التجربة الماليزية والتجربة الاردنية


الفقراء في العالم الثالث يتساءلون عن سر المعجزة الماليزية، أو كيف استطاعت دولة الأكواخ وبيوت الصفيح أن تصبح دولة عملاقة على الصعيدين التكنولوجي والصناعي ، وان تحقق نهضة تنموية في وقت قياسي؟
وكيف يستفيد صناع القرار إن كان في الاردن او الدول العربية من درس التجربة الماليزية؟
مهاتير محمد –من شاب متمرد إلى بطل إسلامي
صاحب هذه التجربة هو مهاتير محمد الذي يتمتع حسب أغلب الرؤى المحايدة بكاريزما قيادية وسحر شخصي مما جعله شخصية جماهيرية ذات ثقل فكري مرموق ليس في ماليزيا وحدها وإنما على مستوى جنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي .. وفي وصف مهاتير راح البعض يؤكد أنه يتمتع بقوة شخصيته ونظرة سياسية ثاقبة .. وأنه لم يعرف عنه استغلال نفوذه في تنامي الثروة الشخصية أو فرش الطريق بالذهب للأقارب والمحاسيب .. كما نجح في تحاشي التحول إلى رمز لعبادة الفرد وهي الظاهرة التي دمرت الكثير من القادة المسلمين .. إضافة إلى اعتباره أنموذجاً للقادة المسلمين الذين تجاوزوا مجرد مباشرة الشؤون اليومية إلى تطوير رؤية سياسية إستراتيجية.
اجبني لاحد الكتاب عندما اعطى شرحا مفصلا عن هذه التجربة وهذا الرجل الاكثر من رائع، فاحببت ان الخصها ولو بالقليل.
. ومن أسرار الوصفة الماليزية للتنمية كانت:
اولا: الإرادة السياسية :
وهى بيت القصيد في التجربة الماليزية فما كان يمكن أن تتحقق هذه النهضة إلا بوجود رغبة وإرادة سياسية واضحة تحكم القيادة ويكتسبها الشعب. فمن يذهب إلي ماليزيا سيتردد أمام بصره وسمعه كثيرا رقم 2020 وهو يرمز إلي الخطة التي أعدها مهاتير محمد رئيس الوزراء عندما تولى الحكم سنة 1981 والتي تقوم علي فكرة أن تصبح ماليزيا في العام 2020 دولة مكتملة البنيان الصناعي .. وهو ما تحقق معظمه
ثانيًا : تطوير مفهوم التنمية :
ظل مفهوم التنمية مرادفًا لمعنى النمو .. وظل هذا المعنى محصورًا في البعد الاقتصادي طيلة الخمسينيات والستينيات .. وشطرًا من السبعينيات. ولكن خبرة تلك المرحلة التي تصل إلى ربع قرن كشفت عن أن التخلف لا يرجع فقط إلى قلة الأموال المطلوبة للاستثمار .. وإنما يرجع إلى عوامل أخرى مهمة تتلخص في جملة من العوائق الهيكلية والمؤسسية المحلية وعوامل خارجية تتعلق بنمط العلاقات الدولية التي تربط البلدان النامية بالبلدان المتقدمة .. والأهم من ذلك هو أن خبرة تلك المرحلة .. كشفت عن أن هناك جوانب غير اقتصادية مهمة جدا في عملية التنمية .. وفي مقدمتها الجانب الاجتماعي المرتبط بعدالة التوزيع .. والجانب السياسي المرتبط بالحريات وديمقراطية نظام الحكم .. والجانب الثقافي ومنظومة القيم والمبادئ السائدة في المجتمع.
هذا هو معنى التنمية الذي جاءت في سياقه التجربة الماليزية .. ليس فقط .. وإنما تعين عليها أن تعمل في ظروف أزمة طاحنة للتنمية على مستوى العالم في الثمانينيات .. وخاصة في الدول الصناعية .. وأضحى العالم المتقدم أقل رفقًا بالشعوب النامية وأكثر ظلمًا لها ..
ثالثًا : سياسة النظر شرقًا
ليست النظر الى جيوب المواطنيين.
رابعًا : الاهتمام بالقطاع الخاص
انتهج مهاتير محمد سياسة الخصخصة والسوق الحر .. ودفع الديون الخارجية وأوقف الاستدانة .. وقرر تخصيص القطاع العام وأوقف التعيين في الدولة موضحاً أن الإنسان لن يصبح مليونيراً بالتحاقه بالقطاع العام إلا إذا كان يخلق المليونيرات .. وهدف بذلك إلى حل إشكال توسط الدولة في إدارة الأعمال وعدم تحقيقها لربحية .. والى نقل الخدمات التي تقدمها الدولة إلى القطاع الخاص .. ووضع الرجل قوانين تحدد تداخلات الدولة والقطاع الخاص .. وهدف بذلك إلى خلق تعاون بين الموظف العام والقطاع الخاص الذي يدفع الضرائب التي يدفع منها رواتب موظفي الدولة .
إن قصة مهاتير محمد لا تقتصر على الجانب الاقتصادي ففيها ملامح سياسية وثقافية في غاية الأهمية من نوع:
1-الرجل الذي فاجأ العقل العربي والإسلامي باستقالة هي الأولى من نوعها التي تجرح الذاكرة العربية التي لم تعرف إلا الحكام الأبديين،وادخل إلى قاموس حكام العالم الثالث عبارة "الرئيس السابق"في حياته بعد أن تخلى عن السلطة اختياريا وبقى زعيما روحيا وثقافيا لشعبه،له هيبته وموقعه في تاريخ بلاده.
2- اتخذ لبلاده خطا مستقلا لا شبهة تبعية فيه ولارغبة في هيمنة على دول الجوار
ولأن السماء لا تمطر ذهبا ولا معجزات فإن تجربة ماليزيا فيها قوانين علمية للتطور والنمو يمكن التوقف عند تصريح خطير للرجل الذي قاد المعجزة الماليزية " يقول مهاتير " لم اعتمد يوما على تقارير الموظفين البيروقراطيين،كنت اطلب أرقاما دقيقة عن أوضاع العاطلين والأميين والمهمشين ولا اسمح بالتلاعب أو تجميل الموقف،وكان الانفتاح على الغير مسألة حياة أو موت لأن بناء الإنسان الماليزي الجديد يحتاج إلى خبرات الآخرين فقررت أن اعتمد على الخبرة اليابانية وان استفيد من تجربة سنغافورة ولم يشدني النموذج الاميركي أو الأوروبي ،بل شدتني تجارب الدول التي تقع في محيطي الجغرافي وكان لديها تخلف مماثل لما في بلادي،
(( وأرسلت آلاف الطلاب والباحثين إلى الجامعات اليابانية أولا ثم إلى أوروبا))
لننظر الى ما داخل القوسين..
يرسل الطلاب لتعليمهم من اجل ان يبنو ماليزيا...
بعد ذلك وأسسنا عاصمة إدارية جديدة وتكنولوجية بعد أن اكتشفنا أن كوالالمبور لم تعد تلبي متطلبات المرحلة الجديدة ونقلت مكتبي إلى هناك واشتغلنا من نقطة الصفر."ولم يترك مهاتير السلطة إلا وكان قد استقر مع الخبراء على أسس خطة تنموية حتى العام 2020وهي خطة مرنة لاستيعاب المتغيرات لكنها ستجعل من ماليزيا دولة تنافس اليابان وألمانيا في الصناعات الدقيقة

والان ماذا عن التجربة الاردنية؟؟
اترك الاجابة لكم

دحام مثقال الفواز



تعليقات القراء

هيبه
مقال رائع وعلينا الاستفاده من هذه التجربه
10-06-2012 04:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات