صيف أردني ساخن وقد أضحت الرشاوى .. هدايا


تخندق النواب ضد الشعب في مجلسه , وعرقلوا صدور قانون إنتخاب عصري , حتى يُمرّروا إمتيازات شخصية لهم . فقد أضحى واضحاً أن غالبيتهم الساحقة وصلت برشىً كبيرة لتجذير فساد يستحيل الإقتراب منه , أطاح بحكومة أحمد عبيدات وهزم حكومة الكباريتي وكبّل حكومة الخصاونة وقذف بها بعيداً . حقق الفساد كل ذلك في حينه وعلى عجل . لكن انتصاره الثالث سيكون الأخير , وجميع الدلائل والمؤشرات تدل على ذلك بدون أدنى شك .
إن الإنتخابات النيابية التي جرت عام 1989 , والتي تباهى بها الفاسدون , لأنها أظهرت هامشاً ديموقراطياً بسيطاً في أعين الشعب وكبيراً جداً حسب رؤيتهم , جاءت أصلاً بضغط أمريكي وليس برغبة محلية . وشهد البرلمان حينئذ صراعاً حادّاً مع الفساد , أدى لسجن الزعيم المعارض المهندس ليث شبيلات في قضية تم الإعلان عنها باسم ( جيش النفير ) , ليكون أحد جواسيس الموساد الصهيوني شاهداً فيها , ليعود عن شهادته مؤكداً إنها شهادة زور وبهتان هدف منها الإفراج عنه .
ألمسيطرون على مقاليد السلطة , لا يرغبون في الإصلاح وأقصوا كل من لا يدور في فلكهم , وتربعوا على عروش مناصب تحقق للطامعين ممّن اعتادوا الوصول لها بالتعيين والتزوير الإستمرار في قيادة المرحلة القادمة , فهل هذا ممكن ؟
كلا بالطبع , فلم نعرف واحداً منهم كان صانعاً لحدث , بل هم على الدوام مُنقادون تابعون , وهيبة سلطانهم الزائف أسقطها الشعب إلى غير رجعة أبدا . ولعبة الوقت لم تعد في صالحهم , ولهث القادمين بالتزوير يتقطع فالشعب قرّر كنسهم ولا رادّ لطلبه الذي تردده حناجره في كل أحاديثه , وتُسمعنا إياه في مسيراته السلمية التي لن تتوقف إلا بتحقيق مُراده المُشار إليه .
لقد استيقظت العشائر الأردنية الأصيلة , مُكتشفة أن سماسرة كلوب باشا في بيع مساحات شاسعة وكبيرة من أردننا الحبيب للصهاينة المجرمين قبل النكبة , أُريد منها تمكين دولة الكيان من تهجير إخوانهم الفلسطينيين إلى الأردن الذي أصبح بفعلتهم الخيانية الجبانة مُلكاً لأحفاد القردة والخنازير , وهم الذين يستأثرون بصنع القرار الذي استثناهم من المشاركة فيه طيلة الفترة المنكوبة التي لم تنتهِ بعد , فثار أبنائها مطالبين بالإصلاح ويعون ما يطلبون . فالشعب العربي الفلسطيني ليس عدوهم ولكنهم يكافحون للإبقاء على قضيته حيّة , وإذن فلا بد من إلغاء معاهدة وادي عربة سيئة الذكر والتي هي امتدادُ لقضية بيع أرضهم وهم في غفلةٍ من أمرهم . فانكشف سرّ احتكار المناصب والمواقع , وقالت الأغلبية الصامتة قولتها على وقْعِ حراكاتها التي استعرت بعد المجيء بأحد مهندسي المعاهدة خلفاً للدكتور الخصاونة بعد الإنقلاب على حكومته التي لم تحقق شيئاً من الإصلاح الشعبي وأقله حل البرلمان المُزوّر , وإعلانه جهراً بتمسكه ببنود المعاهدة التي نصّت على التوطين .
يقظة العشائر , تزامنت مع يقظة أحرار العسكر , ألذين حاول أحدهم وهو اللواء المتقاعد عبدالسلام الغزوي جاهداً ألوصول على رأس مسيرة إلى سفارة الكيان الصهيوني في عمان بمناسبة ذكرى النكبة , والتي أوصى الزعيم المرحوم بإذن الله نايف الخريشا أن لا يمرّ جثمانه من أي طريق يوصل إليها مثلما أوصى بالعمل على شطب الكيان الصهيوني من الخارطتين السياسية والجغرافية وإعادة فلسطين إلى شعبها الأبي , وإعادة شعبها إليها .
ألأردنيون جميعاً يحتضنهم نسيج واحد , ورؤاهم مُوحّدة . ولا يقبلون بأقل من تحرير فلسطين ف ( كلّها لنا ) .
إن ما يراهن عليه أرباب السلطات الحالية , لن يُجدِ نفعاً . فهم في وادٍ غير وادي الشعب , ألذي باتت تحالفاته الجديدة في الظهور , وأبرزها تلك التي تقود الباحث عن الحقيقة للوصول إلى قناعة أن الرهان على تقسيمه قد زال وللأبد .
صيفٌ أردني ساخن , تُلهبه أوضاع الشعب الذي أضحى الدواء أغلى من صحته , ولا فائدة من رفع رواتب الذين لهم رواتب أصلاً ما دامت الأسعار تلتهب والضرائب تكثر وتنتشر , ليستمر الفاسدون في طغيانهم يعمهون .
إنه صيف تحفوه صبّارة قيظٍ , بعدما اتضحت حقيقة الإستئثار لمن يسمّي الرشاوى...هدايا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات