الحل:طلعت حرب أردني!


أكتب هذه السطور ولست بإقتصادياً أوحتّى بمنظّر إقتصادي،فأنا كأحد أفراد الشعب الأردني يعتصره الألم وتفجعه حسرات القلب ومرارة العيش المر في ظل أوضاع إقتصادية صعبة،أنا أعاني من جملة "لايوجد حلول حتى اليوم" من قبل مؤسسات القرار الإقتصادي..بل هناك كثير من التنظير والمساجلات وقيل وقال.
في بلادنا للأسف معاهد وجمعيات ومؤسسات إقتصادية تستطيع إقناعك بأنّها لديها الحلول ومعالجة تلك الأزمات الإقتصادية، ولكن دون إيجاد طرق علاج جذرية بالخروج من مأزق العذاب الذي نحن فيه.
وبالرغم من دعوة قطاعات مختلفة من الشعب الأردني في مسيراتهم وأعمالهم ودواوينهم إلى إيجاد حلول للحوؤل دون تعقد الأزمات،إلاّ أنّ أصحاب القرار لايجدون أذناً صاغية،فالأزمة الإقتصادية في الأردن في تصاعد بسبب كثرة عمليات النهب لمؤسسات بلادنا من قبل زعران الليبرالية وبلطجية المسوؤلين دون حسيب أورقيب.
نعيش اليوم في الأردن على أنخاب أكثر من 21 مليار دولار أمريكي هي حصيلة ديوننا كما نشر،نحن في الأردن نعاني من حكومات بارعة في الخصخصة وجلب المديونية وفي محاصرة الجوعى والفقراء.لدينا حكومات ليبرالية عفنة أحرقت الأخضر واليابس.لدينا كذابون بارعون في إدارة الأزمات ولدينا مستشارون لايستشارون ،وهناك لدينا حكومات بارعة في رفع الأسعار ويصابون بالإسهال والقيء إذا فكروا بزيادة موظف 20 دينار أو أكثر..كلّ هذا والشعب يغلي..
وأنا هنا أتحدث عن الشعب الأردني الأصيل وليس عن شعب الحراكات الذين يستغلون أزمات البلد لتخريبه وتعطيل مؤسساته..فأعتقد أنّ لحكومة فايز الطراونة أعين وآذان ولها مصلحة إقتصادية وطنية كما أنتم لكم مصالح خاوية على عروشها.نعم نحن نريد مكافحة الفساد بجدية ..نعم نريد إصلاحات إقتصادية ولكن ليس أنتم أيها الوزراء من ستنفذون تلك الإصلاحات؟


وليس أنتم ياأصحاب الحراكات الشعبية من ستنفذون الإصلاحات أيضاً.فالذي سينفذ تلك الإصلاحات من يملك حجم عقلية طلعت حرب في الأردن. فالشعب الأردني ملّ من أطروحاتكم وتنظيراتكم التافهة فلايوجد حل بالخروج من هذه الأزمة الإقتصادية إلاً بشخصية من طراز طلعت حرب القادم من الثورة العرابية في مصر والذي أفنى عمره في خدمة مصر وشعبها وناضل ضد الإستعمار البريطاني على مدى 74 عاماً.
كان طلعت حرب شخصية شديدة الحيوية والديناميكية ينهض مبكراً ويبدأ العمل في السادسة صباحا ويصدر التعليمات إلى رجاله وظل يعمل لمدة خمس سنوات لمدة 15 ساعة يوميا وبدون مقابل.أما مسوؤلينا غارقون بأعمال البزنس ويكلفون نوابهم ومساعديهم ومستشاريهم بإدارة أعمال الوزير،ومن ثم يأتون إلى غرفهم ويغلقون الأبواب ،والحجة أنا في إجتماع مغلق..وإتصل عندئذ بالوزير ترد السكرتيرة على الهاتف:معاليه في إجتماعات متواصلة وحصيلة تلك الإجتماعات بعد إنتهاء عمله الوزاري نهب البلد والتواطؤ مع المرتزقة.
إلى زعران الليبرالية أنظروا إلى هذا الرجل ماذا كان يفعل؟
كان ينظر إلى المال كخدمة عامة يساعد في الحفاظ على الثروة الوطنية وتصنيع البلاد، وقد أكد ذلك في خطبة افتتاح بنك مصر حيث ذهب إلى أنه ليس بنكا تجاريا حيث إن مهمته الأساسية هي إدخال التصنيع إلى مصر وتشجيع التجارة، وقبل أن ينشئ بنك مصر أنشأ مع صديقه فؤاد الحجازي محلا للبقالة حتى يشجع المصريين على التجارة ورغم أنتقادات المحيطين به إلا أن التجربة نجحت وشجعت الكثيرين على خوض مجال التجارة وقد تنازل بعد ذلك عن المحل لبعض المصريين.
فمن هو الوزير أو المسوؤل من إستلم منصباً إقتصادياً علّمنا هكذا أمور،ومهمة وزرائنا فقط تقتصر على إتفاقيات مع مسوؤل الدولة الشقيقة أو الصديقة..وديكورات إعلامية شفافة تخدعنا ليلاً ونهاراً..ومن ثمّ الإبتسامات المخادعة أمام الكاميرات التابعة لوسائل الإعلام ليقولوا للشعب الأردني:سنفكّر بجدية برفع جميع الأسعاربما فيها أسعار الوقود..وهذا هو العهر الليبرالي الفاسد الذي يجب أن ينتهي..وعندئذ بعد الرفع يهرب الوزير من وسائل الإعلام الغير رسمية وكأن الوطن خلق للرسمي، ولكن لو طلب من الإعلام الخاص أن يغطي زيارات معاليه أو عطوفته فلانمانع أن نلتقط صور شخصية له ولغيره! فهذه البرجوازية بعينها.


عندما أسس طلعت حرب بنك مصر ركّز على المحاور التالية:
 إنشاء بنك مصري برأسمال مصري وإدارة مصرية وكوادر مصرية ولغة تعامل عربية•
 تحويل تنموي للاقتصاد الوطني من الاستثمار الزراعي إلى الاستثمار الصناعي وإثبات القدرات العقلية للإنسان المصري•
ولكن وزرائنا لايفكرون إلاّ بحساباتهم الشخصية وسفرياتهم والحجّة حضور مؤتمرات ونحن نمثل الأردن في ذلك المؤتمر،وتغطى مصاريف السفر والمصاريف الشخصية على حساب الدولة ومن يقولون أنّ هناك عجز في الموازنة..فعلى من يكذبون؟
أنظروا بنك مصري برأسمال مصري وإدارة مصرية وكوادر مصرية ولغة تعامل عربية..أليس أيها الشعب الأردني وجب علينا أن نرفع القبعة لمثل هكذا رجل..فهذا الرجل قلبه على مصر وعلى قوت الشعب المصري.ولكن في المقابل أعطونا واحداً فقط من هؤلاء الوزراء "مجموعة أقسم بالله العظيم" ويغشون سيّدي صاحب الجلالة ويناورون من ورائه.أليس في هذا المقام نستطيع أن نقول لكم شلّت أيمانكم؟
وبعد عامين فقط من إنشاء بنك مصر قام طلعت حرب عام 1922م بإنشاء أول مطبعة مصرية برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه وذلك ليدعم الفكر والأدب ويقوي المقاومة الوطنية حيث كان يؤكد على أهمية أن تكون القراءة بأيدينا وليس بيد الأجنبي،فأين هو الدّعم الإقتصادي والثقافي لمثقفينا الذين يقدّرون بالمئات؟ وأين هم وزرائنا منهم؟ فالإجتماعات المغلقة هي السبب:نعتذر لكم يامعشر أبناء الثقافة عن وجود وزراء لايمثلون إلاّ أنفسهم، وكذلك لايمثلون إلاّ مصالحهم الشخصية.
ومن شدّة إعجابي بهذه الشخصية الرائعة لاحظت أنّه بالرغم من أنّه مؤسس شركات كثيرة في قطاعات مختلفة شملت المصنوعات المختلفة وتكرير البترول والسياحة والطيران وغيرها،إلاّ أنّه كان وطنياً فذاً إذ كان لايختار إلاّ إسم (مصر) أو (المصرية) في شركاته وأن تكون مصر في المقدمة.،ولكن في الأردن إذهب إلى وزارة الصناعة والتجارة – دائرة مراقبة الشركات وأنظر بنفسك على قائمة من الشركات سواء أكانت حقيقية أووهمية فلايذكر إسم الأردن إلاّ قليلاً أو الأردنية إلاّ قليلاً،لأنّ رجال الأعمال وبمساعدة الوزراء الليبراليين يتزاحمون على تسجيل أسماء شركاتهم بأسماء أجنبية..وينظّرون علينا بإسم الأردن..فهل يستطيع أحد منكم أن ينكر تلك الحقيقة؟
فأقول لك يا دولة الرئيس: لانستطيع أن نخرج بتلك الأزمة الإقتصادية إلاّ بفكر هذا الرجل أو بفكر الشهيدين الغاليين على القلوب وصفي التل وهزاع المجالي رحمهم الله فهؤلاء نماذج عربية شهمة لاننساها.ومن هذا المنطلق نحن بحاجة إلى حراكات شعبية تطبق ماذهب إليه طلعت حرب وليس إشغال أنفسنا بمراقبة محاسبة المسوؤلين عمّن سرق وعمّن نهب؟ فدعوا القضاء يقول كلمته بهذا الخصوص، ولسنا بحاجة إلى حراكات تستغل مكافحة الفساد من قبل جهات مندسة تدّعي أنّها تمثّل الأردن، نحن كشعب بحاجة إلى حلول لتطويق ذلك الجوع، ،ونحن كشعب ننتظر رجالاً بعقلية ذلك الرجل وشهامته..وفي نفس الوقت نحن بحاجة إلى حراكات تدعو إلى تطهير بلادنا من التبعية الأجنبية ونضغط على الحكومة بعدم قبض قرش واحد منهم،وكذلك حتّى لانسمح لهم بالتدخل في شوؤننا .
أمّا التنظير يادولة الرئيس لم يعد مجدياً وسيكون هروبكم من الأزمة الإقتصادية أمراً واقعياً عليكم.فإذهب بنفسك وقم بزيارة قرى المحافظات في الشمال والجنوب والوسط وشاهد بنفسك الأوضاع المزرية التي يعانون منها..وأطلب من وزرائك بوضع تصورات لحكومتكم بإنشاء بنك ريفي يدعم شبابنا وينشيء المصانع ويخدم مشاريعنا الإقتصادية لتنمية الأردن إقتصادياً،هذا إذا علمت أّنّه ليس يعني هذا أن نقف على أبواب المؤسسات الدولية من أجل التمويل.لأنّ إقتصاد السوق أصبح لايجدي نفعاً،وكذلك مطلوب منكم بإفادتنا عن قيمة الأموال المنهوبة التي تمّ إستردادها إلى هذا اليوم إلى خزينة الدولة من جيوب الفاسدين والخونة.
وكان جلالة الملك يقول دائماً لاإصلاح سياسي إلاّ بإصلاح إقتصادي ،فإنّي أدعوك ياجلالة الملك أن يكون طلعت حرب عنواناً لتطبيق رؤيتك الإقتصادية ولتطبقها على إقتصادنا الذي أصبح في غرفة الإنعاش، فالمطلوب ياجلالة الملك بأن توجهوا حكومتكم لإيجاد طلعت حرب أردني لإنقاذ الوطن من الفاسدين وأبناء الحرام ،حيث فقال تعالى"يوم لاينفع مال ولابنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم".صدق الله العظيم.اللهم بلغت فاشهد!



تعليقات القراء

عبدالله العنزي
....ولهذا السبب انت تكتب عنه
03-06-2012 10:04 PM
محمد بطاينه
...
رد من المحرر:
نعتذر
04-06-2012 08:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات