ورقة العشرين
لا اعرف لماذا شعرت بالندم لمشاركتي في ذلك العرس.. بصراحة لم يكن عرسا عاديا بل كان معركة استخدمت فيها كل الاسلحة النارية .. حتى البازوكا كانت حاضرة .. كان الرصاص يمر من فوق الرؤوس مثل زخ المطر ..وكانت جموع المدعوين تتوافد بالمئات ..
كان ثمة شخص متخصص بتسجيل اسماء الاشخاص الذين ينقطون العريس وكانت هناك كاميرة فيديو تسجل كل اللقطات .... نقطّت العريس ورقة العشرين ولسؤ حظي لم يلتقط المصور لي صورة مثل بقية المنقطين ولم يكن المسؤول عن جمع النقوط على معرفة بي .. فبلعت ( الخازوق) وسكرت ثمي ..
بعد مشقة وجهد عثرت على كرسي اجلس عليه ..كانت المعركة على اشدها .. ..فجأة سمع دوي رصاص غزير
وسرعان ما انطلقت الزغاريد معلنة بدء وصول المناسف
بدأت بالعد ... عشرة .. خمسون .. مئة .. ثلاث مئة .. خمسمئة .. ثمنمئة .... اظن ان العدد تجاوز الالف .. وعدد المدعوين اقترب من الخمسة الاف ..
كانت المناسف باللحم البلدي (لحم خرفان الله وكيلكو ) ومجللة بأكوام من الصنوبر واللوز .. وكانت رائحة السمن البلقاوي تفوح عن بعد ....
وبعد اذان العصر بقليل حضرت ارتال من القلابات .. ونشط عمال وافدون بالتخلص من المناسف ووضعها في اكياس بلاستيكية سوداء تمهيدا لارسالها الى مكب النفايات .. بعض المناسف كانت كما هي عليه بلحمها وارزها ولوزها .. شعرت بالالم .. فأنا اعرف ان هناك مئات الجوعى من اقارب العريس .. وان شقيقته الارملة تتردد باستمرار على لجنة الزكاة للحصول على بعض المواد التموينية كما ان والد العريس دائم التردد على محلات بيع المجمدات لشراء اللحوم المجمدة لاسرته.. قبل عدة ايام اعلن البنك عن نيته بيع منزل وممتلكات صاحبنا بالمزاد العلني لتأخره طويلا عن تسديد القسط الاول من القرض .. وان الست زبيدة التي تحمل في احشائها جنينا (حردانة ) في بيت أهلها لان ( جيبة ) العريس فاضية وداره ( والسماء والطارق ) يعني خاوية وأنها منذ صباحية العيد لم تذق قطعة لحم واحدة او حتى جناح دجاجة مجمد ..
وعلى ذمة الراوي فقد تجاوزت تكاليف الغداء 120 الف دينار وان نقوطات (عريس الهنا) لم تزد على الالفين .. ارجوكم ان تترحموا على مناسف صاحبكم التي القيت في مكب النفايات وأن تترحموا ايضا معي على ورقة العشرين التي خسرتها وضاعت هباء منثورا ..
M.KATISHAT@YAHOO.COM
لا اعرف لماذا شعرت بالندم لمشاركتي في ذلك العرس.. بصراحة لم يكن عرسا عاديا بل كان معركة استخدمت فيها كل الاسلحة النارية .. حتى البازوكا كانت حاضرة .. كان الرصاص يمر من فوق الرؤوس مثل زخ المطر ..وكانت جموع المدعوين تتوافد بالمئات ..
كان ثمة شخص متخصص بتسجيل اسماء الاشخاص الذين ينقطون العريس وكانت هناك كاميرة فيديو تسجل كل اللقطات .... نقطّت العريس ورقة العشرين ولسؤ حظي لم يلتقط المصور لي صورة مثل بقية المنقطين ولم يكن المسؤول عن جمع النقوط على معرفة بي .. فبلعت ( الخازوق) وسكرت ثمي ..
بعد مشقة وجهد عثرت على كرسي اجلس عليه ..كانت المعركة على اشدها .. ..فجأة سمع دوي رصاص غزير
وسرعان ما انطلقت الزغاريد معلنة بدء وصول المناسف
بدأت بالعد ... عشرة .. خمسون .. مئة .. ثلاث مئة .. خمسمئة .. ثمنمئة .... اظن ان العدد تجاوز الالف .. وعدد المدعوين اقترب من الخمسة الاف ..
كانت المناسف باللحم البلدي (لحم خرفان الله وكيلكو ) ومجللة بأكوام من الصنوبر واللوز .. وكانت رائحة السمن البلقاوي تفوح عن بعد ....
وبعد اذان العصر بقليل حضرت ارتال من القلابات .. ونشط عمال وافدون بالتخلص من المناسف ووضعها في اكياس بلاستيكية سوداء تمهيدا لارسالها الى مكب النفايات .. بعض المناسف كانت كما هي عليه بلحمها وارزها ولوزها .. شعرت بالالم .. فأنا اعرف ان هناك مئات الجوعى من اقارب العريس .. وان شقيقته الارملة تتردد باستمرار على لجنة الزكاة للحصول على بعض المواد التموينية كما ان والد العريس دائم التردد على محلات بيع المجمدات لشراء اللحوم المجمدة لاسرته.. قبل عدة ايام اعلن البنك عن نيته بيع منزل وممتلكات صاحبنا بالمزاد العلني لتأخره طويلا عن تسديد القسط الاول من القرض .. وان الست زبيدة التي تحمل في احشائها جنينا (حردانة ) في بيت أهلها لان ( جيبة ) العريس فاضية وداره ( والسماء والطارق ) يعني خاوية وأنها منذ صباحية العيد لم تذق قطعة لحم واحدة او حتى جناح دجاجة مجمد ..
وعلى ذمة الراوي فقد تجاوزت تكاليف الغداء 120 الف دينار وان نقوطات (عريس الهنا) لم تزد على الالفين .. ارجوكم ان تترحموا على مناسف صاحبكم التي القيت في مكب النفايات وأن تترحموا ايضا معي على ورقة العشرين التي خسرتها وضاعت هباء منثورا ..
M.KATISHAT@YAHOO.COM
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
سيد محمود ارجو تقبل تعليقي
مواضيعك احيانا تكون جيده واحيانا كثيرة عباره عن صف حكي ,,,
اما المواضيع الجيده ومنها هذا المقال فهي تحتاج الى حبكة ادبية ونحوية اقوى من ذلك ,,,, تقبل مروري