استحضرتني هذه الأبيات للشاعر عمرو بن معدي كرب, لتكون بداية لردي على ما ورد في مقالة القرعان والتي تحمل عنوان:"لماذا يؤجل الامريكان التدخل في الشأن السوري؟", حيث يقول الشاعر:لقد أسمعت لو ناديت حيا**ولكن لا حياة لمن تنادي..ولو نارا نفخت بها أضاءت**ولكن أنت تنفخ في رماد. يقول المثل:"اقرأ المكتوب من عنوانه", وعندما قرأت عنوان مقالة القرعان أيقنت بأن هذا الكويتب لا محل له من الاعراب, فقد كنت على قناعة بأنه سيدافع في مقالته المسمومة عن أبناء الشعب السوري وما يحصل في سوريا من أوضاع تنذر بحرب أهلية لا تحمد عقباهى. انني أرفض جملة وتفصيلا أي تدخل أجنبي في بلادنا العربية التي كانت بمجملها مستعمرة من قبل الدول الغربية, فكيف يعقل أن نطالبها اليوم أن تقوم بنصرة الشعوب العربية وتخليصها من أنظمة حكمها الرجعية الصهيو-أمريكية ولا أستثني منها أي نظام؟. بغض النظر عما يجري في سوريا, الا أنني أقول بأنه لا يوجد انسان على وجه الخليقة يؤيد قتل الأبرياء والعزل حتى في زمن الحروب, فكيف اذا كان هذا القتل تدور رحاه في بلد يقترب من حرب أهلية, يقتل فيها الأبرياء من النساء والأطفال, ومن يؤيد ذلك فهو معدوم الانسانية والضمير, بل ان الحيوانات تخجل من أن تقوم بذلك, ومن هنا لا يمكن وصف من يؤيد هذهالجرائم الوحشية بالحيوانات, فالحيوانات لها قوانينها ولا تعتدي الا على من يعتدي عليها. طالعتنا وسائل الاعلام المختلفة عن المجزرة التي وقعت ليل الجمعة الأخيرة في منطقة الحولة في ريف حمص, وراح ضحيتها أكثر من مئة قتيلا ثلثهم من الأطفال دون سن العاشرة. وبغض النظر عن مرتكبيها, فهي بحق مجزرة يندى لها الجبين..مجزرة لا نجد الكلمات التي تعطيها وتنمحها حقها من الوصف. لقد قلت في مقالات سابقة بأن ما يحدث في سوريا لهو مؤامرة مدبرة ضد اخر معاقل القومية العربية, مؤامرة وللأسف تشارك فيها بالاضافة الى بعض الدول الغربية بعض الدول العربية الرجعية الصهيو-أمريكية, وقد أكدت لنا المعلومات عن ارسال مرتزقة عرب ودعم مالي وعسكري لما يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية ومن أبرز هذه الدول"دويلة" قطر. قبل فترة ليست بالبعيدة كتب الاعلامي ياسر أبو هلالة مقالا حمل عنوان:"لا حل بغير تسليح الشعب السوري", وقمنا بالرد عليه, فمقاله وبدون أي شك يدعو الى بداية حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس, وقلنا بأننا نستغرب ونستهجن ما طالب به هذا الاعلامي والذي كنا نكن له الاحترام, من منطلق, قل كلمة حق أو أصمت. وبالعودة الى مقالة القرعان وما جاء فيها, فانني أجزم بأنه لا يستوعب ولا يعي ما يكتب, فهو يقول:"لماذا تؤجل أمريكا وإسرائيل التدخل في الشأن السوري إلى الآن رغم أن خطورته فاقت ألاف المرات ما جرى في تونس وليبيا ومصر واليمن؟".انه يطالب الصهاينة بالتدخل لانقاذ الشعب السوري من نظام بشار الأسد, لكي يأتوا بنظام بديل ليقوم بتحرير الجولان السوري المحتل..وهذا الأمر ان دل على شيء فانما يدل عن جهل الكاتب وعدم ادراكه لما يحصل من حوله, وكأنه يعيش في كوكب اخر, بل انه يدل على أنه مصاب بمرض انفصام الشخصية"الشيزوفرينيا" والعياذ بالله.وهنا أذكر تصريح رئيس الكيان الصهيوني بعد ما حصل في الحولة السورية مؤخرا"انني أدين قتل الأطفال الأبرياء وأطالب المجتمع الدولي التدخل فورا لقمع النظام السوري"..فعلا انها مهزلة العصر, وما هو حال أطفال فلسطين الذين قتلتهم دبابات ومجنزرات الصهاينة, وما هو الفرق بين هذا الصهيوني والقرعان؟, انهما وجهان لعملة واحدة. أعيد وأكرر بأنني ضد كل الأنظمة العربية الفاسدة ولكن الشعوب العربية هي الوحيدة القادرة على تغييرها وليس التدخل الأجنبي..وبعد قراءة مقالة القرعان لا تجد أية صلة تربط العنوان بفحوى المقال, فكعادته يهاجم الفلسطينيين بكل وقاحة ولا أعلم سبب هذا الحقد الأعمى الذي يصبه على أبناء شعبنا الفلسطيني الذين علموه الكتابة والحروف الأبجدية, فلولاهم لبقي حتى الان أميا يرعى الأغنام. نكرر للقرعان وللمرة المليون بأن أبناء شعبنا وأينما تواجدوا سيعودون يوما الى وطنهم طال الزمان أم قصر, فالتاريخ علمنا بأن الاحتلال وان طال فهو زائل, ولا نطلب منك يا كويتب أن تقوم بالدفاع عن شعبنا وقضيتنا, فالأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين. انني لا أدافع عن النظام السوري وبطشه فهو لا يختلف عن أي نظام عربي وبدون استثناء, ولكنك يا قرعان تحمل عقيدة أمراء الخيانة والعمالة في قطر، الذين لن يدّخروا أي جهد من أجل إطالة الأزمة في سوريا، لأنهم أصبحوا متعطّشين أكثر من أي وقت مضى، لإراقة المزيد من الدّم السوري والعربي على حدّ سواء.واليوم وبعد أن تراءت لهم مؤشّرات فشلهم في سوريا، باتوا يتصرّفون كالكلاب المسعورة، وينبحون بدون توقف عبر قناتهم الصهيونية بامتياز "الجزيرة" التي كانت أوّل قناة "عربية" تُدخل الصهاينة إلى بيوتنا عبر محاورتهم على المباشر في نشراتها المسمومة, بعد أن كنا على قناعة بأنها قناة نزيهة عند انطلاقتها.
انني مقتنع جدا بأنني لا أنتظر نهاية قريبة للنباح القطري، حتى لا أقول المُؤامرات القطرية، لأن هؤلاء الأمراء الأعراب، لا قوة عقلية لهم كي يخططوا المؤامرات، فهم كالدواب تحمل أسفارا، رغم أن الدواب أشرف منهم، لأنها تقدم خدمات للبشر، والأمراء الأعراب، يحملون المؤامرات، ويمولونها، ويصدرونها إلى الشعوب العربية، أقول كل ذلك، لأنني تابعت هذه الأيام ولفترات طويلة جدا، ما تبثه قنوات الأمراء الدواب، ورأيت أنها جنّ جنونها، ولم تعد ترى في الكرة الأرضية من أحداث تستحق التغطية، سوى الأحداث في سوريا سواء كانت حقيقية أو كاذبة، وفي حال عدم توفرها تقوم بفبركتها على طريقة أسيادها في هوليود.
وسيواصل أمراء الحقد والجراهية التجييش والتحريض، وكأن كل الدماء السورية التي سالت لم تشف غليلهم، ردات الفعل المسعورة هذه، لا يمكن فهمها، وتفسيرها، سوى بكون سوريا قد إقتربت من شاطئ الأمان، وأمراء السوء المسعورين، لا يروقهم ذلك، وكل حلمهم أن يحولوا سوريا إلى نار ورماد، لأنهم يعلمون علم اليقين، أن الشعب السوري سوف لن ينسى صنائعهم، مثله مثل باقي الشعوب العربية الحرة، وأن خروج سوريا سالمة معافاة، سيكون له أكبر تأثير على المنطقة، وأن أول من سيدفع الثمن غاليا هم هؤلاء الأمراء المسعورين، الذين استعبدوا شعبهم، واستباحوا ماله وشرفه، وبذلك فلا عجب أن يتواصل الحقد والتآمر على سوريا والأمة العربية ككل، لكنني أطمئن الجميع، بأن السحر سينقلب على الساحر قريبا، وسنرى كيف ستنتقم الشعوب العربية من أمراء الخيانة والعمالة.
وللشعب السوري نقول، عليكم أن تواصلوا صمودكم، لأن ما يحاك ضدكم،هو شبه حرب عالمية، تحالف فيها الأمراء الأعراب والصهاينة، والأمريكيون والغرب، حتى جماعات الموت "القاعدة" التي تدعي أمريكا أنها تحاربها، في حين أنها هي من تصنعها وتمولها، بدعم مباشر من دويلة قطر، التي فتحت مكتبا لحركة طالبان في الدوحة، لتسهيل عمليات التجنيد وضمان فاعلية التنفيذ.
وانهي بما قاله شاعرنا الراحل العظيم نزار قباني, وهي أبيات معبرة تتحدث عن نفسها ولا داعي لشرحها وتفصيلها: يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟** فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا..دمشقُ،يا كنزَ أحلامي ومروحتي**أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟..أدمـت سـياطُ حـزيرانَ ظهورهـم**فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا..وطالعوا كــتبَ التاريخِ واقــتنعوا**متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا. نصيحة للقرعان:هل الفلسطينيون هم السبب في كل الأزمات التي تعصف بالأردن وهي كثيرة, فلماذا لا تتركنا وتكتب عما يحصل في بلدك وتتناول قضايا الفقر والجوع والبطالة والفساد والحراك الشعبي الأسبوعي, انها أهم من أن تقوم بصب جل حقدك على شعب كل ما يريده هو الحرية والتحرر وكل ما حصل عليه هو الدمار والقتل والمجازر والتشتيت. فعلا يا قرعان:ان لم تستح فافعل ما شئت, ولكن تذكر بأن الكلاب تنبح والقافلة تسير. حمى الله كافة شعوبنا العربية والنصر حليف الأحرار. د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة