هل استنفذ الاخوان كل الاوراق


يبدو ان الاخوان قد استنفذوا كل الاوراق التي كانت بين ايديهم وحاولوا مؤخرا اللعب على الجوكر بلجوئهم الى المخيمات بمحاولة بائسة منهم للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه لاسيما وان الضغوطات الخارجية تتوالى عليهم يوما بعد يوم متهمة اياهم بالتقصير بالوصول الى ما وصل اليه الاب الروحي في مصر وتونس.

الاخوان ومنذ ان بدأ الخريف العربي في الدول التي تحررت من قوى الظلام لتدخل في قوى الظلم والاستبداد بغطاء اسلامي وهم يحاولون هنا في الاردن استخدام الاوراق التي استخدمت في تلك الدول حيث بدأ الحراك هنا بالخطب الناعمة التي تدغدغ مشاعر الاردنيين باللعب على وتر الفقر والبطالة والفساد فتحرك الشارع لفترة قصيرة تزامنت مع وجود حكومة القاضي التي رضخت لمطالبهم وطأطأت رأسها لهم بحجة ضبط الشارع والسيطرة عليه مقابل وعود تضمن لهم الوصول الى السلطة كما حدث في مصر وتونس وفعلا هدأ الحراك الذي ثبت انه يتحرك بالريموت كنترول من قبلهم وكان قانون الانتخاب الذي فصله القاضي حينها مناسبا لهم فقرروا التهدئة وأعطوا الاوامر لأتباعهم بالتوقف عن الشارع وحدث هذا فعلا.

ولكن مع مغادرة حكومة القاضي للدوار الرابع غادرت معه كل تلك الوعود فشعروا بخيبة الامل فقرروا ان يعودوا الى الشارع مرة ثانية ولكن هذه المرة بائتلافات عشائرية تقوي صمودهم وتدعم مطالبهم للوصول الى السلطة فالشعارات التي يطلقها الاسلاميون هي في ظاهرها شعارات شعبية وباطنها له هدف واحد هو الوصول الى السلطة مستخدمين ورقة اخرى هي ورقة السفارات الاجنبية والنوم في احضانها ولكن اصرار حكومة الطراونه على تجاهلهم والزيارات الملكية للعشائر التي التف ابنائها حول جلالة الملك مؤكدين له في كل زيارة ان من خرج من ابنائهم خلف الاخوان لا يمثلون إلا انفسهم حتى وان استغلوا اسماء عشائرهم في هذه الحراكات, كل ذلك ادى الى كشف الغطاء عن الاخوان ومن يتبعهم.

لم يبقى في يد الاخوان الا ورقة الجوكر وهي ورقة خطيرة قد يؤدي استخدامها لا سمح الله الى ماهو اخطر وهو لجوئهم الى المخيمات ومحاولة جرها الى الشارع وهم يعلمون جيدا مدى الحساسية بين الشرق والغرب اردنيين فهذه المحاولة البائسة التي جوبهت بالرفض الشديد من المخيمات التي نأت بنفسها عن جميع شبهات الحراكات حفاظا على الوحدة الوطنية, يعرف الاسلاميون جيدا ما هي تبعاتها ولكن النتائج لاتهمهم بقدر ما يهمهم خلق جو من التوتر والفوضى تكون اداة ضاغطة على الحكومة للرضوخ مجددا الى مطالبهم لاسيما وان هذه اللعبة قد انطلت على حكومة القاضي السابقة واستطاعوا ان يوهموه بأن عكس سكوتهم هو حرب اهلية ستعيشها البلاد لذلك صرح فور مغادرته انه كان له الفضل في تجنيب البلاد حرب داحس والغبراء.

الاسلاميون يعرفون جيدا انهم اذا لم يكن هناك قانون انتخابي يفصل على قياسهم او صفقة حكومية تجري تحت الطاولة فأن خسارتهم ستكون قاسية جدا في الانتخابات وهذا قطعا سيحرجهم امام السفارات التي فتحت ابوابها لهم على انهم قوة ضاربة تستطيع قلب الموازين وسيحرجهم بالتوازي ايضا مع قوة الضغط الخارجي التي بدأت تلومهم على تقصيرهم في الساحة الاردنية.

لذلك المتابع لتصريحاتهم الاخيرة وبعد استنفاذ جميع اوراق الضغط ومنها ورقة المخيمات بدأ التلويح بمقاطعة الانتخابات حتى قبل صدور قانونها مستعينين ببعض الاصوات العشائرية القليلة هنا وهناك ظنا منهم ان ذلك سيحفظ ما تبقى لهم من ماء الوجه.

وإذا كان لابد من نصيحة لهم وإذا كان ما يطلقونه من شعارات في الشارع صادقه وصحيحة عليهم الانخراط في صف الاردنيين والمحافظة على الوطن فالإصلاح يأتي من مواقع صنع القرار وان مشاركتهم في الانتخابات ووصولهم الى السلطة ان استطاعوا سيكون اكبر ورقة ضغط على الحكومات وصناع القرار, فخطب الشارع اصبحت مستهلكة ومكشوفة وعليهم تحمل مسؤولياتهم من قلب تلك المؤسسات فالتغيير للأفضل يبدأ من هناك, من موقع صنع القرار ولكن فوبيا الفشل تطاردهم اذا بقي قانون الانتخاب كما هو عليه.

هلال العجارمه



تعليقات القراء

عجرمي
بس ما تكون موصل الكهربا من وراء السلك لانه علمي انه موظف الكهربا ما يقدر يقرب حى ياخذ العداد
11-06-2012 08:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات