ازرع أمل واحصد بصل


منذ سنوات طويلة والشعب الفلسطيني يغرر به ويكذب عليه ، فمع نكبة العام 1948 ووعود العودة تزرع املا ، ومع الثورات العربية والتغيرات الاقليمية مثل ثورة الضباط الاحرار في مصر إعتقد الفلسطينيون انهم اقرب للعودة والنصر وتوالت الآمال الموعودة على كافة الصعد ، وحتى اليوم لازلنا نحمل نفس الثقافة ، وأصبحنا نصدق.. ونصدق.... و نصدق .... حتى يهترئ الأمل ، فساستنا وقادة فصائلنا احترفوا زراعة الأمل والوعود الكاذبة فلا هم للجنة عملوا ولا بالدنيا قَّنعوا فهموم الناس تضخمت ، وامراضهم الإجتماعية استفحلت ، وفقرهم وفاقتهم عمت ، وبالدعاء الشعب على قادتهم تغّنوا ، فالعمال الفلسطينيون لا زالوا يعانون وفي آخر شكواهم يوعدون ، وشباب بعمل يطالبون ، واللاجئون في الشتات يستغيثون ، وقادتنا وفصائلنا من ثوابتنا يتهربون ، فإلى متى سيستمر هذا الحال فمتى ؟ فقياداتنا بمختلف تصنيفاتها لمسؤولون ليس عن ثلاثة مليون فلسطيني أو يزيد بل أكثر من تسعة مليون فلسطيني في الداخل والشتات ، كل هؤلاء يطلبون حقوقا ومستعدين لتقديم الغالي والرخيص في سبيل فلسطين من أجل الحرية والبقاء على نهج المقاومة بكل أشكالها ومضامينها ، وترسيخ الثوابت الفلسطينية كحقوق أزلية للشعب الفلسطيني ، فإلى متى سيستمر الإنقسام الذي جعل القضية الفلسطينية في تأخر واضح ، كما أيضا الفساد الإداري والمالي في الداخل والخارج والتنظيمات والفصائل في الضفة والقطاع فإلى متى هذا الحال ؟
كم ستستمر حالة عدم تقبل الآخرين ولا تقبل الآراء ولا وجهات النظر وحالة التعصب الأعمى التي تعيشها فصائلنا ومتى سيتوقف تراشق مصطلحات التخوين والتجريم ؟
بإعتقادي يرهن الفلسطينيون آمال كثيرة وتطلعات أكبر لمستقبل أفضل فرهان الفلسطينيون لا يتوقف على الفلسطينيون أنفسهم بل يتعادى حدود فلسطين أحيانا فالفلسطيني دوما يترقب الأحداث من حوله فالانتخابات المصرية أو الأمريكية يتابعها الفلسطينيون بشغف لأنها حتما ستؤثر على قضيتهم ، واليوم خذل القادة والساسة شعبهم الفلسطيني ففقد الإنسان الفلسطيني ثقته بالفصائل لأنه أصبح يتصور أنهم لا شغل لهم سوى دحض أنفسهم وتجريم الأخريين
إن الاستمرار في حالة فقدان الثقة في التنظيمات سيؤدى حتما لتغير ديناميكي في ثقافة الناس وموروثهم وتراكماتهم السياسية وعلاقاتهم الإجتماعية مما قد يسبب في خبو تأثير السلطات او التنظيمات على الأفراد وظهور البدائل المتنوعة لحالة التهلهل القيادي والسلطوي ، لذلك على قادتنا ومسؤولينا أن يحرصوا على الأفعال لا الأقوال ، وأن يزرعوا الأمل بالعمل وإن زرعوا غير ذلك بوعود كاذبة وزرعوا الاوهام وانتظروا حصادهم فلن يحصدوا شيئا سوى غضب الناس وثورتهم وإن أجلت ثورة الناس فموكداً ان حصادهم كان البصل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات