دلالات نتائج الحوار الوطني اللبناني حول سورية


رفضت هيئة الحوار الوطني اللبناني استخدام الأراضي اللبنانية منطلقا" للعصابات المسلحة للهجوم على سورية , وخرجت بقرارات ايجايبية على الرغم من انحياز قوى 14 آذار السافر للمشروع الامبيريالي الصهيوني وادواته من انظمة البترودولار , هذا التحول يتزامن مع تصريح وزير الخارجية الألماني فيستر فيلي بأن التدخل العسكري في سورية انسجاما" مع دعوات مثقفي المقاهي الأوروبية ستكون له عواقب لا يمكن توقع نتائجها وان الحديث عنه هوبخار الثرثره .
ويتزامن مع تصريح الناطق باسم الخارجية الفرنسية فينسان فلوريالي بان فرنسا ستبحث مع روسيا دعوة موسكو لعقد مؤتمر حول سورية واحتمال مشاركة ايران به .
عبد الباسط سيدا رئيس مجلس استانبول بديل غليون بلا حيثية وبلا وزن ولا خبرة سياسية وهو كما وصفه فيلي مثقف مقاهي اوروبيه, والمجلس في غيبوبة لا يعي ماذا يدور من احداث ولا يملك رؤيا استراتيجية كما هي انظمة البترودولار .
من الجلي ان تركيا عاجزة عن التدخل العسكري ودول الناتو تلملم جراجها وهزائمها في العراق افغانستان وتتوسل للباكستان لتوفير ممر لوجستي لقواتها المحاصرة وتبحث عن مخرج للهزيمة قد يحفظ ماء الوجه دون طائل , كما ان اقتصادها المترنح يحول دون اي مغامرة عسكرية قد تطيح بالبقية الباقية لأركانه .
ايران الحليف القوي تزداد قوة ومنعة و اصرارا" على مواقفها الايدولوجية المنحازة للحق الفلسطيني وزداد عدائا" للصهيونية والأمبريالية .
الصين وروسيا ودول البريكس والبا ودول وسط آسيا التي تعي تماما" أن معركة سورية هي معركة حياة او موت للرأسمالية وأدواتها الصهيونية والأنظمة العميلة وبان مصالحها الجيوسياسية الاقتصادية العليا ترتبط ببقاء سورية ودورها التاريخي في دعم المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية التي باتت تشكل تهديدا" مصيريا" للكيان الصهيوني البغيظ , وسيطرتها على اغنى حقول الغاز في العالم ممتده من اللاذقية الى غزة .
المقاومة اللبنانية " حزب الله " قوة عسكرية تشكل حالة توازن للرعب وتهديد مصيري للكيان الصهيوني , مصطفة الى جانب سورية وهي عنصر التوازن وصمام الامان للبنان .
الشعب والنظام والجيش في حالة تماسك , ولم يستخدم الجيش قوته الحقيقية بعد ,كما ان معركة المدن حُسمت ومعركة الارياف ستحسم قريبا" .
هذا ما ادركته قوى 14 آذار وبالتالي اختارت ان تتعامل بواقعية مع الموقف والا تذهب للحائط كما تفعل انظمة البترو دولار والعصابات المسلحه . عالم القطب الواحد اصبح في ذمة الغيب والعالم الآن متعدد الأقطاب.
النصر بات وشيكا" لكن الثمن دام وباهظ وسورية اختارت , ولو اختارت الاذعان للامبريالية لأصبحت تنعم بخيرات الليبريالية وحقوق الانسان وعدالة الرأسمالية التي دمرت العراق وليبيا وقسمت السودان وكرست الكيان الصهيوني .
عمان 12/6/2012



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات