الوطن دينٌ في رقابكم


نعيش على امتداد خارطة الوطن من رمثاءه الى عقبته ومن غوره الى صحراءه, تارة نتفيء ظل شجره وتارة نقبع تحت خيوط بيتٍ نُسج من الشعر,,وتارة أخرى هنالك من يجلس تحت نسمات الكندشنات او بجوار برك السباحة في دابوق كما عبدون,,لكننا جميعنا ابناء لهذا الوطن المذموم من عُليته المشكور من القابضين على جمر الولاء والانتماء من الكاظمين الغيض, يتعففون من السؤال وفي جنباتهم أثر الحصير,,لله درك يا وطن الشرفاء كما الجياع...
وفي غمرة احتفالات الوطن بعيد استقلاله هنالك من يحتفلون بالاجهاز على آخر ذرة تراب من ترابه المقدس في اسواق النخاسة لعلهم يقبضون آخر دولار, لكن في نفوس الكثيرين من شيبه وشبابه ,انتماءٌ ووفاء امتداداً لانتماء الاباء والاجداد ممن خضّبوا بدماءهم الزكيه ترابه الطهور في الكرامة وعلى تخوم الوطن, ولن يألوا جهداً في بذل الروح وتقديم الابناء قرابين شهاده لبقاء الوطن وديمومة عزه وشموخه..
لكن في الحلق سؤال يترغرغ يكاد ان لا يخرج لولاء حب الوطن مفاده الى متى سيبقى الفاسدون من المرتزقة ومن ابناء الزناديق ممن استباحوا حرمة الوطن وكرامة انسانه يعيثون فساداً وافساداً وعلى مرأ من اصحاب القرار والحكومات المنتهية الصلاحيه والاجهزة الأمنيه دون رقيب او وازع وطني ,في الوقت ان الوطن ينزف على قارعة الطريق اقتصاده, ومديونيته تجاوزت لا اقول الخطوط الحمراء بل اضحت جزءاً من واقعنا المرير المعاش, ولا زلنا نعاني من بطاله وفقر وتسول وجوع ؟؟ اذهبوا خارج عمان الغربيه هنالك في الجزء الشرقي من عمان وعلى مداخلها حيث يعيش مئات الالاف من التواقين لحياه كريمه يعيشون شظف العيش ويعتاشون من اموال الصدقات والزكاة...اذهبوا الى بوادينا وحرارة الشمس وقلة الماء, اذهبوا الى اريافنا التي تم تصحيرها, اذهبوا الى كل البيوت التي تتعفف عن مد اليد او السؤال,,أليس في الوطن فقراء؟؟سؤال مشروع اريد عليه اجابه..
قالها الفاروق عليه رضوان الله والله لو تعثرت بغله في ارض العراق لسئل عنها عمر لماذا لم تسوي لها الطريق, في الوقت ان طرقاتنا اضحت باليه وارصفتنا في عاصمة العز ايضاً باليه,ومدارسنا غالبيتها آيله للسقوط وابناء المرتزقه ممن سرقوا الوطن يتحكمون في مصير ابنائنا في المدارس الخاصه تارة يرفعون الاقساط وتارة يرفعون رسوم المواصلات ومرضانا في المستشفيات الخاصة ايضاً,,لا سرير يجدون ...وغالبية المرضى لا دواء في مراكزنا البعيده غير المهدئات يجدون ,,ارحموا صبرهم وارحموا جوع اطفالهم, وارحموا انسانيتهم يا اصحاب الدولة والمعالي ممن تركبون المرسيدس من اموالٍ تم جبايتها من عرقهم وجوعهم ضرائب لها اول ما لها تالي...
اتركوا عمان وتفقدوا إن بات يوماً على تخوم الوطن جائع, او بات في ريفه من لا يجد ثمن قارورة كاز ليموت برداً وجوعاً, وفي مدارس اطفالنا هنالك من يعانون كل انواع فقر الدم, ومنهم من لا يجد حذاء..لماذا لا يصار الى رعايتهم من فائض اموال الاغنياء, او من فوائد اموال السحت التي تعفنت في بنوك الظلام , او من المال المسترجع من جيوب الفاسدين ممن أغنوا من دماء الشعب واستباحوا حرماتهم وسرقوا منجزاتهم بعدما بيعت تحت جنح الظلام؟؟
الغيتم وزارة التموين ليعيث الفاسدين فساداً في قوت يومنا, في خبزنا وقمحنا,ليرضى عنكم صندوق النقد الدولي الصهيوني لتركيعنا كشعب لا حكومات, والغيتم الرقابة على المستشفيات الخاصه فهي مواخر فساد وانتهاك لانسانية المريض فالدفع قبل اي اجراء حتى لو شارف المريض على الوفاة, وكذلك قلاع المدارس الخاصه حيث تنتشر في بعضها الرذيله والاتجار بال....ت, يكاد الاردني لا يجد فيها مقعداً الا من رحم ربي او باع اباه آخر قطعة ارضٍ في ريفه,,لا رقابه على الاسعار ولا على تجّار الاوطان ولا على اصحاب المعالي فهم معصومون مبجلون يتيهون في اروقة قصورهم وبين قيانهم وجواريهم...
هل بقي من الوطن غير صحراءه والجباه السمر التي لم تركع يوماً لغير الله ولن تركع لغيره,, سيعود الوطن عزيزاً كريماً لابناءه الغر الميامين شاء من شاء وابى من ابى..لك من دمي مداد يا وطني أكتب به التاريخ.. ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات