وصية الشهداء


كم انت عظيم يا شعب فلسطين ، فأبطالك يأسرون ويقتلون وِمن ثم يحاكمون ، أي عقلية إحتلالية تحاكم جثة لشهيد بالسنوات ، فالاحتلال يحاكم الاحياء بالحصار والتضييق والتشديد الخناق ، والأسرى يحكمهم بالسنوات الطوال ، أما ان يحاكم جثة لشهيد لم يمر مثل هذا العصور السابقة ، وهذا يدل على ان اسرائيل ترى في كل فلسطيني خطرا حيا او ميتاُ لأنها تعلم انها اغتصبت حقوق الفلسطينيين أحياءً وأمواتاً وتصنع الحجج الواهية لأحكامها وقوانينها بحجج امنية تكاد تحاكم النوايا وتحاكم الفلسطينيون على اعتقادها وظنونها ، إن اسرائيل ما اقدمت على تسليم رفات الشهداء ليس الا كوضع الملح على الجرح ، الا ان أسر شهدائنا رغم صعوبة الموقف تنتظر أبنائها لتحتضنهم ارضنا رغم أن كل فلسطين ارضنا ونمحو أرقام سومها عدونا ونعلي أسماء انتصرت بدمها على سيافها ، فقصص الشهداء تصنع أحجية تناقلتها مسامع الاعداء والأصدقاء فعمليات فدائية انطلقت من بيروت وغزة والضفة نحو هدف واحد فلسطين التي سلبت منا على مر اربعون عاما وقوافل الشهداء تنطلق نحو القدس مهما كانت مسمياتهم وانتماءاتهم لا يزرعوا الموت بل ليجنوا الحرية والكرامة لإخوانهم ويحققوا حلم العودة كيفما استطاعوا ولو لساعات في حافلة او مبنى ، يهاجموا من قتل أطفالهم ، وشرد نسائهم ، وهلك حرثهم وزرعهم ودنس مقدساتهم ، كم انتم عظام يا شهدائنا خلدتم في ذاكرتنا ورسختم في ذاكرة آلام عدوكم فذاق مر سلاحكم ، فنال منكم جسدا ونلتم منه اجساداُ ، كنتم املا لأمتكم وقدمتم ما تخاذل عنه البعض فلكم منا كل سلام ولترقد أجسادكم بسلام في ارض السلام ولتطمئن أرواحكم فالمسيرة مستمرة حتى النصر أو الشهادة والطريق واضحة لا يضركم من يحيد ، فدمائكم رفدت دماء وسترفد في كل حين حتى تصل الرسالة إما جلاء عن أرضنا أو فناء منها يا إسرائيل ، ولتكن لنا عبرة هذه الوحدة الوطنية التى تجلت بمواكب الشهداء فتوحدنا عبر السنوات الاربعون وفصائل وتنظيمات وذكور وإناث وعرب وفلسطينيون في واحد وتسعون شهيدا لكل شهيد منهم حكاية وكل شهيد يذكركم الوصية دربكم طويلة حتى تحرروا الأقصى أو تغدوا شهداء ، ووحدتكم أكسير البقاء والمواجهة ، وثوابتكم أقبضوا عليها ولا تضيعوا القضية ، هذه وصاياهم فالشهداء كالأرض فالأرض لا تموت .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات