وفي اثناء الحديث قال لها الى اين تريدينني ان اقوم بجوله فبالأمس اخبرتني انك ستعدين لي برنامج زياره لبعض المؤسسات اياها, قالت دعنا من ذلك الآن وأخبرني عن رأي الرئيس بي, حاول ممازحاً قال انه يقول انك جميله وتمتلكين لساناً رطباً قاطعته ليس هذا ما اقصد انت تعرف الى ما ارمي اليه ,قال انه يثق بقدراتك ويعي تطلعاتك ومدى اسهاماتك بانجاح بعض المؤسسات واخراج الاخرى من الفوضى التي كانت تعتريها الى مصاف المؤسسات الناجحه, وماذا ايضاً قالت,اجاب معاليه انت تعرفي كل كبيره وصغيره تدور في رحى الرئاسه حبذا لو تكملي اسئلتك لمن يزودونك بتقارير مفصّله, ضحكت وقالت بالعكس معاليك ماخذ انطباع خطأ عني تدخل وقال العفو لم اقل ذلك ولكن ...
خرجت تمشي الهوينة وهو يدور في فلكها تارة وتارة بما اسمعه اياه دولة الرئيس, قال في سرّه هاي الست مش قليله ولازم اكون حذر فيما اقول, التفت الى بعض الملفات وبريده وفي الاثناء جاءه اتصال من الامين العام للرئاسه يطلبه لهناك لأمرٍ هام, غادر على عجل ولم يخبر الأمين العام بخروجه الا على التلفون بعدما ادرك ان مديرة مكتبه ليست في المود..
وصل الرئاسه وجد ان غالبية اصحاب المعالي قد وصلوا, حاول الاستفسار عن السبب اجيب بأن رأس الدوله سيغادر ومن ينيب سيحلف اليمين امام هيئة الوزاره كنائب له لحين عودته, اصطف الجميع سلموا على رأس الدوله, حلف اليمين من اناب رأس الدوله وسلم عليهم ثانية وشكرهم على جهودهم.. بعد ان انهوا طلب منهم الرئيس التريث قليلاً للاجتماع بهم وتأجيل اجتماع المساء ليوم آخر, دخلوا تباعاً قاعة الاجتماعات, ودخل أمين عام الرئاسه وما ان بدأت الجلسه حتى كان على اول قراراتها تعيين مديرة مكتب معاليه أميناً عاماً للرئاسه, والأمين الحالي تم نقله أميناً عاماً للخارجيه, واحالة امين عام الخارجيه على التقاعد كما انه تم تعيين اثنان من مستشاري دولة الرئيس سفراء في الخارجيه,, من ثم انتقلوا لمناقشة وسماع وزراء الفريق الاقتصادي عن ما توصلوا اليه من آليات لايصال الدعم الى الفئات الفقيره ورفع الضرائب على بعض الشركات والمؤسسات التي تحقق ربحيه عاليه,,حاول وزير الصناعه والتجاره التدخل رفضاً لمقررات اللجنه الاقتصاديه في بعض جوانب القرار الا ان دولة الرئيس طلب من الجميع التصويت في الاجتماع القادم على القرارات بعد اطلاع كلٌ من اصحاب المعالي على الملف الذي اصبح في حافظة كلٌ منهم,اما البند الثالث المدرج على لائحة الاجتماع كان حول انتشار ظاهرة الاعتصامات في مؤسسات الدوله الحكوميه والمطالبه اما بزيادة الاجور او امتيازات وحوافز اضافيه بالرغم ان قوانين الدوله تمنع مثل تلك الاعتصامات, ونظر الى معالي وزيرنا ليسمع منه رأياً, صحح من جلسته وفتح الميكرفون وقال من الأولى قبل ان ندلي بأرائنا ان نعقد جلسه خاصه لمناقشة قانون الهيكله المرحّل الينا من الحكومه السابقه وما كان عليه من تحفظات بعض اصحاب المعالي ومنهم من هو جالس الآن معنا, للوقوف على الاسباب التي ولدت عدم الرضى عند البعض وشعور البعض بالغبن لنتاج وقرارات الهيكله,اقتنع دولة الرئيس وطلب من الامانه العامه ادراج هذا في الاجتماع الذي يلي لمجلس الوزراء,, شعر بنشوه غريبه بعد ذلك وكيف ان الجميع ايدوا ما جاء في قوله ...
ما ان انتهى الاجتماع حتى اتصل بمديرة مكتبه سابقاً مباركاً لها المنصب الجديد والمرسيدس والنمره الحمراء, كادت تطير فرحاً الا انها أخفت فرحتها وقالت انت تعرف رأيي, اكمل وقال هاي بدها عزومه مش تمشيها زحلقه على اوقية كنافه..
عُلم الخبر وجاء المهنئون الى مكتبها وكادت سكرتيرة الوزير تطير فرحاً فالطريق امامها سالكاً للجلوس مكانها فطالما تجاوزها كثيرون فهي الآن الأحق بذلك,ومن جملة من جاؤوا بعض المدراء جاؤوا لا حسداً فحسب بل ايضاً فرحين من التخلص من سطوتها وتدخلها في كل صغيره وكبيره, منهم من جاملها بالكلام اللطيف ومنهم من مازحها قاصداً اخلصنا من تنانيرك القصيره, هلا صلاتنا مقبوله.. ضحكت ولكن هي تعرف من اين تؤكل الكتف, تضمر شراً للبعض ووعدت من كان في فلكها بتغيير وتحسين وضعه..يتبع 18