الكلام بضاعة لا أرتضيها


الملك طلال بن عبدالله طيب الله ثراه، اقتصرت مراسيم الاحتفال بتتويجه ملكاً على الأردن في صلاة الجمعة فقط، وقد قام باجراء الاصلاحات الدستورية التي عززت دعائم المجتمع الأردني القائم على الحرية السياسية والاقتصادية والمساوة والمسؤولة امام القانون الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه ويعتبر من احدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا.
وقد تضمن الدستور المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة امام مجلس النواب الذي اصبح يملك سلطة منح الثقة او حجبها عن اية حكومة بموجب احكام المادة 54 منه ، الامر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية الى المرتبة التي تليق بها اسوة بالدول الديمقراطية الاخرى، اضافة الى تضمنه بنود تضمن حقوق المواطن وحرياته الاساسية وحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة
و الذي يعد أول دستور حدودي عربي حيث نص على اعلان ارتباط الأردن وعضويا بالامة العربية وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى ملبيا لآمال وتطلعات الشعب الأردني كونه جاء منسجما مع التطورات الهامة خاصة بعد وحدة الضفتين عام 1950 وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في كل ارجاء الوطن العربي.
ونحن في هذا الصدد، كلام دولة الرئيس بضاعة لا نرتضيها في ازدياد وانتشار الفساد المبطن وفرض الجباية من جيوب الفقراء ، مع اتساع الفجوة بين الطبقة البرجوازية والطبقة البروليتارية ، هذه الطبقة التي تمتص دماء الطبقة الأخرى في ظل حماية القانون (والقانون شبكة عجيبة ينفذ منها الكبير وتصطاد الصغير) .
المترفون والمسئولين يرفعون أبنية وعقارات وقصور ولا يقال لهم لما، من يقول كلمة الصدق وكلمة الحق يعتقل ويهان وهو المخرب والذي يعيث في الأرض فسادا ، ومن ينافق ويدجل ويسكت عن الأخطاء ويرضى بدمار البلد من الداخل توزع عليه أوسمة الوطنية بغير حساب .... إننا بحاجة إلى وقفة طلالية تعيد مجد الأمة العربية ، ونحتاج منك إلى وقفة تجريديه تعيد بسمة الأطفال التي حرموا منها منذ سنين خلت نريد أن نرى النور.......... ونخرج من نفق الظلام .
إن المافيا المنظمة التي تتاجر في المخدرات هنالك من يحميها ويدافع عنها عبر شبكات الفساد المختلفة والمتشكلة والمنوعة.
أما الفقراء الجياع يقتلون في اليوم ألف مرة في ثورتهم النفسية، إن إعلامنا له خطوط وحدود، ومساحة الجدية فيه ضئيلة لا نستطيع تجاوزها ومن يتجاوزها يطلب لحكومة المخابرات.
نمضي ساعتنا في اللامبالاة والعبث، وفي الأمور التي لا تقدم ولا تؤخر، كل فردً في الأردن كل رجل أو امرأة احبك بصدق لأنه رأى فيك عدلاً ورأى فيك آملا .
ولكن مازال الفقراء يعانون ويشكون من عدم القسمة غير العادلة ، فنحن بحاجة إلى هبةً ملكية شرعية دستورية تعيد لنا حقوقنا ومكتسباتنا وأنا أعلم بأن موجة إصلاحك قادمة فعجل بها فإن شعبك ينتظرك ، يقول لك بالروح بالدم ليست شعرات بل سيقدم روحه ودمه في أصعب الأوقات وأحرج لحظات ، إنه لك فكن له إن شعبك معك ، أنا لا أعاني من أي شيء ولا اشكوا من أي شيء وأنا الآمن في سربي والمعافى في بدني عندي قوت يومي لا أعاني من أي شيء ، ولكنها لابد أن تقال باسم كل مواطن لا يستطيع أن يقول وباسم كل فردٍ يعجز أن يوصل مظلمته إليك ، إن المئات يقع عليهم ظلم الفاسدين والمرتشين، تذرفُ دموع الظلم من عيونهم فتحرق كبدي لقد بايعنك على العهد والوعد والولاء نريد منك أن تستل سيف الإصلاح الذي يقطع رؤوس من بقي من الفاسدين .
إن هؤلاء البرجوازيين يطعنوننا من الخلف، لا يريدون لصوتنا أن يعلوا أو يشعر بجرحنا أحد .
مازالت الحكومات الأردنية السابقة والحالية عاجزة عن مكافحة الفساد وعن ترجمة الأقوال الى افعال ، وما زلنا نواجه المزيد من الإحباطات السياسية والإقتصادية والإقليمية ، فلا بد لك يا سيد البلاد من هبة اصلاح شاملة في ظل الحكومات المترحنة التي أثبتت للشعب الأردني بأنها عاجزة تلبية طموحات المواطنين في العدالة والنزاهه الإجتماعية ، ومعاقبة الفاسدين الذين عاثوا في الأرض فساداً .
لانريد لهذا البلد الأنهيار الداخلي ، بسبب عدم تعاطي الحكومة من وضع حلول ناجعة على كافة المستويات ، لانريد هبة نيسان جديدة ، ولانريد هية 1910م ولا نريد التصعيد من أي حزب او حركة على الأراضي الأردنية ، بل نريد حلول ناجعة وحكومة قادرة على التعامل مع ما تقضيه المصلحة العامة ووجود برلمان حقيقي منتخب من قبل الشعب لا من قبل الحكومة نريد وقفة طلالية مشرقة ، تعيد للأمة مجدها وتعالج جراحتها النازفة .


Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات