الإرتقاء بمستوى الخطاب السياسي


إن الناظر والمحلل لأنواع الخطابات السياسية ليستنتج تركيزها على البعد النظري والارتجال المؤدي الى الفوضى والتناحر وخلق الأزمات دون الخوض في حل المشكلات المجتمعية الراهنة.
لقد تدنى مستوى الخطاب السياسي ولم نستوعب ما يدور حولنا من مشكلات اقليمية وعربية والحركات السياسية المختلفة هنا وهناك وقد تجر البلاد الى صراعات داخلية لا يحمد عقباها..فنحن بأمس الحاجة اليوم الى نهج سياسي مدروس والالمام بالتربية السياسية ذات المنهج الديموقراطي المبني على احترام الرأي الآخر وتقدير الذات والآخرين والايمان بالمشاركة السياسية المجتمعية.
فما يدور اليوم في الشقيقة سوريا لا يدري ما حقيقة المواقف العربية حيال تلك المشاهد التي تقشعر لها الأبدان ، وهل توجد خطط عربية في معالجة الأمور الجيوسياسي والديمغرافية التي تربطنا بسوريا خاصة بعد التأثير المباشر بالوضع الإقتصادي الأردني خاصة .
والأهم من هذا وقف هدر نزيف الدماء العربية والتي تؤثر في اصداء المواطنين الشرفاء ، إننا نشهد الأن في عصرنا الحاضر المزيد من الفوضى العالمية في ظل المتغيرات الإقليمية الشاملة وحالة الجمود العربي المشترك ، وعدم تقديم أي مبادرة هادفة من الجامعة العربية ، التي تركت الحبل على الغارب ولم تعد تعنى بالشؤون السياسية على الساحة العربية.
ما يدور اليوم من سجالات واختلافات واحتقانات بين أعضاء مجلس الأمة يشعرنا بأزمة خطيرة قادمة لا تمت للديموقراطية بمفهومها بأي صلة ويشعرنا بفقدان الاصلاح بسبب سياسة اقصاء الآخرين وتدني ثقافة الحوار والابتعاد عن تطبيق منظومة القيم وارتفاع نبرة التحدي والتهديد والوعيد وتبادل التهم..
ان خوفنا من الغموض يشجعنا على المناداة بأن يعزز الخطاب السياسي مفهوم القيم وأن يكون متوازناً، يحمل الفكرة الوسطية، مبني على احترام كرامات وآراء الآخرين، ويتقبل التعددية الفكرية.كما يجب ان يكون خطابنا السياسي هادفاً بغرض تطوير وتعزيز الديموقراطية.
هنالك من يسعى إلى ذلك من خلال مجلس النواب الأردني في عملية الصقل والإرتقاء في الخطاب السياسي الذي أصبح في أزمة حادة جداً ، وهنالك من يسعى إلى اكتساب المستحقات الذاتية الأنية وينسى الواجب الوطني المنوط به والذي يفرض عليه الكثير من العمل الجاد في عملية الإصلاح التي تبنها ملك البلاد

لا شك أن كل شيء في عالمنا اليوم أصبح بطريقة وبأخرى مُسيساً ، والإعلام بصورة عامة في العالم الثالث ليس منفصلاً عن السياسة ولا يمكننا التحدث عن الإعلام وحده أو كأنه يتحرك بحرية بعيدًا عن الخطاب العام .
ورغم مشروعية الصلة بين الإعلام والسياسة إلا أننا نرجوا أن تكون صلة حوار لا صلة تبعية.
لأن الإعلام الذي يقوم على الحوار يؤدي رسالته أما الإعلام الذي يقوم على التبعية فهو إعلان وليس إعلامًا.
ففي مثل هذه الصورة تتحول وسائل الإعلام إلى أبواق تخاطب الناس من فوق وليست ساحات حوار ومناقشة حرة كما هو المفروض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات