السجن 30 عاماً بإيران لناشط عربي هولندي سلّمته سوريا لطهران


جراسا -

حكمت إيران بالسجن 30 عاماً على ناشط حقوقي عربي أهوازي يحمل الجنسيتين الهولندية والإيرانية كانت سوريا قد ألقت القبض عليه وقامت بتسليمه لطهران، وفق مصادر الحكومة الهولندية.

وكان الناشط عبدالله المنصوري قد هرب من إيران عام 1988 ولجأ إلى هولندا، حيث حصل على جنسيتها، وذلك بعد أن حكمت عليه محكمة عسكرية إيرانية بالإعدام بتهمة الثورة ضد الحكومة.

المنصوري الذي كانت تطارده إيران لقيادته "منظمة تحرير الأهواز" التي تناضل من أجل حق تقرير المصير للأقلية العربية التي تعيش في منطقة جنوب غرب إيران الغنية بالنفط، كان في زيارة سياحية لسوريا عام 2006 عندما ألقت سلطات الأمن السورية القبض عليه ومن ثم قامت بتسليمه لطهران، بحسب التقرير الذي نشره موقع "راديو هولندا الدولي" الثلاثاء 24-2-2009.

من جانبه، قال وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجين إن بلاده ستواصل الضغط لمصلحة المنصوري، ومنذ إلقاء القبض على المنصوري وترحيله من سوريا تواصل الحكومة الهولندية مناداتها لطهران بضرورة ضمان مثول المنصوري أمام "محاكمة عادلة وعلنية".


وفي بيان له، أكد فيرهاجين أن بلاده لديها تساؤلات حول آلية المحاكمة التي تعرض لها المنصوري، مضيفاً أن طهران لم تسمح للهولنديين بتقديم المساعدة القانونية للمتهم. ويذكر أن طهران لا تعترف بالجنسية الهولندية التي يحملها المنصوري وتعامله فقط على أنه إيراني.

وأضاف فيرهاجين أن مسؤولين إيرانيين أخبروا السفير الهولندي في طهران بأن المنصوري يمكنه استئناف الحكم الصادر بحقه.

وكانت منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة قد أصدرتا تقارير عدة تفيد بتعرض الأقلية العربية في الأهواز إلى اضطهاد منظم من جانب النظام الإيراني، ودللت التقارير على ذلك بإجبار العرب على تسجيل مواليدهم بأسماء فارسية؛ لأن الأسماء العربية غير معترف بها قانونياً في الجمهورية الإسلامية.


منظمة حقوق الإنسان الأهوازية


وقال رئيس مكتب منظمة حقوق الانسان الاهوازية في واشنطن الدكتور كريم بني سعيد عبديان لـ"العربية.نت" بخصوص الحكم الصادر بحق فالح عبدالله المنصوري، إنه باطل لأن تسليم المنصوري للسلطات الايرانية من قبل سوريا كان عملاً مخالفاً لكل القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بعدم تسليم الأشخاص لجهة قد تمارس التعذيب أو الاعدام، خاصة أن البلدين موقعان على اتفاقية جنيف بهذا الشأن، والأنكي من ذلك فإن المنصوري دخل الاراضي السورية كمواطن هولندي وبصفته عربياً لم يتوقع بتاتاً تسليمه الى ايران من قبل جهة عربية وهي الحكومة السورية التي تعرضت لضغوط كثيرة من قبل السلطات الايرانية لتسليم المنصوري، وأصبح الأمن الايراني اليوم له خلايا أمنية في دمشق فيصول ويجول على الأراضي السورية دون رادع. وأضاف ليس من المنطق أن تحدد مصائر الناس حسب قوة او ضعف العلاقات بين البلدان.

وأضاف عبديان أقدمت السلطات السورية بتاريخ 15-9-2005 على اعتقال عربي أهوازي آخر وهو سعيد الصاكي، ثم سلمته الى السلطات الإيرانية في الرابع عشر من مايو/أيار 2006 بالرغم من حصوله على حق اللجوء السياسي من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق، وكان على وشك الانتقال الى البلد المضيف النرويج للالتحاق بأسرته هناك.

وكان فالح عبدالله المنصوري قد اعتقل في 11 مايو/أيار 2006 بواسطة الأجهزة الأمنية السورية ومعه كل من: رسول مزرعة وطاهر علي مزرعة وجمال العبدوي وموسى السواري، بالإضافة إلى الطلبة الجامعيين أحمد عبدالجابر أبيت، جمال عبيدي، عيسى ياسين الموسوي، وأفرج عن الثلاثة في وقت لاحق بينما تم تسليم الآخرين إلى السلطات الإيرانية، وفقاً لبيان منظمة العفو الدولية الصادر بتاريخ 11-8-2006.


ذهول عربي أهوازي

وأضاف عبديان الذي أكد أنه تابع بنفسه طوال هذه المدة ملفات كل المعتقلين الاهوازيين من خلال المؤسسات الدولية، قائلاً إن تسليم أهوازيين عرب يحمل معظمهم صفة لاجئ من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة اجراء تعسفي أثار ذهول العرب الاهوازيين، وصاروا يتساءلون: هل سلمت اسرائيل المطلوبين اليهود لامريكا بالرغم من العلاقات المميزة بين البلدين لتقوم سوريا بتسليم العرب الى إيران؟! واستطرد يقول إن مصير هؤلاء العرب غامض، وتفيد أنباء مؤكدة بأنهم تعرضوا للتعذيب وأن حياتهم في السجن معرضة للخطر.

وذكر عبديان أن سوريا صادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنصّ في مادتها الثالثة على أنه "لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده (أن ترده) أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب"، وفي قيامها بتسليم أولئك المواطنين خرق لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأضاف: "فلو كان المنصوري شخصاً غير مرغوب فيه كان على سوريا عدم السماح له بدخول اراضيها، ولو كان العرب الاهوازيون الآخرون الذين تم تسليمهم لا ترغب سوريا في وجودهم على اراضيها فعليها أن تطلب منهم مغادرتها الى اي جهة اخرى، خاصة أن هناك دولاً كانت مستعدة لقبولهم كلاجئين، في حين ارض العرب كانت اولى بهم وأن سوريا تعتبر نفسها قلعة العروبة.

وقال إن منظمة حقوق الانسان الاهوازية تدافع عن كل الاهوازيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، وتحمل ايران مسؤولية الحفاظ على ارواح هؤلاء المعتقلين وتذكرها بالاتفاقات الموقعة من قبلها بهذا الشأن بالرغم من ثقتنا في عدم التزامها بذلك، كما نخاطب الحكومة الهولندية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لممارسة المزيد من الضغوط على إيران حفاظاً على ارواح هؤلاء الاهوازيين.


تسليم امرأة عربية أهوازية وأبنائها إلى إيران



وأشار عبديان الى ان سوريا أقدمت بتاريخ 27-9-2006 على تسليم السيدة معصومة الكعبي، زوجة أحد النشطاء الاهوازيين وأطفالها الخمسة الذين تتراوح اعمارهم بين سن الرابعة والرابعة عشرة، الى الامن الإيراني، وذلك بالرغم من حصولهم جميعاً على حق اللجوء السياسي من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، على ان تنتقل الى الدنمارك للالتحاق بزوجها. ويذكر أن هذه السيدة العربية كانت معتقلة لفترة طويلة في ايران قبل الانتقال الى دمشق. وأثار هذا استياء الشارع العربي في الاهواز نتيجة لتسليم امراة عربية اهوازية بريئة لا ذنب لها هي وأطفالها الا السعي للالتحاق بزوجها الناشط سياسياً، وذلك من قبل نظام عربي كان من الاحرى به ان يكون ملاذاً آمناً لأي عربي كان

العربية نت



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات