من المؤلم للنفوس العربية الحرة سقوط العراق بيد الاحتلال الامريكي وتبعاته السياسية طويلة الامد على العراق ودول الجوار على حد سواء بل دق خنجر في قلب ورئة الامه الاسلامية بعد ان كان العراق مصدر من مصادر القوه للعالم العربي وداعم رئيسي لكل قضاياه النهضوية الطليعية والمصيرية بل كان سدا منيعا وحصنا حصينا ضد الامتداد الصفوي الفارسي الرافضي باتجاه الوطن العربي ولكن عتبا على النفس وابناء الجلدة لا عتب على احد اني اناديكم بلاد العرب يا بلدي .
ان الطامة الكبرى للامة هو قيام دول الطوق حول العراق بمساعدة الغزاة وفتح كافة المجالات الجوية والبحرية واللوجستية والقواعد العسكرية حتى اسقطوا النظام السياسي العراقي .
وظهر احتلال جديد لم يتدبر له ساسة العرب وهو الاحتلال الصفوي واستلامة سدنة الحكم بالعراق مرورا بدمشق العروبة وانتهاء بالجنوب اللبناني بعدما هوت راية الراحل صدام حسين رحمه الله وصموده الاسطوري امام شانقيه وبطلان وكشف زيف الادعاء الامريكي بامتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل امام العالم اجمع , وهذه ما اكدته اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق مع رئيس الوزراء الاسبق توني بلير رفيق مخطط الحرب على العراق جورج بوش الابن المسماة لجنة تحقيق تشيلكوت" بلير.
ان الطامة الكبرى والجريمة العظمى ان تخسر هويتك وعقائدك و نفسك التي بين جنبيك وترتمى بين احضان الاعداء و ايديهم وايم الله وتالله ملطخة بدماء الابرياء من ابناء العراق في المدن المنسية عن خارطة امريكا الانسانية , ولا زال دوى القاذفات الامريكية يدوي في اذن كل حر عندما اطبقوا الفلوجة على اهلها .
ان اشد ما تخشاه السياسة الاردنية خسارة العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية ، الحليف الاستراتيجي للمملكة في منطقة يعتبر فيها الاردن مستهدف فلا سياسيو الخليج الذى يسبحون بالنفط ويسبحون بحمد امريكا يقبلون بالأردن كعضو في نادي الخليج النفطي إضافة الى الجارة سوريا المتخبطة داخليا وخارجيا ومدعومة لوجستيا من ايران ولا ننسي العدو الصهيوني الرابض على مساحة حدودية كبيرة ويعتبر الاردن عنق الزجاجة العربية وبظهرة الامة العربية كلها في خط ساخن ومواجهه حقيقية مع العدو الاسرائيلي بكل مفرداته.

ان امريكا بحربها الاخيرة على العراق غداه احداث 11 سبتمبر وحصار اقتصادي جائر على العراق استمر 13 عام رفعت في حربها شعار واضح وصريح من لم يكن معنا فهو ضدنا"، وكان على الأردن أن يختار موقفة بعناية وبحذر ، ضمن معيارين سياسي واقتصادي ومع نهاية الحرب على العراق ازداد وضع الأردن غموضا و تعقيداً وذلك وفقا لمعطيات الخسائر الاقتصادية العملاقة والمخاطر الأمنية والاجتماعية والسياسية التي تشمل مصفوفة مترابطة من الخسائر بواقع يعاينه المثقفون والسياسيون و الاقتصاديون على حد سواء والمديونية الكبيرة على الخزينة التي ارقت عيش الاردنيين بسعار ارتفاع الاسعار المتنامي .


فعلى الصعيد الاقتصادي قدّرت خسائر الأردن الاقتصادية المباشرة بعد الحرب على العراق بين مليارين إلى مليارين ونصف المليار من الدولارات سنوياً بعد الحرب مباشره أو ما يعادل ربع الناتج المحلي الإجمالي إذ أن صادرات الأردن إلى العراق تشكل العمود الفقري للاقتصاد الاردني في حينها .
ومن اكبر الخاسرين اقتصاديا الاردن بعدما خسر الاقتصاد الاردني من الرئة التي كان يتنفس بها الكثير الكثير من المنح التي كانت تقدم هدية للشعب الاردني من صدام حسين طيلة فتره حكمه لوقوف الاردن مع العراق ابان الحرب العراقية الايرانية واليوم تنكة البنزين تباع بعشرين دينار بينما كانت تنكة البنزين تباع محليا ايام الراحل صدام حسين رحمه الله اقل من ثلاثة دنانير.

ان مخرجات الحرب الامريكية على العراق ادت الى خسائر متلاحقة للاقتصاد الاردني نعاينه نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي للمواطنين والتي تنبئي بانفجار المشهد الداخلي الاردني حيث اجتمع على الوطن اثنان الفساد وازلامه وارتفاع فاتورة النفط وارتفاع كلفة الابتسامة لشعب يكدح ليل نهار للوصول الى لقمة طعامه فقط .
وسلام مزجى للأردنيين القابضين على جمر الرغيف و لعشاق التراب المالح والليالي الثقيلة المحبون لعروبتهم ودينهم وعراقهم الى من قلوبهم مفجوعة مما صرنا اليه و من اثر القرارات الطائشة لغلمان سياسة الحكومات المتلاحقة حتى صارت الرواتب في خطر واعلنت الجيوب افلاسها واعلن الوطن جيبا كبيرا للفقراء والمحتاجين فلا نامت حتف انوفهم اعين الفاسدين .

حمى الله الاردن