التغيير الأيجابي


عندما ننظر إلى ثمار التغيير المرجو اوالممكن في بلد عربي فليس علينا اتخاذه كقاعدة موجبه للتغيير فلكل منطقة ظروفها وأرضيتها المختلفة عن الأخرى فنجدها في تونس أتت ببعض ثمارها بأقل من المتوقع وفي مصردفعت اثمان لا توازي النتائج المأموله وفي ليبيا قد دفع الشعب ثمنا باهضا بسيناريو شائك لرؤية النور بنهاية النفق وفي اليمن سالت الدماء في معادلة أشبه بالهروب من وحش إلى غابة غير مكتشفة وفي سوريا معادلة حكم لاتقيل القسمة بين سلطة غير منتمية الى بيئتها وشعب أعلن البينونة الكبرى معه وفي الجزائر والمغرب لا تزال تعلوها غيوم وإمطار صيفية لا آثار لها وفي المقابل فان دولا أخرى محكوم على التغيير فيها بالفشل خاصة بعض الأقطار العربية الخليجية المرفهة وهنالك درس كإرثي من التغيير الذي رأيناه في العراق والذي اعتبره البعض ثالث حلقات التغيير بعد فلسطين ولبنان هذا إذا اعتبرناه من ضمن مسلسل اللعبة الدولية ويا له من تغيير ضاعت إمامه صورة غزو التتار إذا اطلعت على نتائجه والتي أعلنت وعممت عالميا من اليونسكو والإحصاءات العالمية الحقيقية والتي تمثلت ب مليون زوجة ارملة ونصف مليون طفل يتيم ومليوني شهيد وقتيل ومليون مغيب وربع مليون في السجون ومليوني مهجر داخليا واربعة ملايين مهجر خارجيا وثلثي مليون مصاب بالايدز وثلاث حالات طلاق من كل اربع حالات زواج ونصف الشعب تحت خط الفقر هذا مع تدمير وشلل للبنية التحتية وانحدار التعليم ورفض اليونسكو الاعتراف بالشهادات العلمية ، أضف لذلك خمسمائة كيان سياسي واثني عشر الف منظمة مجتمع محلي ومائة وخمسة وعشرون شركة أمنية تدار من أجهزة المخابرات الاجنبية و أربعون من المليشيات التابعة للأحزاب ومائتان وعشرون صحيفة وجريدة ممولة من الخارج ، وخمسة وأربعون محطة تلفزيون وسبعة وستون راديو تمول وتدار من الخارج ، واربع شبكات اتصالات بقيمة اثني عشر مليار مملوكة لقادة الاحزاب وهي : شبكة كورك لمسعود البارزاني ، وشبكة آسيا لجلال الطالباني ، وشبكة زين للجلبي ، وشبكة أثير لعبدالعزيز الحكيم ، هذا مع عشرات الآلآف من الشهادات المزورة للمسؤولين والضباط والمدراء في كوادر الأحزاب والمناصب القيادية في الدولة ، ويترافق مع فساد كامل لهيكلة الدولة إداريا و ماليا وغيرها، أضف عليها الاحتقان الطائفي والااحتقان الطبقي بين مكونات الشعب إضافة الى اثني عشر ألف مقر لأحزاب السلطة بشكل رسمي وغير رسمي ،مع تبديد ثروات العراق ومقدراته وتراثه وآثاره وتوزيع الأراضي بموجب قانون استثمار سيء على المنتفعين من الأحزاب العميلة مع سيطرة التحالف على المجتمع والدولة ، وكذلك بالنسبة للتعليم ومحو الأمية فإنها أصبحت الأخيرة عالميا بعد 1977 حسب تقارير اليونسكو ، وأخيرا فقدان سيادة القادة والشعب على بلدهم .
أهذا هو التغيير الذي كان يتمناه العراق وشعبه !!!!! فعلى الشعوب العربية أن تفكر كثيرا قبل أن تهوي في بئر بلا قرار كالبئر العراقي ، وأن تحرص على التوازن وتجنب الرياح الحاملة للغبار والرمال المتحركه ، وتتمسك بالعقلانية وحسابات الرغبة والإرادة .
ولو تناولنا العزف على أوتار التغيير الاردني و السيناريو المحتمل له لرأينا الكارثه الحتميه له اذا تحقق بمبرراته بعدم وجود الاصلاح الجذري والحقيقي الذي تظهر آثاره العمليه ونحن
نعلم ان لكل تغيير اهداف تسبقها رؤيه واضحه وتتحقق بادوات ووسائل وهنا فأن الاهداف المعلنه عند الغالبية تدور حول الاصلاح الجذري الأداري والمالي والاجتماعي مع وجود فئات قليله تتناول الاصلاح السياسي ورغم تركيز النظام علىالاصلاح السياسي كوسيله للاصلاح الاجتماعي فنعلم أن تربة بلدنا غير صالحه لانبات أي حزب وحتى بقايا الاحزاب عندنا لا تشكل نسبة تذكر وهي متباينة بأهدافها ولا محصله لتأثيرها العام باستثناء التيارات الاسلاميه والتي تملك رؤية البدايات ولا تملك رؤية النهايات وبعضها اصبح كاللازمه في القصيده وعمره بعمر الاردن دون اي انجاز في سجله التشريقي سوى الشعارات وكثيرا يميل حيث تميل الريح معتمدا على التعاطف الديني للطبقات اليائسه المسحوقة والتي تبحث عن منقذ بعد ان فشلت الدوله باحتضان اولويات حياتهم ، وعلينا الانتباه الى ان الغالبة العظمى من تركيبة الشعب الاردني تؤمن بأن تغيير النظام ليس من مصلحتها وبعدم وجود البديل وخاصة العشائر والاعداد الهائله من الجيش والكوادر الامنيه والموظفين والاصول الفلسطينيه التي وجدت في الاردن هويتها وحريتها الاستثماريه وتملك العقارات والامان بما لا يتوفر لهم باي بلد عربي آخر وكذلك الاقليات الاجتماعية والدينيه وكبار التجار الذي يهمهم الامان ولا نغفل عن قئة لا بأس بها ترغب بأي تغيير يخلصها من اوضاعها المتسارعه بالتدهور نتيجةالسياسات الخاطئه المتعاقبه والانفلات والفساد المالي والاداري وعدم تكافؤ الفرص والخطأ القاتل باغتيال الطبقة الوسطى أساس المجتمع والخوف من هذه الطبقه ان تتراكم عليها وتستجذب شرائح من الطبقات الكامنه والمواليه في حال اليأس من الاصلاح مع علمنا ان الاصلاح للآن لم يتحرك اي خطوه وهو عباره عن وعود ومماطله وبدأ صبر الناس ينفذ وتغلغل فقدان الثقه بالنوايا الصادقه للاصلاح الحقيقي المطلوب وقد تتحول بعض هذه الفئات عكسيا بعد اقتناعها العملي بعدم جدوى الاصلاح
وهنا دور النظام للانقاذ باصلاح جذري جريئ حقيقي لكل الاجهزه والقوانين والتشريعات ودون رموز متوارثه ثابته فالشعب أصابه الملل واليأس من تغيير الكراسي ولن يثق بأي رمز أو حكوه في هذه المرحله ويحلم بأن برى اي اثر للاصلاح يلمسه ليحفزه على الاستجابه والمشاركه والتواصل والبناء لأردن الغد المتميز
Saadbat49@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات