الطريق نحو الإصلاح !


بالتزامن مع احتفالاتنا بأعياد ومناسبات الوطن الأغلى في أفئدة الأردنيين على امتداد ثرى الوطن الطّهور، الذي يحوي بين طيّاته وثناياه دماء الشّهداء الأبطال الذين وهبوا أنفسهم في سبيل رفع الظلم والإستبداد ، عزمت حكومتنا الموقرة التي ننتظر منها التسريع في عملية الإصلاح ، ومحاسبة الفاسدين ، واسترداد ما نهب من خيرات للبلاد والعباد استجابة لما تفضّل به قائد البلاد في كتاب التكليف السّامي ، رفعت حكومتنا أسعار بعض السلع – الغير أساسية على حدّ التعبير – ومنها مادة البنزين " اوكتان 95 " بالإضافة الى رفع أسعار الكهرباء على بعض القطاعات ، عندئذ لم يكترث العديد من المواطنين ؛ لأنّ ذلك لا يمسّ لقمة عيشهم بوجه مباشر ، أمّا وأننا قد صدمنا بما تخطّط له الحكومة من رفع لأسعار العديد من السلع والخدمات ومنها رفع أسعار المياه على المواطنين الشرفاء ، أو بأنّها تنوي رفع أسعار المحروقات وتحديدا مادة البنزين"أوكتان90" والذي يستخدمه معظم المواطنين بمختلف شرائحهم ، فهذا يصبح من غير المُطاق !
هذا وإن رُفِعت المحروقات فلن يقتصر الرّفع عليها ، بل إنّ ذلك سيكون البداية لاجتياح الغلاء فوق الغلاء ، وعندئذ أخشى على الوطن وأخشى على الفساد بالإزدياد ، وأخشى بأن يتغير الحال من حالة التجبير الى حالة كسر وانهيار ، وهذا ما لا يتمناه أحدٌ من الشعب الطّيب المعطاء.
ولذا فإنني أجزم أنّ حزمة الإجراءات التي تقدِم عليها الحكومة ، إن استمرت على نهجها في تفقير الغني وزيادة فقر الفقير لن ينفع الوطن الكبير وسيزيده توتراً واضطراب . فمهما كانت الظروف ومهما دعت الأسباب فزيادة الأسعار دمار وخراب هذا من باب ، ومن باب آخر فإنّ ذلك يفتح المجال للكثيرين في اللعب بالمشاعر والنفسيات وتوجيه الكثيرين للهيجان وهدم البُنيان .
نحن كمواطنين نعلم أنّ هناك ضعفا بالإقتصاد ، وندرك تماما أن هناك عجزا بالميزانية ، ولكننّا نعلم بالمقابل أنّ لكل شيء مسببات ، فلم يأت العجز من فراغ ، أو أنّنا قمنا بتحسين البلاد بما لا نقوى عليه من إيرادات ، فالأبراج كما هي من سنوات ، بل إن الفساد بتكاثر ونمو وازدياد، فلم نسمع خبرا يسعدنا ويفرحنا بأنّ أموالا نهبت ، ونقودا سُرقت ، قد تم استردادها الى أموال الموازنة الفقيرة التي لا تقوى على تحمّل ما ألقي عليها من مهمّات، وما تواجهها من عقبات وعثرات .
الحلّ موجودُ إن بحثنا عن الحلول ، ولكنّ الأهمّ منه التطبيق وعدم طيّ الصّفحات وراء الصّفحات ، فإرجاع ما نُهب وسُرق من أموال الشعب الغني بعزته وكرامته وإن ضاقت به الحال كفيل بحلّ جزء ليس باليسير من هذه المشكلات ، أعتقد بأنها أكبر وأكثر بل وأضمن وأحكم من حزمة الإجراءات التي تضرّ بالغنيّ والفقير ، فليس الحلّ بنشر الجوع أو الخوف من الأيام ، أو بأن يسدّ المواطن العجز الحاصل بما يمتلك من مال ، وطننا نفديه بأعيننا ، ولكن أنفديه ويسرقه أصحاب النفوذ فهذا بالعقل مرفوض ؟!
كلّ المواطنين غيورين على مصلحة الوطن و يتمنى كلٌّ منهم إنتعاش الإقتصاد وتحسين الأحوال إلى أفضل حال ، ولكن بهذه الإجراءات يشعر المواطن بأنّه لا يقوى على البقاء . وأهاب جرّاء هذه القرارات أن يحصل ما لا يحمد عقباه ، وأخاف من تزعزع الأمن والإستقرار ، وخير مثال ما جرى في الشمال في يوم أمس ، فقد رفع سقف الشعارات ، فلتنظر الحكومة الى النّاس ، ولتستجيب للنداء ، ولتخشى على الوطن المعطاء ، فقلوبنا معلقة بهذا الثرى الطيّب ، وفؤادنا لا يهوى سوى العدل والمساواة ، وعقلنا لا يرضى إلا بما يقع في دائرة المنطق والعدالة .
لا أقول في نهاية ما ارتآه عقلي جرّاء حرقتي على بيتي الذي أشعر فيه بالأمان والاطمئنان إلا كفى سباتا أيّتها الحكومة في بحر القرارات الغير مسؤولة ، أنا قد لا أفهم بالاقتصاد كثيرا ولكنني ترعرعت في عرين الهاشميين حيث العيش الكريم للمواطن الأخ والحبيب للقيادة الهاشمية التي نفدي ونعتزّ بها ، فكفى استهانة بالمواطن وكفى المواطن غلاءً واستغلال .
في النهايةِ لا أملكُ سوى الدّعاء الى ديار مؤتة واليرموك ، وحطين والكرامة حيث النصر والاستشهاد ، فاللهم احفظ وطننا آمنا ومستقرا واحفظ شعبه واحفظه من الفتن ، واحفظ قائدنا وولي أمرنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى ويسّر له البطانة الصالحة . اللهم آمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات