف الجمعيه التي كانت الحركه تسعى اليها طوال الفتره السابقه.
ثالثاً: التركيبه العامه للحركه في الاردن ترتبط ارتباط وثيق في الداخل الفلسطيني مع حماس ولا زال هنالك توأمه قد لا تبرر مصوغات استمرارية التعاطي مع اهداف الحركه والاصرار على عدم اعطاء الحركه في الاردن استقلاليه تامه وذلك عائد لأصول حكماء الحركه وانتماءاتهم, مما يجعل من دمجهم في المجتمع الشرق اردني سياسياً صعباً..
رابعاً: لا أشكك في ان حزب الأخوان في الاردن هم من أكثر الأحزاب تنظيماً ولكن هنالك اصابع اتهام لهم بأنهم من صنيعة النظام هنا ولم يخرجوا عن الاجماع العام لسياسة الدوله الاردنيه منذ التأسيس الا ان هنالك بعض الاصوات التي تُطلق بين الحين والآخر لجس النبض الحكومي والأمني والبناء على مكتسبات الثورات العربيه في تونس ومصر, وهذا ما يبرر طلاق النظام للجماعه وقد أضحى ذلك بائنا بينونه كبرى ولا رجعة فيه نلحظه في تهميشهم وعدم الانصياع الى مطالبهم في القانون الانتخابي الجديد وهم طالما طالبوا بالقائمه النسبيه ولم يحصلوا على مبتغاهم.
خامساً: وأخيراً الساحه الاردنيه كما طبقات قشرة الارض في بيئه زلزاليه سريعاً ما تنزلق يميناً او يساراً بما يخدم استمرارية النهج والحفاظ على مكتسبات جمعيه تراكميه, ليس من السهل اختراقها لكن أعتقد أن السير بتوازي معها يخلق نوع من التوازن والالتقاء معها يهدد وجودنا واستمرارية الدوله الاردنيه ونعي ان غربنا عدو لا يرحم يسعى الى تهويد الدوله الفلسطينيه واحياء فكرة الوطن البديل مراراً وكلما حاولنا الخروج من شرنقة الخوف نعود الى قوقعة سلحفائنا الاصلاحيه..
مما اسلفت لا اشكك بنجاعة مخرجات الثوره المصريه لكن اضع يدي على قلبي خوفاً من ايذاء الاسلام كدين عالمياً فلا زلنا نعيش خرافة الارهاب وهي صنيعة الغرب وامريكا, ويؤلمنا ان نبقى نصارع هذا المد الاعلامي العالمي الساعي الى تدمير بُنيتنا الاسلاميه بالمزيد من اذكاء التطرف والانعزاليه..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات