سئمنا تناحركم وكفرنا بافكاركم !


كم من جرائم و دعوات للفوضي والتخريب ترتكب في حقك يا وطن تحت زعم شعار (( الشعب يريد)) وكم من ذئاب غرست انيابها في جسدك المعتل يا وطن بناء علي هذا الشعار الذي تم تفريغه من مضمونه السامي , شعار داوم علي استخدامه سارقي الثورة من الديكتاتوريين الجدد الذين يتحدثون عن الثورة والثورة منهم بريئة , يتحدثون بـ إسم الشعب و السواد الأعظم من الشعب يبغضهم , يتشدقون بالديمقراطية ولا يؤمنون بها الا إذا كانت تخدم مصالحهم.

يشككون في كل الحقائق وفي كل المؤسسات دون كلل او ملل لتحقيق اهداف و مأرب لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالي , اهداف لا ناقة للشعب فيها ولا جمل نصبوا انفسهم اولياء من عند الله و أوصياء وكأن الشعب قد فوضهم للإختيار له والتحدث بـ النيابة عنه , فهل حصل هؤلاء علي توكيلات من 90 مليون مواطن ليكونوا متحدثين رسميين عن الشعب؟ حتي و إن فرضنا جدلاً انه قد حدث ذلك فـ أنا من الشعب الذي يتحدثون بـ إسمه اعلن انني لم افوض احد ليتحدث بـ إسمي ولن أفعل ذلك وإن كان ولابد لهؤلاء الحديث بـ إسم الشعب فعليهم ان يقولوا (( الشعب يريد كذا )) الا مواطنة اسمها اوعاد الدسوقي لأن ببساطة لا احد يمثلني الا نفسي او من افوضه بتوكيل رسمي موثق في الشهر العقاري !!

عقب ثورة 25 يناير استخدام معظم التيارات والقوي السياسية اسم الشعب بدون وجه حق لإضافة الشرعية علي اهداف واجندات خاصة! و اتخذوا من شعار (( الشعب يريد )) سلم يتسلقون علية لتحقيق اطماعهم , هؤلاء المتسلقين الإنتهازيين سبب من اهم الاسباب التي افسدت المشهد الثوري بسبب رغباتهم الشرهة في السلطة و الشهرة و جني الاموال , ولولا ظهور هؤلاء علي الساحة مثل الكائنات الطفيلية لما وصلنا الي ما نحن عليه الأن فـ بدلأ من ان يكونوا دعاة وحده صف و مصالحة وطنية كل منهم تناسي ان هناك ثورة و انشغل بتمثيل الدور الذي يمكنه من تحقيق ما يصبوا اليه متخذ من شعار (( الشعب يريد )) ستار يتخفي وراءه.

او ليس التحدث بـ إسم الشعب يتنافي مع أبسط قواعد الديمقراطية و إن كل مواطن حر في اختياره و في اعتقاده وفي تقرير مصيره دون وصايا , لم تقم الثورة لنتخلص من طوق نظام فاسد لنقع في فخ الأفاقين والإنتهازيين و المتاجرين بالدين ودماء الشهيد و بـ إسم الشعب؟ فمن أعطي هؤلاء الحق ان يتحدثوا بـ إسم الشعب ؟ و هل ثبت لديهم ان الشعب بـ أكمله يوافق علي اقوالهم وافعالهم ؟

اتركوا الشعب يتحدث عن نفسه ويعلن عما يجيش في صدره , لا تتحدثوا عنه _ و اعلموا يرحمكم الله _ اننا قد سئمنا تناحركم من أجل السلطة وكفرنا بافكاركم ,كفاكم هرتله وسفه و مزايدات , تحدثوا عن انفسكم فقط لا بـ إسم الشعب .

اوعاد الدسوقي
كاتبة و إعلامية
awaad99@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات