رجال التلزيم والتأزيم وضررهم على البلاد والعباد


أسوأ الرجال وأكثرهم أذى على المجتمع هم رجال التلزيم ورجال التأزيم ، هؤلاء هم صناع الفوضى والخراب ، ومهما كانت حججهم ومبرراتهم للدفاع عن مواقفهم فهم سبب رئيسي في زعزعة أمن واستقرار البلاد ، وزرع بذور الفتنة بين ابناء المجتمع الواحد بكل اطيافه ومكوناته ، بين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير والرئيس والمرؤوس والعالم والمتعلم .
فالملزمون والمؤزمون موجودون في كل قطاعات ومجالات العمل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية ،
واني اخص هذا المقال بمن يطلق عليهم رجال التلزيم ورجال التأزيم في المجال الاقتصادي
( قطاع العمل ) ودور الاعلام في تقديم الدعم للمؤزمين الذين لا يراعون ابسط حقوق الانسانية التي حثت عليها كل الاديان السماوية ، والاعراف والعادات العربية الاصيلة التي تحفظ وتصون كرامة البشر وسمعتهم واعراضهم

التلزيم في قطاع الاعمال هو وجود المبررات او الحاجة لاتخاذ قرار التلزيم بهدف شراء سلعة او تنفيذ عمل او خدمة ، مع مراعاة شروط معينة تكون موجودة غالبا في كل الانظمة المالية للشركات والمؤسسات ، لتجنب متخذ القرار أي انتقاد أو مسائلة قانونية تتعلق بشبهة فساد قد تحيط بقرار التلزيم مستقبلا ، وصاحب قرار التلزيم الورع الكيس هو ذلك الشخص الذي يحرص عند اتخاذه لاي قرار تلزيمي ضمن صلاحياته على أن يكون أمينا وموضوعيا ودقيقا ، وأن يضمن قراره تحقيق فائدة ومصلحة حقيقية للشركة او المؤسسة التي يمثلها ،
قال رسول صلى الله عليه وسلم (( اتقوا الشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه))
وقيل أن تركك لكل عمل او قرار فيه شبهة وترك الفضلات من قيم الورع ، وقال الحسن البصري ( ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الوقوع بالحرام )
ولكن للاسف يلاحظ أن كثير من متخذوا القرارات التلزيمية الذين يتخبطون في اتخاذ القرارات التلزيمية ، ضاربين بعرض الحائط كل المواد الواضحة الجلية في الانظمة المالية لشركاتهم او مؤسساتهم التي تجنبهم الوقوع في الشبهة بسبب مشاركة الآخرين لهم في اتخاذ القرار الانسب ، من خلال تنفيذ مواد نظام واضحة متسلسلة تضبط آلية الشراء للسلع او التنفيذ للاعمال او الاشغال ابتداء من الشعور بالحاجة للخدمة او السلعة ثم اعداد طلب الخدمة او الشراء الى استدراج العروض او العطاءات الى الاحالة من خلال اللجان المتخصصة ، ومن اصحاب الصلاحية في الموافقة على قرارات الاحالة ، ويسعى هؤلاء المتخبطين عادة الى استغلال اي بند أو منفذ في النظام المالي يعطيهم الصلاحية في اتخاذ تلك القرارات التلزيمية ثم يختلقوا الحجج والاسباب ليبرروا قراراتهم التلزيمية ، والتي غالبا لا تكون في مصلحة شركتهم او مؤسستهم التي يعملون بها ، وان متخذوا تلك القرارات بكل تأكيد لن يبرئهم المجتمع من سوء النية لانهم وضعوا انفسهم بأيديهم في دائرة الشبهة والمسائلة والملاحقة سواء من الاجهزة المعنية او من المؤزمون اصحاب الاجندة الخاصة .
اما المؤزمون فهم تلك الفئة من ابناء المجتمع الذين يبحثون عن صغائر الامور مسلطين عليها كل اهتماماتهم ، يستخدمون العدسات المكبره ليجعلوا من الحبة قبة ، وبدعم من بعض وسائل الاعلام التي تتبنى تصريحاتهم واتهاماتهم لبعض ابناء المجتمع الذين قد يكونون بريئين من كل ما يقال أويشاع عنهم من التهم والافتراءات ، ونقول لهؤلاء اتقوا الله في اقوالكم وافعالكم واعلموا ان سوء الظن من سوء الخلق وقال تعالى في كتابه الكريم (( وما لهم من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا ))
وقال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
ونقول لهم ان كان تعرضكم للاشخاص من خلال وسائل الاعلام المختلفة بهدف كشف بعض الفاسدين ، وكشف قضايا الفساد التي استشرت واصبحت كالهشيم تأكل الاخضر قبل اليابس ، بسبب ابتعاد الناس عن دينهم وتخليهم عن القيم والعادات والاخلاق النبيلة التي هي اساس العدل والانصاف والمساواة ، ولهثهم وراء الدرهم والدينار غير مبالين بما يجري لوطنهم وأمنه واستقراره ، فنقول لهم نحن مع الوطن حيث دار ونحن معكم ولكن لسنا مؤزمين ، ولا ناقمين ولاحاقدين ، ولكن بالاصول والمنطق ومن خلال اللجوء للجهات الامنية المختصة في مكافحة هذه الآفة المدمرة التي تسعى لتقويض اركان الدولة وزعزعة امنها واستقرارها ، لذا فكل من لديه الوثائق والادلة والبراهين فعليه واجب ديني واخلاق ووطني ان يقدمها للمعنيين للوقوف عليها للتحقق منها واتخاذ الاجراءات القانونية بحقها ،
اما ان يكون نهج هؤلاء في التعرض للاشخاص وفي كثير من الاحيان بالاسم الصريح بهدف حقد دفين أوتصفية حسابات او استعراض عضلات استعدادا لانتخابات أو تنفيذا لاجندات وغيرها من الاهداف فهذا خلق مذموم ونهج لئيم لا يليق بابناء الاردن الشرفاء أهل النخوة والشهامة والاباء ، ونقول لابناء الوطن المخلصين انتبهوا واحذروا من رجال التلزيم والتأزيم فهؤلاء هم شرار القوم وهم قادة الفساد والخراب للبلاد والعباد اجارنا الله منهم ومن شرورهم انه ولي ذلك والقادر عليه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات