أوقية مخشّرم ولا فيصليه .. أو شعشبان


في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم لم نكن نعرف الكنافه النابلسيه (وهنا قد يتندر شقيق ليقول لنا علمناكم الكنافه),ولم نكن نعرف ايضاً البقلاوه وعش البلبل وغيرها من الحلويات ولا البومبون والشوكلا, كل ما كنا نعرفه المخشرم والفيصليه والحصى وادي(هو الملبس على لوز) والشعشبان وباكيتات الناشد اخوان وكان يأتينا من سوريا,,لكن كنا نعرف الهريسه والحلاوه ايضاً, وما اطيبهما..
اليوم نعرف كل انواع الحلويات النابلسيه ابتداء فالشاميه فاللبنانيه والجاتوهات ,حتى الحلويات اليابانيه, لكن لا طعم لها,والشوكولا السويسريه ايضاً اكاد أجزم اننا لم نعد نستسيغ طعمها, ونحاول ان تعود بنا الايام الى الزلابيا شتاءً والهريسه بالسمن البلدي صيفاً, وفتة الشاي او الحليب, والشمنظورا..
ايضاً في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم كان العمل السياسي حُراً كريماً سقفه عالي لا دكاكين سياسه كما الآن, كان ممارسي السياسه حقائبهم محزومه عند الباب في انتظار اقتيادهم الى السجون لقولٍ ادلوا به او لمقال في جريده ممنوعه او اذا ما ضُبطت جريده من اياهم بحوزة احدهم ,, في الوقت ان احزابنا اليوم كذا وعشرون حزباً من اقصى اليمين الى اقصى اليسار, ومن الدينيه الى العلمانيه و برغم انها تعمل فوق الارض على خلاف الخمسينيات الا انها لا زلت ترضع حليب الدعم الحكومي والولاء والانتماء لشيكات آخر الشهر..
يتشدق الأمناء العامون للاحزاب بالاصلاحات التي تحققت والانتخابات المزمع اجراؤها بجو من الشفافيه والمصداقيه وعدم تدخل اصابع عازفي بيانو الانتخابات, ولا مجال للمال السياسي ولا المناسف, ومنهم من يطالب بالنسبيه وكلنا نعرف مقاصدهم وآخرون بصوتين+صوت وهو الأنسب وآخرون يذكرون مناقب المتوفي الصوت الواحد مطالبين بإحياءه وهكذا..لكن ليس منا من يحترم ذاته وانسانية اخوتنا وابناؤنا في الارياف والبوادي والمناطق الاقل حظاً اللذين قد لا يجدون قوت يومهم وحقهم في حياة حره كريمه, السياسه تخدم الساسه ,والاحزاب منابر لاصحاب الاصوات العاليه والنقابات حلبات صراع بين قوائم الخضراء والبيضاء, وآخر اهتماماتهم المهنه ومنتسبيهم, والجامعات ساحات مصارعه رومانيه عصي وحجاره وسلاح والمدارس للمقتدرين وهكذا...اما ابناء الوطن الشرفاء ممن ليس لهم في النفير غير الولاء والاستجداء.. ارحموا انسانيتهم.
بقدر ما احاول الخروج من بوتقة الكتابه في السياسه الا انني اجد نفسي مجبراً للكتابه عن هموم العامه, وما يعتري الوطن من خذلان ونكوص في تقييم واقعنا ومشكلاتنا, علّاقة الانتخابات وقعت وما عليها من ملابس فاخره فبانت سوءات من ارتدوا تلك الملابس امام ناخبيهم ومواطنيهم لا لمره واحده ولا لاثنتان بل لثلاث مرات ضمن فتره زمنيه وجيزه.. مشكلاتنا الفقر والبطاله والجوع لا السياسه والاحزاب والانتخابات,اعيدوا بوصلة الاصلاح باتجاه أقطاب الفقر ومعالجة البطاله لا باتجاه العبدلي.. ودمتم(الله على اوقية مخشّرم)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات