ومن أوصلنا لحافة الانفجار ؟!


هذا هو السؤال الأهم على طاولة النظام الأردني ، وقد اطلعنا جميعاً على ما جاء في صحيفة واشنطن بوست الأميركية ، والتي تناولت حالة الغليان في المشاعر والاستياء المتزايد بين صفوف الشباب الأردني إزاء بطء مسيرة الإصلاح في المملكة ، ولا داعي هنا إلى ذكر تلك الشعارات التي نشرت على يوتيوب ! وقد استوقفتني الصحيفة حين أفادت : إن الرجال الذين يرقصون في المظاهرة المصورة أردنيو الأصل وينتمون إلى القبائل التي يأتي منها معظم أعضاء قوات الأمن والجيش، والذين يعرفون بولائهم غير المشكوك فيه للجيش، إلا أن الاستياء على ما يبدو بدأ يدب بين صفوفهم ، إلى درجة أن أحد المتقاعدين والذي شارك في أحد المظاهرات المصورة قال : نحن ندين بالولاء للدولة وليس للملك، وإن كان النظام جيدًا، سنكون أوفياء وإن لم يكن، سيكون فاسدًا ، وللعلم الرجل مذكور بالاسم في صحيفة واشنطن بوست الأميركية ، ولكننا وحفاظاً على مشاعر كافة الأطراف لا نذكر أسماء ، وإنما ندلل بالمادة لغايات إبراز المضمون ، المتخفي بين طيات الحدث !
في الحقيقة كإنسانيين نشعر بالحزن المركب على البلد، لعدة أشباب أهمها : أن كلامنا لا يسمع كإنسانيين ، ولو عدنا إلى تاريخ 13-05-2012 ، لوجدنا وفي عدة مواقع منشور مقال لنا تحت عنوان (الأردن على شفير الهاوية ، لماذا ؟ ) وفي هذا المقال فصلنا وحذرنا قبل أن تتطرق صحيفة واشنطن بوست الأميركية أو غيرها من الصحف إلى موضوع الإنجار الأردني ، سيما وأن الفترات الممنوحة للإصلاح قد نفذت بالكامل ، ورغم أهمية وخطورة هذه التحذيرات إلا أن أحد لم يتنبه لها ، والنتيجة للأسف الشديد أن قضايا الفساد وصلت إلى المستوى الذي نراه ، والفاسدين يصولون ويجولون لا بل و يهددون إلى درجة أننا لوحنا بالحكمة الشعبية ولم يجدي هذا التلويح نفعاً .
أرجوكم الواقع وصل إلى حدود الغليان هنالك وضع اقتصادي غاية في التعقيد ، أسر شرد العديد منها بسبب هذه الواقع المأساوي ، والله عيب ، أناس تركب السحاب ، وناس تأكل من الحاويات ، عن من يدافع أولئك الفقراء بالغد القادم ؟! عن من يدافع أطفال الحاويات ؟! نحن في قمة الاستياء من كافة برامجكم الرسمية ، ومن كافة مشاريعكم التنموية ، أي مشاريع هذه التي لا نرى منها غير الاسم ؟ أنا شخصياً وأتحدث من منطلق مسؤولياتي الإنساني والأمنية على المستوى العالمي : لصالح من حالة الانفصام بين الرسمي والإنساني أردنياً ؟ ولماذا يتم الضرب المبرمج في الأمن الإنساني الأردني ؟ نريد إصلاحات حقيقة سياسية واقتصادية واجتماعية ، وأنتم تراهنون على الوقت ، والوقت ليس في صالحكم ، أنتم تدفعون في اتجاه الفوضى العارمة وفقدان الأمن ، ستقولن لنا كيف ؟ دعونا نجيب وعلى سبيل المثال لا الحصر ، فمثلاً يا إخوان ترون معنا كإنسانيين أن العديد من المسيرات التي نظمتها الحركة الإسلامية في الأردن ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين ، وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي بمشاركة أحزاب المعارضة، قد خرجت للشارع بعد إقرار الحكومة الأردنية لمشروع قانون الانتخابات الجديد، وإحالته لمجلس النواب وسط رفض للقانون من جميع أطياف المعارضة في البلاد ، فماذا فعلتم ؟! لا شيء ! طيب شو يعني ؟!! وقد طالَب المتظاهرون في كافة المحافظات بما فيها العاصمة بقانون انتخاب ديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي ولا يقصي أحدا، ويحظى بإجماع وطني من قبل كل الأطياف والقوى الحية التي تطالب بالإصلاح الشامل منذ وقت طويل ، واعتبروا أن القانون الجديد يشوه الحياة السياسية، ويزيف إرادة الشعب ، فماذا فعلتم ؟ بالطبع لا شيء !
الشعب يدعو إلى الإسراع في عملية الإصلاح ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين والإفراج عن الموقوفين، ويصف قانونكم الجديد بالمولد الميت والقانون العرفي لكونه يقوم بسلب الشعب من أنه مصدر السلطات ، وهنا تساءل والتساؤل موجه لكل أصحاب القرار في الأردن : هل من سبيل أمام الحراك إلا التصعيد وأنتم ترون سقف الفساد المرتفع ؟ لقد ارتكبتم أخطاء لا تغتفر من خلال تبرئة بعض الشخصيات في الحكومات السابقة والتي كان من المفترض أن تحاكم محاكمات نوعية ! وهاهي المنظمات الحقوقية الإنسانية على غرار منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان تتهم السلطات الأردنية بالتحول نحو طابع "القمع أكثر فأكثر" في تعاملها مع تظاهرات مطالبة بالإصلاح مشيرة إلى ضرب عدد من النشطاء في مراكز الشرطة ! وكأنه لا يكفي كل ما تفعلون فتصرون على إحراجنا دولياً ! ـ حسبنا الله ونعم الوكيل ـ أرجوكم إلى متى هذا التخلف في فهم المعادلات الحالية والقادمة ، هنالك متغيرات في المصالح تفرض شروط على أمريكا وعموم الغرب و إسرائيل ، وأنتم ما زلتم خارج البث السياسي والإنساني .
أنا لا أعرف لماذا لا تهتمون بالمجال الثقافي الإنساني الواسع ، لندفع هذه الأجيال لتنهل من منابع الثقافة الإنسانية ، أنتم لا تساعدون أنفسكم ، لأنه وفي الوقت الذي نتجه في الاتجاه الشمولي في ثقافتنا ذات النزعة الإنسانية وبكافة المجالات والحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية ، يخرج علينا أئمة النفاق الملكين أكثر من الملك والبابويين أكثر من البابا ، بقصص وتحريف وتخريف ما انزل الله فيه من سلطان ، من اجل إضاعة الوقت الإصلاحي على النظام ، نعم هم يعرفون أننا لو تسلمنا زمام الأمور رسمياً فإنهم لا ولن يستطيعوا الهرب إلا إلى الآخرة ، لذلك يحاولون ما أمكنوا استبعادنا عن كافة مفاصل الحياة السياسية ، ولكن على متى ؟! وما تكلفة ذلك الاستبعاد ؟ بالطيع نحن لا نسدد فاتورة الاستبعاد وإنما يسددها الواقع الذي يتعقد كلما ابتعدتم عن إستراتيجيتنا الإنسانية الإصلاحية، غير أن حكوماتنا وبحمد الله تطبق ما جاء على لسان الكاتب الإنجليزي شكسبير حينما قال:" أشعر أنني أقل وحدة عندما أكون لوحدي "! نعم هذه حال حكوماتنا الأردنية لا تحب إلا أن تكون لوحدها في إدارة البلاد والعباد، وها هي النتيجة وصلنا إلى حافة الانفجار ! خادم الإنسانية



تعليقات القراء

علي الجمال
والله غير تولع واتقوم العالم على بعضها واحنا مش زي سوريا لأن مليون ملة هذولك ملة وحدة وذبحوا بعض كيف احنا مليون ملة ؟؟؟ الله يستر
10-06-2012 01:11 PM
معتز أبو العبد
إن شاء الله تولع بلكي شبعنا خبز والله أكل من جنابنا الفقر وأكل الحاويات يارب أتولع يارب قولوا أمين
10-06-2012 01:18 PM
ناصر
يا سيدي إن شاء الله الله يسمع منك يعني عاجبيتك عيشتنا أي والله عيشت أحسن من عبشتنا خلصونا ومع هيك الحكومة مش تاركيتنا في حالنا .... وبعدين وشوه بدكوا منا أني فقعت من حكومة الطروانة وحيات لحيتك يا مبيضين ياشريف ابن الأشراف وبعدينها قولي
10-06-2012 01:27 PM
فادي أبو حزازه
ول عليك بتدعي في خراب بيتنا يا زلمة عشان جوعك تخرب بلد ول عليك في بطنك الأجرب
10-06-2012 01:31 PM
جوعان
له يا أبو العبد حرام عليك هذي الردن أردنا واغلى من الروح ترابه !! بس على رأيك كاتنا الجوع
10-06-2012 01:32 PM
سماهر
قولتك خلها تولع لا رد حدا قال لا عاش مالي غقب حالي .
10-06-2012 01:33 PM
تكية الشحاذين
الردن دايمن بخرب علينما وين ما انروح بنلاقيه قدامنا يا بحل ويا بنحل شوفلك حل

10-06-2012 01:34 PM
أمين
أمين
10-06-2012 01:36 PM
هاني الجدع
ياريتك أنت بدل ألي في بالي وما بدي أكشف خلهبالقب تسطح ولا تطلع وتفح بس أني مهموم يا خوك وما برتاح غير لما نستعيد حقوقنا من الفاسدين
10-06-2012 01:39 PM
مراقب عام
مين قصدك يا أخ فادي أبو حزازه
10-06-2012 01:41 PM
محمد الدومي
...... من اوصلنا الى هذا الحال
10-06-2012 02:42 PM
نبيل زعتر
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا ! الله يقوي الإنسانيين
10-06-2012 03:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات