في الأردن حنتش بنتش وإلي بلحق بنتش


نعم قالها سياسي عريق لرئيس حكومة قبل ستين عام من اليوم، ولا نريد ذكر الأسماء لأنهم الاثنين في ذمة الله، وكان سبب هذه العبارة هو عطاء بسيط في تلك المرحلة، وكان فرق العطاء لا يتجاوز 5000 دينار لما هو مقبول ومعقول لذلك العطاء. ولكن رئيس تلك الحكومة لم يترك الأردن وحاله حتى بعد وفاته، بل جعل من ذريته سلالة رؤساء حكومات، بل واتسعت الدائرة لتشمل عائلات جديدة بعينها ومحددة، فهي لها المناصب، ولها المنافع، ولها الوجاهه، ولها الزعامة المسروقة من خيرات الوطن . وفوق كل هذا لم تتوانى تلك العائلات بنهب ثروات الأردن، وكل ما تستطيع من الوصول اليه من مقدرات الوطن، بل جعلوا الوطن مرتعا لهم، ولكل من هب ودب، ولم يمنعهم خشيتهم من الله سبحانة، ولم تأخذهم الرحمة، ولا الرأفة، ولا الخجل، في التمادي، والتطاول على نهب مقدرات الوطن، ومثلهم في هذا كمثل الذي يشرب من بئر إلى آخر نقطة فيه، ثم يرمي فيه حجر، علما أن الذين بنوا وحافظوا على الوطن هم خارج اللعبة، وخارج المسرح السياسي الآن، ومحرومين من استلام المناصب بالدولة، وذنبهم أنهم وطنيون، ولأن الزمرة الفاسدة لا تسمح بالاقتراب لمين ما كان لتولي المناصب العليا بالدولة للحفاظ على المصالح والمنافع لهم، وجعلوا من أنفسهم ومن حولهم سياج منيع لا يمكن اختراقه. وإذا جاء مسؤول من خارج الزمرة، يخاف الله بنفسه، ووطنه فإن الزمرة الفاسدة لا تسمح له بالبقاء، وتنقض عليه، وتحاصره، وبالنهاية يتم إخراجه من المنصب أمام الاعلام والشعب بحجة إما جاهل، أو غشيم، أو لا يفقه السياسة، أو فاسد، وهذا لمسه أغلب الشعب الأردني. ولم تكتفي تلك الزمرة الفاسدة بالتغول، والتوغل على مقدرات البلد، بل أخذت عهدا على نفسها بتفكيك الدولة الأردنية، وجعلها بلا مقومات دولة، وبلا مقدرات. حيث تم تفكيك أركان الدولة الأردنية من خلال بيع تقريبا جميع مقومات الدولة، وفي أبخس الأثمان المعلنة التي لا تعادل استئجار تلك المؤسسات، وبالمقابل تم أخذ العمولات من تحت الطاولة. والحقيقة لم يبقى من مقومات الدولة الأردنية سوى العائلة الهاشمية، وسيدنا، والقضاء، والجيش العربي، والأمن العام، والمخابرات، والدفاع المدني. نعم هؤلاء هم مقومات الدولة الأردنية في الوقت الحاضر، -وسيبقوا بعون الله- وهؤلاء لولا رعاية سيدنا لتم العبث بهم. والدليل فلينظر كل شخص منا الى مؤسسات الدولة ويسأل نفسه: هل يوجد وزارة أو مؤسسة لم يتم اعتصام العاملين بها؟ حتى وصل الأمر ببعض الدوائر السيادية بالاعتصام مثل دائرة الجمارك، وموظفين وزارة الداخلية. وهذا كله نتيجة السياسات الفاسدة لتلك الزمرة الفاسدة التي جعلت من وزارات ومؤسسات الدولة عبارة عن مزارع لهم ولإبنائهم، واعتبار جميع العاملين بتلك المؤسسات، وكذلك عامة الشعب، خدم وعبيد لهم. ونتيجة كل هذا تم ظلم العاملين بمؤسسات الدولة، وهضم حقوقهم، وحرمانهم من أجور تعبهم
على مدى السنين، مما جعلهم يطالبون بحقوقهم، وحينما لم يجدوا الاذن الصاغية لهم أجبروا للنزول الى الشارع. وبالمقابل تم رفع الاسعار على الشعب لتجاهلهم مبدأ أن الظلم ظلمات يوم القيامة. ولكن هيهات هيهات أن يتم الاصلاح لطالما أن نفس الزمرة الفاسدة، وتلك الوجوه هي نفسها تتعاقب جيلا بعد جبل على استلام المناصب. فهذه الزمرة لم ولن تعمل لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا بالمستقبل، لمصلحة الوطن، ولا لمصلحة القيادة الهاشمية، لان هذه الزمرة تعمل لمصلحة نفسها فقط. لذلك الشعب يعيش بدوامة لم نخرج منها بعد، وأتحدى أي انسان ان يدلنا على الخروج من هذه الدوامة القاتلة، والمعلونة، ولربما الماسونية الصهيونية المجرمة التي لا تترك الوطن بحاله. لهذا أصبح الأردن حنتش بنتش إلى بلحق بنتش.



تعليقات القراء

الطفلاوي
مقال معبر عن مآل الحال
ولكن كان من الاجدر ذكر الاسماء (ان البقر تشابه عليناوإنا ان شاء الله لمهتدون)
31-05-2012 06:39 PM
العجارمه
اخي العزيز اتوقع ان بعض هذه العائلات فرضت على الدوله الاردنيه كما فرضت اتفاقية سايكس بيكو ووادي عربه ............تحياتي لك
01-06-2012 11:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات