......... حين يفكَّر الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ليس من فراغ ....!
وليس بدافع عشوائي ممزوج بالعبثية ...! وليس من محض الصدفة ...
وإنما بوازع فطري .. ديني.. رباني ، مغروس في كليهما منذ بدء الخليقة ..
منذ آلآف السنين ، إنه سَّر الرغبة الجامحة التي ركبَّها الله سبحانه وتعالى في تلك
الأجساد ..! كلٌ يحن للأخر من حيث لا يدري ، نقص يريدون إتمامه..! معادلة ربانية
وسنَّة كونية ، وفطرة بشرية ، لا بد أن تكتمل جميع أطرافها ، وعناصرها ، ومدخلاتها .!

وها هو الإسلام العظيم ، والدين السليم ، يبَّين لنا الطريق السوي ، والمنهج القويم ،
لتكوين تلك المعادلة ، بمدخلات صحيحة ...! كي نحصل على نتائج غير قابلة للشك ..
نتائج سليمة .. لملء ذاك الفراغ ..! بل لإشباع تلك الرغبة .... وليسمح لي القارىء أن
أضع النقاط على الحروف ...! فأقول ... بل لإطفاء نار الشوق المتأججة لدى أطراف
تلك المعادلة ... ولإتمام بيت القصيد .! الذي لا تكتمل أطرافه إلا ... بالصدر ، والعجز..!
بشطريه ..البدء والخاتمة ..!
فإذا كان للشطر الأول وهو " آدم " شرف البدء والخليقة ...
فإن للشطر الثاني وهي " حواء " حسن القافية ... ومسك الختام ..
وها هو " الجدار الشرعي المتين " والميثاق الغليظ ، قد نظَّم أواصر المحبة ،وأطرها...
وجذَّر لذاك التواصل تكريم ما بعده تكريم ، ذاك الجدار ..أطَّر الشهوة ، ونَّظم المودة ،
وزرع الرحمة ..! بل سوَّى عرشاً كله إكرام وإعزاز ونصَّب عليه المرأة ......!!!!
نعم ... صان تلك الزهرة ، وحسَّن القافية ..! كي يكتمل شرف البدء مع حسن الخاتمة..!

لكننَّا وللأسف ... أقبلنا على زمنٍ تخلخل فيه ذاك الجدار الشرعي المتين ..! وأصبحت
ألسنة البعض من شباب وفتيات... تلوك عبارات لا تمت للدين بصله..! كأن نسمع من
أحدهم يقول " لماذا الزواج إذاً ....؟!" ولماذا أقيم علاقة شرعية كلها مسؤولية.....!!!
ودافعه في ذلك ..ما نراه اليوم من باب دعوى الصداقة والزمالة والحرية ... خفَّت نار
الشهوة .. وكتمت الغريزة الجنسية ، وملء الفراغ..! وأكتملت أطراف المعادلة المرجوة
ولكن بمدخلات شاذة .. بأرقام عشوائية ... وبنتائج لا بدَّ سلبية ...!
ها نحن نرى مظاهر الإنفلات ، تحت شعار التقدم والحداثة ، وربما العصرنة في هذا الزمن
كي ينال كلا الطرفين حاجته من الاخر ،ويطفىء نار الشوق الفطرية في أعماقه ...!
ويسكن جماح رغباته ..! فجامعات .. وشواطىء.. ومتنزهات ، وتقدم علمي وخلويات...
وشبكة إنترنت ذوات كميرات ..! وُبعد عن القيم من أحط الفضائيات ...
هذا منظار من قال " لماذا الزواج إذاً "! هذا مبرره .! أنبيَّن له طريق الحق أم نسانده ..؟!

فلنتأمل القران العظيم ..! والله لا نرى فيه ذكر لصداقة ولا زمالة ولا خلوة .! ولا نقرأ فيه
عن حبيبة .. ولا عشيقة ..! ولا نستشف منه إنفلات بدعوى تقدم وحرية ..!

فلنعد ... ونرَّمم ذاك الجدار الشرعي المتين ، والميثاق الغليظ ...تلك السنَّة الإلهية ..
والمبدأ الكوني ..الذي غُرس في أعماق البشرية ، منذ بدء الخليقة ........
إنه آية معجزة .. تستحق منَّا كل تفكَّر وتأمل