نكران الواقع


يكاد المرء يتعجب من أولئك الذين لا يزالون إلى الآن يدافعون عن نظام السفاح بشار الأسد وذلك على الرغم من مجريات كل ما يحصل في سوريا من قتل وإجرام منظم بحق الشعب السوري والذي تمارسه آلة النظام القمعية

وهؤلاء في الحقيقة يعيشون حال من نكران الواقع لا توصف فعند بدء الثورة خرج أولئك ليقولوا بأن المظاهرات التي تحصل في سوريا إنما هي من إعداد قناة الجزيرة حيث أن القناة صنعت أحياء سكنية كتلك التي في سوريا وجلبت بعض الناس ليظهروا للعالم أن في سوريا ثورة وهم في حقيقة قولهم هذا يسيرون حسب رواية قناة دنيا الفضائية والتي زعمت ذلك

كما أن هؤلاء عندما أخذ الناشطون السوريون يبثون عبر اليوتيوب مجازر النظام الأسدي بحق شعبه منذ اليوم الأول للثورة خرج هؤلاء ليقولوا بأن بعض هذه الفيديوهات حصلت في العراق كحادثة بانياس المشهورة وعندما توالت الفيديوهات التي توثق مجازر الأسد لم يجد هؤلاء إلا الزعم بأن كل تلك الفيديوهات والتي الآن تعد بالملايين إنما هي من صناعة قنوات مغرضة حاقدة على سوريا العروبة والقومية

بل ذهب نكران الواقع ببعض هؤلاء إلى الزعم بأنه قد ذهب إلى سوريا زائراً فلم يجد إلا شعباً يسبح بحمد بشار الأسد كما فعلت ناريمان الروسان عندما ذهبت مع جوقة نيابية إلى عرين العروبة الممسوخة إلى فارسية قذرة

لعل هؤلاء ينكرون أن سوريا تحكم من ديكتاتورية قمعية ولعلهم يرون في بشار الأسد رمزاً للديمقراطية والحرية والعدالة لكني أشك بأن بشار الأسد نفسه يصدق أنه ديمقراطي وعلى كل هؤلاء يرون المدن السورية تدك يومياً بالدبابات والمدفعية الثقيلة فتدمر الأحياء السكنية على رؤوس قاطنيها ثم يخرجون علينا في استمرار لمسلسل نكران الواقع ليقولوا بأن الجماعات المسلحة هي من فعلت ذلك

ويتحدث هؤلاء عن الجيش السوري الحر وكأنه قدم من المريخ فيتهربون من حقيقة أن هؤلاء ضباط وجنود شرفاء تركوا الجيش الأسدي الذي تحول إلى عصابة تفتك بالشعب فانضموا إلى صفوف الشعب للقيام بالواجب الوطني للجندي وهو حماية الشعب وليس حماية فرد جثم على رؤوس العباد بالقمع والاستبداد ويقولون بأن هناك قاعدة ويغفلون بأن نظام الأسد هو من سهل لها دخول العراق عبر سوريا وهو من أدخل فتح الإسلام إلى لبنان فلماذا لم يحارب القاعدة وقتها ؟

ويحاول بعض هؤلاء مهاجمة المعارضة واصفاً إياها بالعميلة للغرب ويغفل بأن غالبية الشعب السوري هي في صفوف المعارضين لنظام المجرم الأسدي فهل أصبح الشعب السوري عميل بمجمله ؟ قد يوجد عملاء في أي معارضة في العالم لكن هل يوجد في العالم نظام حاكم ليس فيه عملاء للغرب ؟

الشعب السوري طالب بحريته وبرحيل الأسد وهذا حق للشعب لا يلغيه أو يشوه صورته موافقة أمريكا أو غيرها على رحيل الأسد فأمريكا كما هو معلوم لا تلعب مع الخاسر والنظام الأسدي حتماً خاسر وإلى زوال لذا من المنطق وقوف أمريكا والغرب حيث توجد المصالح وهي بالتأكيد مع الشعب السوري الذي سينتصر ويبقى بعد زوال الأسد

وقد يقول هؤلاء بأن مصلحة الغرب هي في زوال نظام الممانعة فماذا فعلت الممانعة للشعب السوري هل حررت الجولان أو منعت المجازر عبر أكثر من أربعة عقود ؟ لا شك أن أهل مكة أدرى بشعابها ويكفي بأن الشعب السوري خرج ليعلن بأن بشار الأسد خائن فنظامه هو من فرط بالجولان وها هو الأن يسخر ألته الوحشية ضد شعبه من أجل حماية نظامه وليس من أجل تحرير الجولان

النظام الأسدي حكم سوريا أكثر من أربعة عقود بمباركة غربية مارس فيها أبشع الجرائم بحق الشعب السوري دون أن يتحرك العالم لحماية السوريين لكن ما تغير اليوم هو ثورة الشعب فهل يدرك أنصار الأسد وشبيحته وأبواقه في كل مكان أن هناك شعب ثائر خرج ليسقط الأسد

أطمئن هؤلاء وأقول لهم دعكم من الحديث عن المؤامرات فإن الشعب السوري الذي هب ليرفع عن أكتافه ذل الديكتاتورية لن يقبل أن يستبدلها بذل الاستعمار ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات