تمثل ظاهرة الغش في الامتحان خطورة بالغة على المجتمع ومؤسساته وبخاصة التعليمية من خلال إهدار مبدأ تكافؤ الفرص الذي هو أساس الديمقراطية في التربية ,إضافة إلى استمرار ضعف التحصيل الدراسي للطالب من عام إلى آخر.
إن الغش في الامتحانات يعد سلوكا غير مقبول اجتماعيا لا ترضاه المؤسسات التعليمية لأنه بمثابة عملية تزييف لنتائج التقويم الذي يعد من أهم عناصر العملية التعليمية.
المعلم الـمُـؤتمن على الثروة البشرية ، هو المسؤول عن رعايتها وتربيتها وتنشئتها السليمة بما يحقق أهداف المجتمع, فقد تغير دور بعض المعلمين بحيث أصبحوا يساعدون في تفشي الغش داخل القاعات بتقديم المعلومات مباشرة للطلاب أم التغاضي عما يحدث من غش.
إن ما نشاهده أثناء فترة عقد امتحانات الثانوية العامة إذ يقوم بعض المعلمين المراقبين بتنبيه الطلبة إذ جاء لقاعة الامتحان مفتش أو زائر لاخفاء أوراق الغش والأجهزة الخلوية - لدليل على ذلك.
لقد أصبحت ترسل إجابات الأسئلة من خلال مجموعات تقوم بشراء بعض المعلمين لحل الأسئلة أثناء عقد الامتحان ومن ثم إرسالها للطلبة المشتركين مع هذه المجموعات مقابل مبلغ معين عن كل مادة ,إضافة لمساهمة بعض المكتبات في تفشي ظاهرة الغش بتصوير المناهج بشكل مصغر يسهل استخدمها أثناء الامتحان ليصبح موسم الامتحانات مصدر رزق جيد لهم يتنافى مع الأخلاق.
وأرى أن المسؤولية مشتركة فدور الوزارة هو إعادة النظر بالإجراءات والتعليمات التي تحيط بامتحان الثانوية ,ووضع الحلول المناسبة للقضاء على هذه الظاهرة ولو نسبيا, أما المعلم فليتق الله في أبنائنا والوطن وليراقب الطلبة بأمانة ليحصل الطالب على العلامة التي يستحقها حسب جهده لتحقيق مبدأ العدالة.
تفشي ظاهرة الغش بأساليبها المختلفة ( الخلويات والقصاصات ) سببت الإحباط لدى المجتهدين من الطلبة ,إضافة لذلك قل عدد الطلبة الذين يهتمون بالدراسة الفعلية لاجتياز الامتحان ,فوجود الغش أفضل طريقة للوصول لمقاعد الجامعات التي أصبح مدرسوها يعانون من نوعية الطلبة التي تصل الجامعات ,إذ إن بعضهم لا يحسن القراءة والكتابة.
وللحد من هذه الظاهرة لا بد من جعل الامتحان محوسب أو حصر جميع قاعات الامتحان في مدارس كبرى مزودة بأجهزة تعطيل بث الاتصال أو عمل قاعات كبرى ( مدرجات ) أسوة بالجامعات للتخفيف من أعداد المراقبين ورجال الأمن الذين يشرفون على 1680 قاعة منتشرة في أنحاء المملكة ,كما لا ننسى دور المجتمع والأسرة في تنبيه أبنائهم بخطورة الغش وتوجيههم نحو السلوكيات السليمة.