يابابا:إغتالوا الوطن!


مع قرب عيد إستقلال الوطن أكتب هذه الكلمات لأصحاب الضمائر الحية والمسكونة بحب الوطن والغيرة عليه،أكتبها وأنا أقرأ وأتابع مايجري في هذا الوطن بكل تفاصيله..نصحو على صباح جميل مسكون بهواجس الخوف والريبة،الوطن يباع ونحن نتفرج.
نصحو يا أردن على الآلام والجراح،ويأس العبد وكأنّه إنتهى الكفاح..الوطن قطعة منّا ولكن والله نكذب ونخون!
منذ إستقلالك يا وطن لم نرى هكذا مجاعة تصيبنا كالتي تصيبنا هذا اليوم..فنحن أبنائك قصرنا وتاجرنا بك وهتكنا العرض بك،وبعنا الأرض ..وأصبحنا نعيش على القرض ،وديوننا التي تعدّت أكثر من 21 مليار دينار أصبحت كاسرة علينا،فنحن بارعين في رفع الشعارات الكذابة .ولهذا إنتشر الفقر والبطالة والدعارة وأصبح حالنا كحال الجيف التي تنهال عليها الكواسر والسباع.
شهيدينا وصفي وهزّاع رحلا ورحل الوطن معهما..لا يصلح الوطن إلاّ بفكرهما ولاينضج إلاّ بهما..فمزبلة الليبرالية يجب أن تنتهي ومزبلة الأخوان أشباه المسلمين يجب أن تنتهي،ومزابل الماسونية يجب أن تنتهي..فلنكافح كما كافحوا ،ولنتشبث برجالنا وصقورنا الأوفياء بدلاً من أن نتعلم السرقة ليلاً ونهاراً..
لم يلبث المواطن فحسب إلاً أن يرفع يديه داعياً بصدق إلى العزيز القدير أن يحرق الله الهوامير وأبناء الحرام وكلّ من سرق من خزينتنا،ونهب خيراتنا.
نراقب كلّ يوم ساحة الوطن وإذا هي مليئة بأطنان من الفاسدين والمتعجرفين..فكلّ من يتحدث عن الأردن قد يكون صادقاً أو غير صادق،فنحن والله لانستحقه.لأنّنا كلما تخلينا عنه أذلنا الله.
..عندما يخرج الطفل من بطن أمه وينشأ تنشئة ويستقيم عوده ماذا سنقول له؟ عوض الله أكلنا وشربنا،الذهبي مص دمنا هوامير وعلوج أهلكونا ..كيف سأوفر له الشراب والطعام؟ والمسكين جاء في عصر مجاعة ،وجاء إلى هذه الدنيا ليرى ماذا فعلوا بنا؟ ماذا نقول له ؟ إنتحر أم تعلم أم سيندم والده ليقول له أنا نادم لأنني تزوجت؟
من المسوؤل........................................؟؟؟؟؟؟؟
هل الحاكم ؟ هل رجل الأمن؟ هل الوزير؟ هل النائب؟ هل العين؟ هل القاضي؟ هل الشرطي؟ هل الشيخ ؟ هل المفتي؟ هل سائق التاكسي؟ هل بائع البندورة؟

يا وطن ماذا أقول لهذا الطفل إذا سألني ما هو الهامور؟
وماذا أقول له إذا سألني ماهو المتنفذ؟
وماذا أقول له إذا سألني ماهو إبن الحرام؟
وإذا سألني إذا كان المسوؤل مجهول عمّن جلب الهامور والمتنفذ وإبن الحرام لهذا الوطن فمن المسوؤل إذاً..عندئذ ماذا أقول له؟
الحكاية أيها الطفل في بداية الأمر أنني نادم لأنني أتيت بك إلى دنيا الفساد والرذيلة ،ولكن أخشى أن يأخذوا عليك ضريبة لتسمى "ضريبة المولود الجديد" ولاشيء يخفى علينا ذلك..فنحن شعب تعودنا على دفع الضرائب ومازلنا صامتين ونخيط أفواهنا ولا نفتحها إلاّ عند أطباء الأسنان كما درجت العادة..
أقول له نحن تعودنا على حكومات مخادعة تتقن فن السرسرة..وشعارها إكذب إكذب إكذب حتى تصدق..ونحن تعودنا على الغش والخداع ..ونحن تعودنا أن نرى الوزير يجلس على كرسيه وهو قد حلف يميناً غموساً،ويتواجد في غرفة مليئة بالمكيفات والتلفزيونات،ولدى الوزير طباخ وسائق وسيارة فارهة وسفريات وسكرتيرات من مختلف الموديلات ..ونحن ندفع فواتيرهم يابابا؟
يابابا شبعونا عذابات وكسونا بملابس الذل والإهانات..يابابا سلخونا وجوعونا ..يابابا رفعوا الأسعار على حسابنا ..يابابا صار الأخ يبعد عن أخوه من أجل أجرة الطريق ..يابابا في كل صيف بخلقونا المشاكل صرنا نملأ الصهاريج على حسابنا وبالرغم من ذلك ندفعلهم فواتير .يا بابا هذا الوطن رب العالمين بنزل مطر فيه مطر وبرد وثلج تطفح السدود من خلالها ..وبطلعنا الوزير يابابا بتصريح:نحن نعاني من شح الأمطار..مين المسوؤل يابابا؟
الحمد لله يابابا همنا في الحياة رضا الله ورضا الوالدين..بس يابابا بوصيك بإطاعة ولي الأمر واجب لأنّه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال:" إسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كان رأسه زبيبة."
ومن أجل هذا يا ولي الأمر وحتى تستقيم أمورنا ..فإنني أناشدك يا مولاي يا صاحب الجلالة بأن تأخذ منّي بهذين الإقتراحين للخروج من معضلة أوضاعنا الإقتصادية المزرية:
الأول:إنشاء صندوق يسمى "صندوق الإنقاذ الوطني للتغاضي عن القروض والمنح التي تأتينا من المنظمات الدولية والدول المانحة..فمثلاً:تصدر الإرادة الملكية السامية تطالب فيها بإنشاء الصندوق وتطلب فيه بإقتطاع 20% من رواتب موظفي الديوان الملكي العامر والأشراف والأمراء والأميرات والقوات المسلحة الأردنية بكافة قطاعاتها بما فيها دائرة المخابرات العامة،ودائرة الأمن العام بكافة قطاعاتها،والمجلس القضائي الأردني والدوائر والمؤسسات الحكومية والقطاعات العشائرية وكذلك بما فيهم الوزراء والأعيان والنواب بشكل إجباري مهما كان الراتب،وأن يكون إنشاء مثل هذا الصندوق تحت إشراف أيدي نظيفة أنتم تختاروها يا مولاي ترصد لخزينة الدولة،وأن يكون فقط مدة الإقتطاع فقط لمدة عام يبدأ من تاريخ إنشائه.
الثاني: في حالة إنشاء هذا الصندوق وصدقت النية من القطاع الرسمي،تكلفون جهات نظيفة بإدارة صندوق يسمى" صندوق إنقاذ الخزينة التطوعي" وهذا موجه إلى شريحة من القطاعات الخاصة كالبنوك والشركات ومنظمات المجتمع المدني وقطاعات شعبية أخرى،فيتم إقتطاع 15% من رواتبهم مهما كان الراتب ..بالإضافة إلى ضخ حملة تبرعات كبيرة في جميع المحافظات لإنقاذ الوطن.
ويجب أن يكونا هذين الإقتراحين هما كجزء من حالة إعلان الطواريء في البلاد..فأقترح أن يكون ذلك الحل.؟
.ولنهتف عاش الوطن وعاش المليك..ودمتم ودام أطفال الوطن.فلنعمل على إنقاذه ولكن في نفس الوقت لا نترك للجبناء فرصة لأن يفترسوه!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات