الفنانون الأردنيون .. يا دولة الرئيس


عزيزي دولة الرئيس .. د. فايز الطراونه .. الموقر

أغتنم هذه الفرصة للتحدث ، وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين ، وأنا أقلهم شأنا وشهرة ، ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .

لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة ، تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها ، وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم ، من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة ، وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997

ومنذ ذاك التاريخ ، والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة ، في ذاك الوقت ، أن ينظم مهنته الفنية ، نقابيا ، متسلحا بقانونه الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك ، لكنة كان ، بالتأكيد ، لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها ، بشراكة واضحة المعالم ، ومن خلال القانون ، مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة .ولا يخفى على دولتكم ، أن من شأن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام ، تنفيذ مواد قانون النقابة ، ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون . فالشراكة أساسية ، وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام ، وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .

وهكذا .. تتوالى المجالس تباعا .. ونصل إلى العام 2012 .. وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول ، ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا . وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له ، رغم حصولنا على الحق النقابي ، وبعد 14 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق ، والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي ، وليس الفني ، والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي ، من وزراء للثقافة وأمناء عامين ومدراء للإذاعة والتلفزيون ، ورؤساء حكومات متعاقبة ،،، أقول بعد كل هذ الحراك المضني ،،، نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها ، بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم .. الحكومة .. كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات .. هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .

عزيزي دولة الرئيس الموقر ..

ليس من عادتي أن أكون متشائما ، وأنا ممن ينظرون للنصف الممتلئ على الدوام ، بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع ، فالفنان بطبعه دائم التفاؤل ، محب للحياة ، صانع للفرح والسعادة ، مثالي التطلع ، يضحي ليسعد الآخرين .. هذا قدره ، وهذه رسالته ، يحترق لينير .

لكن الفنان وقبل كل شيء .. مواطن يتفاعل مع الأحداث ، وبحس الفنان ، يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره ، ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة ، دراما أو موسيقى ، تمثيلا أم غناءا ... فالفرح عند الفنان ، فرح جياش مفعم بالحب والود .. والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية .. تصل لدرجة الموت .. والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق ، وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .

والوطن ، عزيزي دولة الرئيس ، هو المفصل والمحك لدى الفنان ، تماما كالجندي في ساحة المعركة فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس ، وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني وحجم تضحياته ، وهو المقاطع عربيا ،، في حقبة التسعينيات .

عزيزي دولة الدكتور الطراونه ،،

إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني ، هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به ، ويذكر هذا الفوز بإسم الأردن الغالي ، ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به ، ويطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى ، حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .

إن أموال الدنيا كلها ،، لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد ،، وسماع جملة " يعطيكوا العافية يا شباب ، بيضتوها ورفعتوا راس الأردن " .. وعلى سبيل المثال . .

عزيزي دولة الرئيس الموقر ،،

إن ما إسترسلت به ليس إلا شعور حقيقي صادق أؤمن به وأتمناه ، وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم .

مطالب الفنان الأردني ، دولتكم ، ليست إلا حقوقا غير محصلة ، أو منقوصة أو مجزأة . فصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده ، وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن ، والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية . ودعم نظام الإسكان الذي وعدنا به مرارا ، والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب ، قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم ، في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن . والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود بتطبيقه على الفنانين ، وفي ظل عجز كبير لصندوق التأمين الصحي لدى النقابة ، والذي لا أمل في إنقاذه سوى ،، إلغائه ..!! وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا ، الديوان الملكي العامر ، حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض ، وهو لا يملك ثمن الدواء ، ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى ، وكل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية
والندوات و المؤتمرات و التوصيات العديدة ، و التي خرجت بخطط و إستراتيجيات فنية وطنية شاملة ، ما زالت حبرا على ورق .

وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة ، الذين لا يحصلون على علاوة المهنة ، ولا بأي نسبة كانت ، أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .

عزيزي دولة الدكتور الطراونه الموقر ،،

أعلم أني قد أطلت عليكم ، كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم ، ويعلم الله كم كنا سعداء بتوليكم المسئولية ، كونكم سليل عائلة أردنية عريقة ، أفنت عمرها في خدمة الأردن ، ولرقي خلفيتكم العلمية الأكاديمية ، ولأنكم كنتم قد تقلدتم ، مؤخرا ، مسؤولية إدارة اللجنة العليا لمهرجان جرش لسنة 2011 ، وقد تقربتم من عضو اللجنة العليا سعادة نقيب الفنانين الأردنيين ، الأستاذ حسين الخطيب ، والذي نعرف أنكم قد علمتم من خلاله ، وعن قرب ، حجم المأساة التي يعانيها فناننا الأردني ، كما نعلم مقدار الدعم الذي أوليتموه لدعم المشاركة الأردنية المشرفة في المهرجان ، والتي شهد لها القاصي و الداني ..

نقول بعد كل ذلك ، أنكم من نراه أهلا لتلبية وتنفيذ توجيهات سيد البلاد بدعم الفنان الأردني وإيلاءه الإهتمام اللازم .

أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه ، وأن يرفدكم بالصحة والعافية ، في ظل سيدي ومولاي صاحب الجلالة "الملك عبد الله الثاني ابن الحسين" .. أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .

عادل الحاج أبوعبيد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات