هل إختلفت القيم .. أم قلت الهمم


زمن ترى فيه العجب وزمن إختلف عن سابق الأزمان الغابرة وسبقها ليس ببعيد ، بل بعقد أو أكثر قليلا أو أقل قليلا ، ولا نعرف ما هو القليل الذي غير الزمن بهذه السرعة ، التي تغيرت فيها المفاهيم وتبدلت فيها القيم ، وسنت القوانين وطبقت التعليمات.

وإندثرت فيه العادات وألغيت التقاليد.. وأصبح فيها الشارع يعلم والصديق مكرم...والأب مغرم والأم عن الخطأ تكمم ، والمدرسة لم تعلم والجامعة قد تلملم الخلان ورفقاء السوء تجمع ، من كلا الجنسين وتساوي وتعامل بالتساوي .

قوانين حديثة يوميا ً تتغير وتتجدد كما هو جهاز الخلوي يوميا ً يتجدد ويتبدل ويتبدد ، وعلى ذكر الخلويات تعال وشوف.. شوف كيف تستخدمه الستات ، وهي في السوق بعضهن يتسكع حيث يحسبهاالناظر اليها وكأنها تحدث نفسها .

وحينما تقترب منها تجدها ُتكلم من هو على الطرف الآخر واضعة جهاز التلفون ، تحت غطاء رأسها وملتسق على أذنها وتتمايل بجسدها وتضحك..( شدوقها ) عرض وجهها وتبان نواجذها ، من ما يدور بينها ومن معها من إطراء الكلام وإغراء الحديث.

فأصبح الهاتف قطعة من جسدها لا يفارقها ، حتى البنات في الجامعات أصبحن يستخدمن السماعات ولا تفارق أذنيها في بيتها وأماكن عملها ، والجهاز لا يفارق يدها قبل أذنها تكتب بيمينها والنقال بيسراها ، عينها لا تفارق الشاشة وإن كان على السايلنت ضبطها .

فالجهاز أصبح المرافق لكل فرد من الأسرة وكافة أفرادها تكنلوجيا متطورة ، كما هي الخلويات متطورة أكثر من باقي الصناعات ومنها تدعم كثير الشركات ، وأصبح ضرورة ملحة أجهزة الخلويات التي ساهمت في تسيير وتسهيل الحياة .

لكل فرد من أبناء كافة المجتمعات والطبقات ومن كلا الجنسين وبكافة الأعمار ، بدء ً من الصغار ووصولا ً للكهال الذين دخلت عليهم التكنولوجيا ، في أواخر أعمارهم ولو أنهم غير مقتنعين فيها وغير مبالين لها ، ولكن تطور مفروض ومنتج معروض .

زمن تغير وأصبح الصيف شتاء والصديق لصديقه بلا وفاء ، وجيل تبدل وأصبح الجار لجاره لا يتحمل ، رغم توصية الرسول صلى الله عليك حبيبي رسول الله وسلم الذي وصى الجار على الجار الذي كاد أن يرثه ويتحمله .

قانون تعدل وأعطى الحق للولد أن يواقح معلمه ويقاضي والده ويشكي على من يهدده ، بالتدخل في الخصوصيات والردع عن الموبيقات وتقديم النصح والإرشادات ، وحث البنات على تقليد الرجال بقص الشعر ولبس الشورتات .

وسلوك تهدد الأجيال من جميع الطبقات ، الذين أصبح أكثرهم يلبسون ساحل الخصر من البنطلونات ، ويدهنون الشعر بالجل والكريمات ، وترى الشعر واقف مثل عرف الديك أو مثل شعر النيص في الصحراء والمواكر والجحورات.

Saleem4727@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات